2

2 1 0
                                    


كما أخبرتكم سابقا زوجتي ليست عادية، لن أحدثكم كيف كانت البدايات وصدمتي حينها لأني لو بدأت بها لن أنتهي أبدا لكني
سأسرد شيئا من يومياتي التي اعتدت عليها.
فلنعد لنهاية الأسبوع الفارط حينما عدت للمنزل مساءا حوالي الساعة السابعة بعد أن خضت مباراة كرة قدم مع أصدقائي
القدامى في الحي المجاور لحينا، وبدون تفاخر كان النصر حليفنا كيف لا وأنا الذي سجلت ثلاثة أهداف من أصل أربعة بينما
الفريق الخصم اكتفى بهدف يتيم، أظنني لم أخبركم أني رياضي بارع، لكن لا علينا.
بعد عودتي مباشرة ذهبت للحمام كنت قد تركت زوجتي تسقي نباتاتنا التي غرسناها في حديقة بيتنا الصغيرة وكذا بعضا من
الشجيرات التي نتطلع لها متى تنمو وتثمر فهذه أول تجربة لكلينا في الاعتناء بالنباتات. خرجت من الحمام وأنا أجفف شعري بالمنشفة توجهت للشرفة أين يوجد حبل الغسيل لأضع المنشفة عليه لتجف، سمعت صوت
زوجتي تتكلم "أيها الحقير هل ظننت أنه يمكنك أن تنجو بفعلتك، هيهات لك سأجعل حياتك جحيما ستندم لأنك فكرت
بخيانتي"، أملت بجذعي من على الشرفة لأراها فوجدتها حاملة معولا صغيرا مقابلة لكرسي لنا في الحديقة تتجه اليه وهي تسير
ببطئ وتمايل وهي تردد عباراتها المتوعدة  ملوحة بالمعول وكأنه خنجر، لكن مهلا ماذا أرى الآن لقد قامت بلحس المعول، هل
يعقل أنها تقلد دور سفاح ما وهو يلحس سكينه! وتعالت ضحكاتها لكن بصوت منخفض نوعا ما ورفعت المعول عاليا بوضعية
الانقضاض، فجأة توقفت وألقت بالمعول أرضا وركضت للكرسي، وجهته للطاولة وجلست عليه حملت لوحها الرقمي وشرعت
بالضغط على لوحة المفاتيح بسرعة وعيناها متسعتان ضاغطة بأسنانها على شفتها السفلى، أعلم جيدا أن هذه تعابير الحماس
لديها.
إنطلق انفجار ضحكة حاولت بجد كتمها ولم أستطع، لولا أني أسرعت Ȩ بعض أصبعي كاتما لضحكي وجلست على الأرض بسرعة
َحرج بمعرفة أنني رأيتها وهي تمثل مشهدا من مخيلتها كي يسهل لها عيش
حتى إذا ما التفت زوجتي لم ترني، لا أريدها أن تُ
اللقطة والشعور بها ومن ثم كتابتها.
كم من موقف مشابه أمسكتها متلبسة به دون علمها لكن لم أظن أنه سيصل بها الحال للحس المعول.

.............

زوجتي الكاتبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن