إضطراب الجزء الأول من سلسلة جلسات نفسية

الفصل الثالث "الأصدقاء"

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

#اضطراب.

#الفصل الثالث "الأصدقاء"

مر يومين دون أن تظهر حور وكانت تدور بعض الأسئلة في رأس جميلة، مثل "لماذا لم تحضر حور منذ يومين؟ "هل قررت عدم الحضور مرة أخرى؟ "
" هل قررت أن تظل كما هي دون علاج؟" ولكن السؤال الذي يشغل تفكيرها وبشدة هو" ماذا فعلت حور في اليومين السابقين؟ " ولكن كالعادة قطع تفكيرها صوت طرق على الباب فتركت القلم الذي كانت تتأمله أثناء تفكيرها واذنت للطارق بالدخول ولكن هذه المرة كانت حور وليست السكرتيرة وجلست على المقعد بسرعة دون أن تتفوه بكلمة واحدة، فنهضت جميلة وعلى وجهها نصف ابتسامة وجلست على المقعد المقابل لحور ثم أردفت :
"عامله ايه يا حور؟"
فنظرت لها حور بعيون مترقرة بالدموع قائلة :
"انا مش كويسه خالص يا دكتور، انا تعبانة تعبانة اوي."

فنهضت جميلة واتجهت إلى حور وامسكتها من ذراعها، فنهضت حور من على المقعد وسارت مع جميلة في اتجاة الشازلونج، فوقفت حور امامه توجه له نظرات استفهام فأشارت جميلة إلى الشازلونج مردفه :
"نامي هنا يا حور، لما تنامي هنا هتحسي بالراحة اكتر وتقدري تحكي براحتك."

فأماءت برأسها ثم استلقت على الشازلونج، فجلست حور على مقعد يجاور الشازلونج ووضعت قدم على الأخرى مردفه بهدوء :
"اتكلمي يا حور انا سمعاكي."
فاغرقت أعين جور بالدموع ثم أردفت :
"انا ماعنديش صحاب خالص، لما بروح المدرسة بفضل قاعدة لوحدي، ببقى قاعدة بتفرج على كل شلة."
فأردفت جميلة بتساؤل :
"يعني ماكنش عندك صحاب قبل كده؟"
فأماءت حور برأسها ثم أردفت :
"كان عندي صديقة واحدة بس، بصي كنت بحبها جدا وفضلنا خمس سنين أصحاب بس….. بس مرة."

عودة إلى الماضي.

قامت حور بنشر قصة على برنامج الواتس اب وكانت هذه القصة عبارة عن صورة يكتب بها
"= ماذا لو جرحك أحدهم بكلمة وهو يمزح؟
-همزح بكرامته الأرض."

فوجدت صديقتها قد أرسلت لها رسالة، ففتحت الرسالة بسعادة فهي تشعر بالسعادة عندما تحادثها صديقتها ولكنها شعرت بالصدمة من محتوى الرسالة والتي كانت ردًا على القصة الخاصة بها
"ما انتي بتجرحي اي حد بكلامك. " ظلت حور نصف ساعة تنظر إلى الرسالة بعدم استيعاب وهي تحاول تذكر أحد المواقف التي قامت بها بجرح صديقتها ولكن ذاكرتها لا تساعدها أبدًا، وعندما سألتها عن سبب هذه الكلمات اجابت صديقتها "فاكرة من تالت شهور لما كنتي بتهزري معايا وقولتيلي يا حيوانة؟ " فنظرت حور إلى الكلمات التي بعثتها صديقتها بصدمة وهي تقول في عقلها "ما هذا من ثلاثة أشهر؟ اتمزح معي؟!" ثم أرسلت لصديقتها "لا مش فاكرة للأسف." فبعثت لها صديقتها "طب فاكرة لما كنا بنتكلم على مجموع الاعدادي وان مجموعك كان أعلى مني فبالتالي انتي دخلتي المدرسة اللي بتاخد المميزات وانا دخلت مدرسة بتاخد بالتنسيق العادي وساعتها انتي قعدتي تقولي لاختك شوفتي جابت مجموع قليل علشان كده دخلت مدرسة……" كانت حور تقرأ الرسالة وهي في حالة من الذهول والصدمة فهي تشعر بأن صديقتها تكن لها قليل من الكره لا بل كثير، فبعثت لها قائلة" بس انتي وقتها كنتي قاعدة معانا وعماله تضحكي ايه اللي حصل بقى؟ " فأرسلت لها صديقتها" وقتها انتي جرحتيني. " فبعثت لها حور بسرعة" بس انا ماكنش قصدي وقتها كنا بنهزر عادي وانتي كنتي قاعدة بتضحكي، ولو كنت عرفت انك اضايقتي صدقيني كنت هعتذر منك قدامها بس انتي وقتها كنتي عادي. " فكتبت لها صديقتها" بس انا مش مسمحاكي."وبعد أن قرات حور هذه الرسالة وصل لها شعور بأنها ستظل وحيدة وان الخمس سنوات قد انتهوا، فبعثت لها" المشكلة اني كل اللي انا شيفاه دلوقتي انك بتحوشلي كل كلمة وكل حركة والمشكلة الأكبر ان كل الكلام ده حصل من وقت كبير جدا، اعمليلي بلوك لو عايزه وأتمنى مانتكلمش مع بعض تاني."