رحلة مرض
يَقف بِكُل شِمُوخاً أمامَ ذَاك التَجَّمُع الكبير
كيفَّ لا وذَلِّكَ التَجَّمُع حَدْثَّ خِصيصًا لأجلِه
أحمد: إزيكوا طبعا كلكوا عارفين أنا مين أنا الدكتور أحمد نبيل ،دكتور و باحث لمرض السرطان ، أنا جاي إنهارده أحكلكوا حكاية ..حكاية ولدين كانوا فى يوم من الايام بيحاربوا مرض إسمه السرطان.
قبل فَتره كَبيره تتجَاوز العشرين عامًا حيث كان عُمر أحمد اثنى عَشَر عامًا
في أحد المنازل حيث يسود الحب و الحمد و السعادة فى ذَلِكَ المنزل رغم مرض ابنهم الوحيد منزل مُكَّونْ من غرفتين وصاله غرفه لاحمد و غرفه لعائلته حيث غرفه احمد تَمتلئ بكل ما هو جميل صور لممثلينه المفضلين و أصدقائه و صورا له مع عائلته:
والده أحمد: جاهز يابطل لجلسه إنهارده ؟
أحمد بابتسامه مشرقه: جاهز واقولك على سر !
والده أحمد : قولي .
أحمد : أنا بعد ماصليت العصر سمعت ڤيديو لدكتور حازم شومان عن البلاء حسيت بـ راحه كده يا أمي وبعدين قرأت جزء من القرآن وقعدت ادعي أن ربنا يشفيني و وعدت ربنا إني مش هستسلم للمرض.
والده أحمد بدموع فخر وحزن : إن شاء الله هتشفي قريب يابطلي يلا نروح الجلسه .
أحمد : يلا بينا .
في منزل أخَّر حيث يسود الحزن و البكاء الدائم بسبب مرض ابنهم و يتكون المنزل من ثلاث غرف وصاله لكن يَسود الحزن دائما فى منزلهم بسبب مرض عز و استسلامه للمرض :
عز ببكاء :مش عايز أروح مش هروح ياماما.
والده عز : يا أبني إسمع الكلام ومتوجعش قلبي معاك عشان تخف بسرعه يلا .
عز ببكاء شديد : ياماما تعبت والجلسات ديه بتتعبني مبقتش قادر اعمل حاجه خالص وشعري كله وقع وبصي شكلي بقى وحش ازاى انا بكره نفسى ياريتنى اموت و ارتاح يا ماما
والدة عز: لا لا بعد الشر عليك يا حبيبي طب بص احنا دلوقتي نروح الجلسه ولما نرجع نلعب مع بعض و نروح عند جدو كمان ايه رايك
فى طريقهم للمستشفى كان كل تركيز عز للطريق ظل يسرح فى حاله كيف تحول إلى ذلك الشخص الكئيب المنفصل عن العالم كله بسبب ذلك المرض البغيض وصلوا جميعًا إلى المستشفى ليتلقوا جميعًا الجلسه وكلًا منهم بقلب مختلف
الطبيبه : ايه يا زيزو اتاخرت ليه
عز: مكنتش هاجى اصلا
الطبيبه: ليه كده بس
عز: مفيش فايدة ف ليه اجى
الطبيبه: طب بص بعد الجلسه هبقى اقعد معاك لكن دلوقتي يلا ناخد الجلسه
اخذته الطبيبه إلى مكان الجلسات حيث يوجد ما يقارب عشرة أطفال مثله لكنه الوحيد الحزين مكان يعلمه جيدًا كل مريض بمرض السرطان حيث يجلس كل واحد منهم على سرير و داخل يده شئ وحدهُ الله يعمل كيف يؤلمه
والدة عز : يلا يا حبيبى مد ايدك
عز بدموع مكتومه : ماشي بس براحه
احمد: ازيك انا احمد
نظر له عز بدون كلام
احمد بابتسامه : طب خلاص مش لازم ترد بس بص اول ما تحس بالوجع اقعد قول بسم الله بسم الله هتلاقى الوجع راح خالص
عز : بجد
احمد : اه تيجي نجرب
عز: ماشي بسم الله بسم الله يلا يا دكتورة
الطبيبه بابتسامه: انا خلصت اصلا
عز بابتسامه: بجد
الطبيبه : بجد يا بطلى
احمد : انا احمد وانت
عز : انا عز
احمد : ايه رايك نبقى أصحاب وكل مرة اقولك حاجات تخليك متفقدش الامل فى شفانا
عز بابتسامه: اكيد
احمد : نبدا انهاردة عن البلاء
عز: اكيد
احمد : تعرف ربنا ليه بيخلى عندنا بلاء
عز بجهل: لا
احمد: عشان يعلمنا الصبر وأنه مهما طال البلاء اكيد هيجى يوم وينتهى والأهم أنه يخلينا اقرب ليه
عز : ازاى
احمد: تعرف أن إذا أحب الله عبدًا ابتلاه يعنى ربنا بيحبنا عشان كده ابتلانا بالسرطان
عز: مكنتش اعرف
