صَدِيقِي الصَدُوقِ....الفصل الخامس

95 11 46
                                    




كتبت : نور كمال


هل تعلمون لقد لاحظت ظاهرة غريبة!

هو أننا كلما تقدمنا بالعمر افتقدنا المرحلة التي أنهيناها بالفعل !!

سأوضح بمثال...عندما تكون في الابتدائية تتمنى الانتقال للمرحلة القادمة وبعدها تعود وتقول 'ليت الماضي يعود يومًا'

رغم أن الثانوية والاعدادية كانت بلا منازع أسوأ مراحل حياته !!!

عليه أن يعترف كان فتى ضعيفًا من الداخل والخارج وحيلته ضعيفة، كان لسانه عاجزًا كذلك قلبه، بالنظر لنجاحاته في حاضره...عليه أن يرى حاضره مثالي.

هو شاب بصحة جيدة وفاتن، ناجح في عمله وثري كذلك، الجميع ينظر له بإعجاب وانبهار لذكائه وبراعته!!

مع ذلك هو شعر باشتياق لنسخته القديمة أمامها، وفي ذات الوقت من الجيد أن تقابل صديقة كانت مؤمنة بك وأنت عثة كتب بلا حياة!!

ستكون فخورة !!!

كان يجلس أمامها على الاريكة في غرفته وتقف بجواره السيدة ماري وهي تنظر بتهكم وتلوي وجهها ففهم مباشرة ما تفكر فيه.

"لا سيدة ماري ليست إحدى العاهرات اللائي أعرفهن...هي صديقتي المقربة يمكنك الخروج لن أفعل شئ"

" دائمًا ما تقول هذه الأعذار! سيد بيكهيون هذا مكتب محترم في شركة محت...."

"ماري هل تعرفين لمَ أحترمك حقًا ؟!"


"لأنني في مثل سن والدتك !!"

"لا أنتِ في سن جدتي بالمناسبة ولكن...لأنك مخلصة للغاية في آداء عملك والمهام التي تقومين بها، لذلك لا أجد حجة لطردك، لكن أقسم إن لم تذهبي الآن سأخرج ذاتي الحقيرة...من فضلك اذهبي وأحضري لها شئ تأكله وعصير منعش هيا "

كادت تذهب فأوقفها وقال :" يفضل أن يكون عصير رمان "


غادرت وعاد هو يضع عبوة الثلج على رأسها، توقف وأبعد يده عندما لاحظ حركات انقباضية في ملامح وجهها، فتحت هيا عينيها بالتدريج وضمت شفتيها الوردية للأمام، كانت الرؤية ضبابية ووضحت تدريجيًا، رأت شعر فضي يلوح أمامها وأسفله وجه وسيم وابتسامة واسعة مبالغ فيها .



"بوك سون "

فور نطقه لاسمها بهذه اللطافة ارتعدت أوصالها ونهضت فجأة تدفعه بعيدًا عنها، لأنه لم يحافظ على اتزان جسده وقع للخلف وتأوه وهو يسمع سؤالها:" كم الساعة ؟! هل تأخرت عن الاجتماع ثانيةً؟!"


Double face حيث تعيش القصص. اكتشف الآن