==
لاتزال السُفن تستمرّ بالغرق، ولاتزال الكوارِث تلحُق بالبشر، ولاتزال أيدي المُعتدين تمتدّ طمعًا للمزيد، وأثناء كل ذلك لايزال الحُب لدي البعض هو لغة السُّفهاء ورشفةٌ من الجنون للمخمورين.
يعيش البشر أعوامًا تتواري بالسُوء هرولةً نحو النهاية المحتومة، حيث يتجاهل البشر كل الذنوب التي يخلوقنها دون مبررٍ تحت مسمي 'الحرية'، لايزال الغضب منتشرًا ولاتزال الوظائف متاحةً ليعتليها أحدهم،
ولا يزال فؤادي العلِيل تحت ذات السقف ساهرًا يُطالع غبطة السماء وليلها الدّاج، لاتزال السحب حالكة السواد كالدّيجور في سجادة السماء دون النجوم. "أعينيّ نهرٌ منبعٌ للجنان أم أن وجهي صحراءُ تحتاج العمران، وخالقهما أني لم أري امرءٌ سواي أنا يطفو بين إخوته من البشر باكيًا دون وهلات." تغادر الحروف بشكلٍ بائس شفتاي المضموتين في خطٍ مستقيم.
تعجز المحاولات داخلي عن المحاولة أكثر للكفاح، للسلام الداخليّ، لاتزال المُعاناة في قلبي ولايزال العقل مشغولًا بما يُرهقه. "أنا الذي إذا أحَبّ أرهِق، أنا الذي إذا ما امتلكتُ وفارقني بكيت دهرًا لا أنساه ولا أنسي التّولوُل عليه ثوانٍ." تتبعثر أناملي في محاولة إيجاد القطع المفقودة من المجسّمات الصغيرة ذات الألوان المتعدّدة، بينما الكلمات تتبعثر كأجزاء القطع الغبية.
أري كتبي الغالية باتت موبُوأةً بالقذارة والقِدم كحال كل ما تلمسه يداي العلِيلتين، تتحرك المجسّمات بعد ترك الفِراش للإستقامة ومُواكبة السير تجاه المجهول. لايُلقي عقلي الأوامر في حين أنني أسير تبعًا لشيء أجهله، شيء مختفٍ.
تتطابق خطواتي مع بعضها سابقًا وتاليًا لبلوغ الحجرة الفارغة عدا من القطعة الخشبيّة الضخمة، وما يشبهها من إخوةٍ صالحين. تتلامس أناملي مع القيثارة ثم البيانو تلاهم العُود شديد القِدم. "أمّاه، من منكم سيصرخ اليوم بؤسًا وألمًا، أيكم سيكون الأحقّ بالنّحيب ونثر الطلاسِم لمسمع المرضي من حولي." تتتابع الكلمات لمخاطبة الجماد المُبعثر في بعض الجوانب.
أستقر بكل هدوءٍ علي مقعد البيانو المِنخفض، طول قامتي يسمح لي بالجلوس في وضعٍ أكثر راحة مع طول البيانو العتِيق. تتسلّل الأنامل بشيءٍ من الثُقل كأنها تخشي سقوط أحد الأوزان الثّقيلة قبل أن تمسّ مفاتيح البيانو التي ستُنشد باسمي كل الأحزان المتراكمة في قلبي المُغلق.
تتحرك بعض القطع في الداخل وتتلاعب الأصابع مع بعضها بشكلٍ أجهله، لا أدرك ما أفعل في حين أنني أبدِع بروي الأحزان في كل مكانٍ.. كما لو أن أحدهم يجلس في ذات التّوقيت ينتظر أن يبكي أحدهم عليه، كما لو أن نحيب الكمان وصراخ البيانو يُذهِب ثقل قلب ذلك الغريب.
أنت تقرأ
جلّاد
Fanfictionعلي قدمٍ واحدة وبينما رأسي قسرًا يُطالع الحائط، فاقد البصر وخائر القوي.. لازلت مظلُومًا، ولا زلت أتلقّي الجلدات كل يوم. بدأت:السّابِع من سِبتَمبِر،٢٠٢٢م. انتهت:الثّامِن والعِشرُون من سِبتَمبِر،٢٠٢٢م.