( الكاتبه: أجل عزيزى القارئ ف بعض الناس تجهل أنه فى معظم الأحيان يكون البلاء لأجل أن تقترب أكثر من الله ولأن الله يحبك ابتلاء وليس لأن الله يكرهك ف رب العباد لا يكرهه ابدًا عباده ربما ابتلاك ليختبرك عن صبرك ولتعلم أن فى النهايه سيجزيك عن صبرًا حسنًا)
لتمر الايام و الجلسات وليتعلق كلا منهم بالآخر ظل يُعَّلم احمد عز الكثير من الأشياء مثلا الصبر الصلاة الهوايات بينما كان عز يكرهه الجلسات فى الماضى صار الان يعشقها وكله بفضل الله ثم احمد
فى منزل عز
عز: يلا يا ماما هنتاخر على الجلسه وعلى احمد
والدة عز بابتسامه: يلا يا حبيبى عشان منتاخرش على احمد
وصلوا إلى المستشفى وهو بداخله شغف كبير ليعمل ما سوف يرويه له صديقه اليوم وعلى وجهه ابتسامه جميله لكن تلك الابتسامه تلاشت عندما وجد سرير رفيقه فارغًا
عز : امال فين احمد يا دكتورة
الطبيبه: مش عارفه شكله مجاش انهاردة
عز: ازاى ده كل مرة بيجى قبلى حتى
الطبيبه : مش عارفه على العموم تعال خد جلستك وانا هرن على مامته واجيلك
مر وقت جلسته وهو بداخله قلق شديد على رفيقه كيف لا وهو الذى بكلامه بدل حاله من حال الى حال
عز : الجلسه خلصت يا ماما
والدة عز: أيوة يا حبيبى
عز : طب ممكن تندهيلى على الدكتورة
الطبيبه : انا جيتلك اهو يا عز
عز : امال فين احمد
الطبيبه : بص يا حبيبى احمد كان عنده صديق زيه عنده السرطان و صديقه ده مات فى للاسف هو فى بيته قافل على نفسه الباب ومش راضى خالص يطلع ولا يكلم حد
عز بإصرار و حزن على رفيقه: ماما انا عايز اروح لاحمد
والدة عز: اكيد يا حبيبى يلا بينا انا عرفت عنوانه من مامته قبل كده
ذهبوا إلى منزل احمد و فتحت لهم والدة احمد وبداخل عيونها الحزن شديد
والدة احمد: عز يا حبيبي
عز : هو احمد فين يا طنط
والدة احمد: ف الأوضه اللى فى الوش ديه روحله
عز : تمام يا طنط
يقف أمام تلك الغرفه خايف خائف من أن يرى صديقه في تلك الحاله
عز: احمد انا عز افتحلى
يا الله يا ليته لم يفتح من ذاك الشخص وجهه مَلئ بالحزن عيناه دائبه من كثرة البكاء يا الله
دخل عز واغلق الباب خلفه
عز: مالك يا احمد
احمد : مات يا عز صاحبى من واحنا صغيرين مات بنفس المرض اللى عندى كنا بنشجع بعض دايمًا صحيت انهاردة على خبر وفاته حسيت أن مفيش فايدة من الجلسات ومن العلاج ومن كل ده لان فى الاخر هموت مستحيل انتصر عليه
عز : احمد اللى بيقول الكلام ده تعرف يا احمد انا قبل ما اقابلك كنت بقول نفس الكلام ويمكن اكتر كمان بس انت علمتنى حاجات كتير منهم الصبر و البلاء وان ربنا دايمًا بيعملنا اختبارات عشان يعرف مدى قوة إيمانا وأننا هنفضل صابرين و حمدين ولا لا موت صاحبك اثر فيك وديه حاجه أكيدة بس اوعى تسيب نفسك لحزنك لسه قدامنا المشوار ومدام احنا واثقين أننا عمرنا ما هنيأس اكيد هننجح عشان نحقق حلمنا و ننقذ ناس كتير و اطفال من السرطان معايا يا احمد
احمد بعيون بها الاصرار بفضل صديقه : معاك يا عز
ومن اليوم التالى ظل الصديقين معًا دائمًا فى كل شيءالجلسات البيت المدرسه معًا حتى يحققوا ذاك الحلم بالنسبه لهم حتى أتى ذاك اليوم الذى تم شفائهم بالكامل فيه من ذاك المرض الخبيث وتلك الفرحه التى كانت بعيونهم هم و عائلتهم لا يمكن وصفها ب ايّ كلام فرحه ممزوجه بإصرار على تكمله ذلك الحلم للنهايه
-الحاضر-
احمد: باختصار ديه حكايه الدكتور احمد و صديقه الدكتور عز اللى المؤتمر الكبير ده معمول ليهم باختصار عايزين نقول لكل ناس مش لازم مرضى السرطان بس اياكم و اليأس لو لاقيته حد خلاص اليأس هيتملك منه ادعموه للنهايه لكن باختصار كما تدين تدان
#النهايه
#شهد_خالد