- بعد 10 أعوام -
فُتحت البوابـة الصغيرة لـيخرج منهـا المسافرون، بوابـة الطائرة التي حلت لتوهـا الـأراضي السويسريـة
نزل منهـا العديد من الناس حاملين حقائبهم اليدوية و أغراضهـم منهم من جاء سياحـة و منهم من عاد الى بلاده
و هي كانت من بينهـم، عائدة الى وطنهـا، إلـى منزلهـا، إلـى مثواهـانزلت الدرجـات واحدة تلوى الأخرى الى ان وطئت أقدامهـا الأرضيـة، في تلك اللحظة خالجتهـا العديد من المشاعر المختلطـة، شيئ من السعادة، الحنين، الخوف، الحزن و بعض القلق، كل شيئ التهمهـا في ثانيـة قبل ان تعود الى أرض الواقع اثر سماع صوت تلك الصغيرة التي كانت تمسك يدهـا تنظر أمامهـا بحماس واضح على ملامح وجههـا الطفوليـة " هل وصلنـا ؟ "
إكتفت بإيماءة صغيرة لتعيد عينيهـا ثابتـة أمامهـا تنطق بإستفسار " هل وصلت السيارة ؟ " تلقت جوابهـا سريعـا من الواقفة خلفهـا بـزي أسود رسمي " أجل سيدتـي، تنتظرنـا عند المدخل " هزت رأسهـا لتنطلق بينما ضلت ممسكة بيد الفتاة التي كادت تطير من الحماس، يبدو انهـا على وشك استكشاف بلد جديد
بعد ان انهت جميع الإجراءات و حصلوا على حقائبهـم توجهوا نحو البوابـة ليركبوا السيارة التي كانت بالفعل بإنتظارهم و أول ما لمحهم السائق سارع بأخذ الحقائب و وضعهـا بالخلف، ركبت الطفلـة مع نفس السيدة التي رافقتهـا قبل قليل بينمـا اتخذت الأخرى مكانا في الأمام جانب السائق، إنطقوا نحو وجهتهم
.. .. ..
" شكرا لك " هز الرجل رأسه يرد سريعـا " لا داعي للشكر سيدتي، هذا واجبي " أومئت له لتشير نحو مساعدتهـا التي أومئت لهـا الأخرى لتقوم بمرافقة السائق نحو الباب تدفع له أجرة الإيصال و مدت له مجددا مبلغـا إضافيـا " شكرا لك مجددا على مساعدتنـا في الحقائب " ابتسم الرجل يمسك النقود قبل ان يدسهـا مجدداً في يد الأخرى التي عقدت حاجبيهـا بإستغراب " و ها قد قلتهـا للتو، المساعدة لا يُدفع ثمنهـا، كلمـة الشكر كافية للغايـة، و الآن الى اللقاء " ابتسامة صادقة ظهرت على محياها قبل ان تودعه و تغلق الباب من خلفهـا، عادت مجدداً الى الداخل
" هل أنت بخير سيدتـي " قالتهـا حين لمحت الاخرى تفرك جوانب رأسهـا بينما تغطي وجههـا بيديهـا لتتلقـى إيماءة صغيرة بينما تحدثت " أنا كذلك، فقط بعض الصداع الذي يصيبنـي في كل مرة أسافر بها بالطيارة كما تعلمين و أيضا شيئ آخر، لا حاجة لمناداتي هكذا ياسميـن، إسمي آيليـن "
قهقهت الأخرى تقترب منهـا بينمـا تمسك بيدهـا قارورة ماء وجدتهـا فوق الطاولة لتجلس جانبهـا تمد لهـا القارورة " ليس كما لو أنني لا أعرف اسمك يا فتاة، دعينـا نقول ان لسانـي تعود على لقب سيدتـي " هزت رأسهـا ترتشف بعض المياه الباردة " بعض العادات من الأفضل الاقلاع عنهـا جميلتي، أشعر بالغرابـة حين تناديني هكذا، على الأقل ليس خارج العمل " تنهدت ياسميـن مجيبة " حين تكون في العمل ما يقارب الـثماني عشر ساعة لا أظنني قادرة على إيجاد وقت لمناداتك بإسمك خارج العمل " تأفأفت الأخرى من تذمر صديقتهـا الغير منتهي " سأهرب قليلا قبل ان تطلبي مني تقليص ساعاتك لأنني للأسف لن أفعل، انت يدي اليمنى و الوحيدة التي أثق بهـا و لن أستطيع الإعتماد على غيرك في هذا المجال خصوصا في هذه الفترة المحرجة لذا ستتدبرين أمرك قليلاً و بعد انهاء أهم الأعمال على الأقل أعدك بعطلـة شهرين " توسعت عينا ياسميـن تتـأكد من صحة ما سمعته " يـااا هل حقا ستفعلين ؟ أقسمي أنك ستمنحينـا عطلة " ضحكت الأخرى تعطيهـا ما أراحها و بشدة " أقسم لك هيـا "
أنت تقرأ
نجمـة سرمديـة الضيـاء
Romanceقصـة كلاسيكيـة تشابك أقدار إنسانين، تجمع بينهمـا رغم إختلافاتهمـاَ تبدأ بـ صدفـة و تنتهـي بـ قصـة ! حين أحدثكـم عن نجمـة سرمديـة الضيـاَء فـ بدون أدنى شك أرمز إلـى مصممـة الأزيـاء العالميـة " آيليـن فودريك وينستون " و التـي يتعقد نمط حياتهـا بعد الإ...