==
يتفرّد جسدي الضخم بالمساحة الأكبر من الأريكة بعد قبولها أن تجلس معي لبعض الوقت، تتحرك أناملها بشكلٍ حذر لسحب كوب الماء والإرتشاف منه بشكلٍ متوتّر، نبدو كالأحمقين في محاولة التخلّص من الهدوء الغريب بشكلٍ مُباشر.
تنضمّ شفتاي في خطٍ مستقيم أصدر الأنين البسِيط في محاولة خلق بعض الكلمات، يمكنني النّظر لنجومي الثّمينة في الحجرة التي تركت بابها مفتوحًا بالطابق العُلويّ. لم أتخيل أن تكون الملابس بهذا الشكل عليها، المظهر ألطف مما تخيّلت.. لاتلتصق الملابس بأي شكلٍ في أي نقطةٍ من جسدها الصغير، علي العكس تمامًا؛ إن القميص يتدلّي حين تتحرك ويكشف الكتف والترقوقة بشكلٍ فاضِح، كما يسقط البنطال الكبير حين تنهض فتضطر للتمسُك به أثناء السير حولي.
"أممم- لرُبما قد ترغبين في أن أعرّفك بنفسي؟." ينطلق استفساري الغبيّ في شكلٍ أحمق لبلوغ أذنيها، تصدر ردّة فعلٍ منتبهةً للحصول علي القدر الكافي من الإهتمام المُتبادل، يتحرك جسدي تلقائيًا وأجلس بشكلٍ أفضل لبدأ الحديث معها. "أنا- جونقكوك، جيون جونقكوك. لابدّ أنكي تعرفين صاحب الإسم." لم تبدُ متعجّبةً كثيرًا لكن مع ذلك قد ارتخي وجهها وظهرت أكثر لينًا بشكلٍ جيّد، حفّزني ردُ فعلها للتشجّع أكثر والرغبة في إكمال الحوار غير المُكتمل بعد.
تفرك يديها معًا قبل أن ترفع بصرها إليّ مباشرةً والتفرقة بين شفتيها، أتطلّع لسماع ذلك الصوت فيتحرّك جسدي بشكلٍ غريب للإنتباه أكثَر.. أبدو كالطّفل المتحمّس للحصول علي جائزته أخيرًا. أبدو مثل شيءٍ شديد الغباء! "وأنا مـ- مينا، بارك مينا، ولستُ أسكن هنا حقيقةً، أملك منزلًا في وسط المدينة تحديدًا عند الساحة المعرُوفة. آتي لهذا المنزل البسِيط في المساء وأذهب في الصباح، أحيانًا." تغادر الكلمات ثغرها بشكلٍ خائف للغاية، تتورّد وجنتيها عند ذكر أن المنزل ليس خاصتها أنما تأتي فقط للمساء؟ لماذا؟ ما غايتها من كومة أخشابٍ تنهار؟
ملأني الفضُول لمعرفة السبب، وأدرك أن ملمحي المتعجّب قد استطاع إيصال السُؤال لها فقد اعتدلت قليلًا تستعدّ لقول المزيد. "فـ- في الحقيقة سيّد جونقكوك، أنا- أنا قد جذبني العزف الذي يصدر من منزلك كل ليلةٍ ولم أستطع مقاوة ألا أدمِن عليه،
عزفك- أعني أيًا ما كان ذلك النحيبُ فأنا نوعًا ما كنت أشعر به، كان شيئًا ما- لم أستطع المُقاومة، وجدت نفسي أستمع لك كل يوم، حتي بدأت الغناء بالكلمات التي تصف حياتي من قبلُ والتي تتطابق مع عزفك. شيءٍ مسجُون." العجز يكمن فيني بتلك اللحظات، أيا تري هذا جواب شرودي إلي إذا ما كان أحدهم يستمع إليّ؟ يتشوّق لسماع النحيب؟"كُنت ملاكًا، أحد الملائكة الجميلة- أرفرف بأجنحتي البرّاقة، لم تعجِب سائر الملائكة لكونها أكثر لمعةً؛ بترُوها ولم يهتموا إذا ما سقطت ولن أستطيع الطّيران بعد ذلك أم لا. سقطت بقسوةٍ في منزلي الصّغير هناك، ولم يعرفني أحدٌ بعدها، فقد اختفَت من كانت تميّزني وتجعل الجميع يحبّني." تستأنف الحديث تلقائيًا بشكلٍ أوصل لي كيف أنها تُكنّ الألم في قلبها تجاه الكثير ممّن خانوها. أعتقد أن ما يحدث معي مُشابه.
أنت تقرأ
جلّاد
Fanfictionعلي قدمٍ واحدة وبينما رأسي قسرًا يُطالع الحائط، فاقد البصر وخائر القوي.. لازلت مظلُومًا، ولا زلت أتلقّي الجلدات كل يوم. بدأت:السّابِع من سِبتَمبِر،٢٠٢٢م. انتهت:الثّامِن والعِشرُون من سِبتَمبِر،٢٠٢٢م.