part: 1

658 51 116
                                    


"أكتشاف اخطاءك لاحقاً وفي بعض المواقف لن تتعلم منه شيء فـأنت قد خسرت كُل شيء"

______________________________

الساعة الثانية بعد مُنتَصف الليل ، صوت إيناس يبعث صداه في زوايا المكان ، صرخاتها تتوالى على مسمعي
أنينُها يُنزل في قلبي خوفٌ عميق .

لم يبقى احدٌ ولم أسألهُ عنها لكن الإجابات كانت تَزيدُ من خوفي عليها ، انزعجَ مني احد الموضفين في صالة الانتظار بسبب أني لم اهدء ولا للحضة من الوقت كُنت اسير ببطئٍ شديد ادور حول المكان كاملاً ، رأسي يتعرق بشدة رغم اننا كنا في فصل الشتاء والجو باردٌ جداً .

أُتمتم ببعض الكلمات بصوتٍ خافت اسمعهُ انا فقط
لا اعرف ما نزلَ على قلب رَجُل لا يعرف طعم الخوف ولم يتذوقهُ ابداً

هل هذا الخوف من الشيء القادم ؟
ام ان الطريقة التي سيأتي بها هذا الشيء تُخيفَني اكثر ، لا اعلم ما الاضرار الناتجه عن فعلتي تلك ربما التسرع قد تَملكني هذه المره .

الساعة الرابعه صباحاً لا تزال إيناس تصرُخ من فتك الألمِ بها وانا ادور حولَ نفسي كـغبيٌ ابله

لا استطيع فعلَ شيئٍ يخفف عنها وقع السَقم الذي يعتصرُ جسدها .

خرجت احدى الممرضات فتمسكت بها طلبت منها اخباري بـماذا يحدث في الداخل منذ خمس ساعات وان إيناس لا تنفك عن الصراخ ماذا تُجرمون بـزوجتي وقمتُ بتهديدها كـالحمار ان اصابها شيئ
وكأنهم يعذبونها لا يساعدونها ، اجابتني بـكل هدوء وتجاهلت أهاناتي وكلامي الشديد

وقالت : ادعُ لها إن الله لا ينسى عبيداً من عباده ...

زادَ كلامها من ارتباكي وخوفي
طلبتُ منها ان تسامحني على ما تحدثُ به وإني الان في موقف صعبٌ جداً واتمنى ان تعذرني

اعطتني ظهرها وقالت وهيَ تسير ببطئ عائدةٌ الى الداخل
انها تعلم ما أمرُ به الآن وانا معذور .

جلستُ على ركبتيّ وضعتُ راسي بين قدميّ لم أستطيع امساك نفسي في هذه اللحضه
بكيّتُ بصمتْ الا أن دموعي صرخت ولم تستطع منع نفسها من الخروج انزلقت الدموع ببطئ من عيني وعلى انفي حتى سقطت الاولى على الارض ولم يتوقف النزيف بل زادَ من سرعة احسستُ ان السماء نزلت على الأرض وان الدنيا قد اصبحت ضيقة جداً

مسحتُ دموعي وقفت انظر الى الباب الذي تقبع خلفة إيناس بصراخها الذي بدأ يخف خطوة بخطوة من كثرة الصراخ وان حلقومها قد تجرّحَ كثيراً

شتائمها لي كانت مثل الماء البارد رغم انها المرة الاولى الذي اسمعها تنطق بـمثل هذا الشيئ لي

الطلسمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن