المقدمه

264 2 0
                                    


المقدمة
| قبل سـتة وعشرونَ سنه |

نظر لها وهو مُشفق على ما حدث لوالدتها اي مستقبل ينتظرُ صغيرتهِ لن ينفصل عنها بسهوله ولن يسمح لأي أحد ان يُربيها سواه ، هو يعيش جحيم لا أحد قد يعيشه يملك خيارين لا ثالث لهما ان يُبعد عنها وينساها او يرميها مثل ما رمى بوالدتها وتركها تحترق وهمّ بنفسهِ ونفسها للخارج.
تنهد عندما بكت حملها وحاول ان يُرضعها ولكنها ترفض الحليب الصناعي للمره العشرونَ لهذا اليوم بعدَ ان شربت بعض القطرات التي تُغلق جوعها وضعها على سريرها المتنقل.
نظر لصاحبه الذي يجلسُ عَلى الأرِيكه التي بجانبهِ : يعني وش تبي ؟ ليش انا الي اسافر ليش ما تخلي غيري !
صاحبه الذي يحمل كوب شاي يرتشف منه : ما ابي اشكك اللي حولي دام اني اشتغل عنده ومخلي الوضع وكأنه عادي ، ابيك تستقر هناك الى ما تاخذ الجنسيه فتره قصيره بس - رفع سبابتهُ الى صدغه - عشان لما اسوي الي براسي وقتها كل شي ينهار ، وقتها اقدر اقنع شيخه تطلق منه عشان تتزوجني احبها يا مطلق ابوس التراب الي تمشي عليه لكن خالد قهرني وتزوجها ليش لأنها تقرب لها من طرف امه تزوجها وهي بنت الـ 15 سنه يدري اني احبها يدري ان قلبي ميال لها ليش سوا كل هذا عشاني عشان يقهرني تزوجها ، و عشان اللي سواه أبوه بأبوي بأخذ حقه وحقي منه ،
اشياء كثيره يا مطلق و انت توافقني عليها لكن كل شي يبي تفكير سليم عشان ما يطليح الخطأ على روسنا ولا على اي شي حولنا.
رفع سبابتهُ وابهامه يضغط على محاجره يشعر بأن النفسهُ تجره الى الأسفل الى الجحيم يشعر بشعور أن ما إن وافق على ما يفعل سيُحرم من رؤيه ابنته : عطني وقت افكر بس دانيه ما اقدر اخليها.
رفع كفهُ يشددُّ بِها كتفهْ : حطها عند سعود هذي أول خطتنا مو قلت لي زوجته ولدت وبنتك ماهي راضيه ترضع صناعي مثل ما يقولون اضرب عصفورين بحجر.
نظر لهُ بينَ عُقدة جَبينهُ : انا ابوها و انا اولى فيها ليش اوديها عند احد ثاني تنهد ذاك واستقرَ الهدوء على نبرة صوتهِ : مطلق ، فكر زين انا ولله ما استغني عنك انت رفيق عُمر.

| و بعد مرور يومان |
الجو قارس البرودة بالرغم من وجود الشمس بمنتصف السماء
تلثم بشماغه الأحمر نظر لها وخبئ جسدها الصغير بمفرشها الثقيل لمّ يُخرج الا انفها ، نزل من سيارتهِ حمل سلة موسى التي تحتضن طفلتهِ ذات الشهرين من عمرها وضعه على عتبة منزل خالتها قبل جبينها للمرة الأخيره قائلاً : غصب عني يا روح ابوك انتِ ولله غصب علي عيشي عند اللي يحافظ عليك وعلى مستقبلك و يصونك ويخاف الله فيك انا ما وراي الا الشقا.
رن الجرس وهرع هارباً قبل أن ينادي المُؤذن لصلاة الظهر.
[ اعتذرُ يا صغيرتي على ما بدرَ مني لا استحق ان اكونَ ابّ انا لستُ سوى رجل جبان ابديتُ مصلحتي عليكِ وعلى والدتكِ المرحومه انا لستُ سوى رجل لم يتحمل امانه على عاتقي ان اربيكِ ].

'
'
| الحاضر المُشرق |

ابتسمت والتقطت من الموظفه البطاقة التي تحمل اسمها و معلومتها الشخصيه ومفتاح غرفه العيادة الخاصة بها تحقق حلمها تحقق ما سعت لأجله اخيراً تُريد الرقص في ممرات العياده تغمرها سعادة لا يمكن وصفها كُل ذلك حدث بفضل من تربت تحت كفيه بعد الله هذهِ العيادة التي تمنت مراراً ان تكون ضمن طاقم المُعالجين بها اليوم هيَ مُعالجه بها عمل كل شيء لأجل أن تكون بها..
جلست على صدر مكتبها بعد ان التقطت صورة له وصوره ايضاً لبطاقة عملها بحثت عن اسمهُ المخزن " جنه الدنيا " ارفقت الصورتان بحديثها : ((الحمدلله ابشرك استلمت البطاقه ومن اليوم اقدر استقبل المراجعين ما تتصور السعاده الي تتوزع داخلي هالوقت الله لا يحرمني منك يا عمي سعود ))
لم تستغرق دقائق حتى وصلتها رساله منهُ ارتسمت على ثغرها ابتسامه عذبه : ((كم عندنا دانيه حنا هي وحده تأشر على الشيء لو انه القمر يجيها بعد دقيقه ))
ارفق برسالة أخرى :
((مبروك يا بنتي الوظيفة الله يطعمك خيرها ويكفيك شرها ))

'
'

غرس سبابتهُ بصدره تمنى لو انها سهم يخترقُ قلبه وينتهي من بُؤس هذه الحياة : انا أوس ولد خالد الدوجن والي يضر ابوي بكلمة يعرف اني راح اضره بأضعافه سامعه ما راح احترم الي ما يحترم تقدير وكرم ابوي طول السنين اللي راحت و ان صار الي ببالك ما تلومين الا نفسك ابوي وش قصر معك فيه ! حتى موته ما كمل سنته الثالثه وهذا جزاك عليه !.
الأم توقف مع عيالها ما توقف ضدهم ! لكن اذا هذا قرارك ومُصره عليه فعلاً ، فأنا هنا بمكان ابوي ومن حقي بعد اقول اذا مُصره على فعلك بيت ابوي يتعذرك ولا اشوفك راجعه له طول ما انتِ حيه
قال كلمتهُ الاخيره وسبابتهُ تُشير الى باب الفله.

'
'

التفت تنظر للسيارات من خلف الزجاج : تقول انك كنت صاحب كِنان ؟
ابتسم واستندَ بظهره على الكرسي : ** ما مر عليك؟
حدقتها تنظر لحقيبتها ، لا تريد أن تصطدم أعينهم ، رفعت سلسلة حقيبتها على كتفها : للأسف لكني اتذكر دايماً كان يقول إنّ ** ظلِي وأنا دمّه نفهم بعضنا منّ عيوننا لمّا يقهَرنْي يقول هالكلام يعرف اني بغار بالرغم من انك اخوه !
ظهرت طيف ابتسامه على ثغرهِ : وقال الصدق ثمان سنوات ما قدرت اتخطى انه مو جنبي ، نفس احساسك اتوقع !
حملت هاتفها ومفتاح سيارتها واشارت على القهوه تُنهي تدخلاته مُنزعِجّه : شُكراً على القهوه اكرمّك الله.
وقفَ قبل أن تقفّ : كِنان وصاني عليك بوصية لازم تسمعينها اذا ممكن
وقفت ومحاجرها تتصوي في صدرّه ِ و بنبرة باردة تعكس روحهُ الحيه داخلها : اللي هي ؟
شعرَ بثُقل لسانهِ لتلك الوصية الثقيلة التي صففها بلسانه طوال تلك السنوات الثمانية حتى قابلها : وصاني عليك انتِ

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 29, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

كن لي عناق وسأكون لك ظلاً كن لي مأوى وسأصبح لك وداد Where stories live. Discover now