25-11-2013
بما أن والدي شخص كثير السفر و الترحال نظرا لعمله الذي يتطلب ذلك، فها نحن ذا بطريقنا لمنزلنا الجديد الرقم مئة على ما أظن. لقد نزلنا قبل نصف ساعة من الطائرة بعد وصولنا لهذه البلد الذي لم يخيل لي في يوم من الأيام أن أقدامي ستطئ أراضيه.
- كوريا الجنوبية.
"لماذا!!"
إمتعضت غيظا بوجه أمي التي سحبت السماعات من أذني، ثم أشحت نظري من فوقها بتضايق أنظر لطريق أمامي.. أكره أن يسحب أحد سماعاتي.
لقد توقفت السيارة، وهذا يعني أننا وصلنا. أطرقت نظري لهاتفي أتفقد الساعة و التي تشير لـ 17:34
"ناديتك للمرة الألف، و لم تسمعيني لإستحواذ تلك الأغاني
بين أذنيك على دماغك" دحرجت أعيني بتملل و فارقت السيارة فرارا من تزهات أمي
اللامتناهية.
تأملت الحي الراقي و الهادئ المنظم لثوان تعد على رؤوس الأصابع، لم أستغرق التحديق به مطولا رغم جماله لإعتيادي على مثل هذه الأحياء.
أعدت تثبیت السماعات بأذناي، و أخذت أساعد والدي بإدخال حقائبنا للمنزل الذي لم يكن مبهر التصميم بل متوقع.
مباشرة بعد إنتهائنا من نقل الحقائب، لم يكن هنالك شيء يشغل بالي سوى النوم. صعدت السلالم بعجلة و أول غرفة لمحها بصري دخلتها دون
تردد.
إرتميث على سريرها أحدق بالسقف، بينما أتنهد ببلوح و تجشم السفر.
هنالك أمر راود ذهني فجأة، وهو كيف سيكون حال دراستي
بالثانوية الجديدة؟ هل سأجد أصدقاء ودودين؟
أم كعادتي لن أشعر بالراحة مع أي كان؟ على أي حال، فبالأصل لا يستوجب علي التعلق بأي أحد، ففي الأخير سننتقل عاجلا أم أجلا.
أقصى حد للبقاء هو نصف سنة.
أغلقت نظري في محاولة لإستحضار النوم. لكن هنالك ما يعيق طقوسي، وهو الحر الشديد بهذه الغرفة و
إحتدامها.
إستقمت بتأفف نحو النافذة، فتحتها غنوة و قد جذبني نوعا ما المنظر الذي تصادم به نظري. لم أتوقع أن تطل هذه الفتحة على حديقة المنزل الملتصق بنا، و يا لها من حديقة. إبتسمت لا شعوريا لشكلها الملفت و الأخاذ..
حتى أبلج جسد فجأة و لا أدري من أين أقبل لكن بلا شك إنه مالك الحديقة. عقدت حاجباي أحاول رؤية شكل وجهه لإشباع فضولي لكن ما من طائل.. كل ما أستطيع إبصاره هو ظهره واسع المنكبين.
حسنا... و ما هذا التطفل الذي إنتابني وهلة..
عدت للخلف دون إكتراث بخطوة لأسحب الستار و أستر به النافذة، لكنني توقفت عندما تلاقت أعيني بخاصته حينما