أبكي لنفسي .. أم أنسى فأبكيك؟
يَكفيك عَذَّبَتِني للموتِ.. يَكفيك!
يكفيك، إنّيَ قد أصبحتُ من وَجَعٍ
أعيشُ مستوحِشاً عيشَ الصَّعاليكِ!
أخافُ حين يَجنُّ الليل .. يُفزِعُني
نَبضي.. فهل خفت يوماً مِن لَياليك؟
دمي يصيرُ جحيماً بين أورَدِتي
تَنأَينَ عني، وضَغطُ الدَّمِّ يُدنِيك
أقولُ من أجلِه.. لكنْ يُفجِّرُني
غيظاً بأنَّ عذابي ليس يَعنيك!
مشغول أنت حتى بالصَّغائرِ عن
هذا الذي بِسَوادِ العينِ يَفديك
ولا يهمُّك حتى لو نَزَفتُ دماً
لكي أراك ، فَحُزْني ليسَ يَشجيك
بل ربَّما صرتُ من ضَعفي، ومن هَوَسَي
حُزني بحزني إذا عاتبتُ يُغريك!
وتَعلم بأنّي خالعٌ رِئتي
لو شَهقةٌ دخلَتْها ليسَ تُرضيك
وأنت مشغول عنّي بألفِ هوىً
اللهُ يعلَمُ مَنْ منهُم يُبكيك !
عفواً.. بَدأنا وقلبي كلُّهُ وَهَج
ومُقلتايَ ضياءٌ مِنْ دَراريك
ثمَّ انتَهَيْنا.. لهيبٌ في دمي، ودُجىً
في مُقلَتَيَّ، وبَردٌ في شَبابيكي!
ظَنَنْتُ أنّي ملَكْتُ الكونَ أجمَعَهُ
أنا المليكُ، وأوجاعي مَماليكي