الفصل الأول.

930 45 4
                                    

١٣ يناير ٢٠٢٢

جَلَسَ الرَجُل العجوز في شُرفتهِ و احتضن الكتاب الذي كان موضوعًا مُنذ فترة على فخذيه ، وقف وقطف زهرة آستر - النجمَّاء - من تلك التي كان يزرعها بنفسه لأنها تُذكره بذكرياته في الشباب ووضعها داخل إحدى صفحات الكتاب ووقف ليتجه ببُطء خارج الجناح الخاص به.

كان المارة يُلقون عليه التَحيّة أثناء سيرهِ في الرُدهة الطويلة نسبيًا ، كان معروفًا ومحبوبًا وسط زُملائه والطاقم. يعرفون هذا الرجُل المُفعم بالحيوية بالرغم من كبر سنه كان دائمًا ما يُفضل اابقاء فب غرفته ولكنه ملّ من الروتين ، وما شجعهُ على السيّر هو أنَّه مَلّ من غُرفته بالإضافة إلى الطقس اللطيف هذا في الشتاء القارِص البرودة.

نزَل إلى الحَديّقَة ورأى المُمرضة كاثرين التي كانت مسؤولة عن مُعظم النُزلاء والتي عندما رأته ابتسمت وذهبت إليّه كيّ تُساعده.

”كاثرين!! كيف حالُك اليوم؟“ سأل العجوز.

”بخيّر سيدي ، ماذا عنك؟“ أجابتهُ كاثرين بإبتسامة عريضة ليُومئ رأسه بالموافقة وابتسم لها.

”جيد جيد ، من فضلك ، هلّ يُمكنُكِ وضع هذا الكُرسي هُناك؟“ سألها وهو يُشير إلى الكُرسي خلفها لتومئ رأسُها سريعًا وأحضرت له الكُرسي وسارت معه إلى المكان الذي اختاره.

”حسنًا ، سأتولى الأمر من هُنا ، شُكرًا لاعتناءكِ بيّ.“ ابتسم الرجُل.

”في أي وقت سيدي.“ قالت كاثرين مُبتسمة وتركته يجلس بجانب سيدة عجوز.

نظُر السيد العجوز إلى السيدة التيّ بجانبه وكانت تُحدق إلى السماء في سعادة ، كانت أشعة الشمس تُضيء وجهها الذي كساه الكِبر والتجاعيد ولكن إذا دققت النظر بها فستجد بقايا جمال شباب لا يزال موجودًا بها. نظر إليها مُجددًا فانعكست أشعة الشمس على عينيها وارتدت على قلبه لتجعلهُ يقع في حُبها من جديد.

”صباحُ الخير.“ قال السيد العجوز لترفع العجوز الأُخرى رأسها وتنظُر له في إضطراب. لقد نسيّت مُجددًا.

”صباح الخير ، هل أعرُفكَ؟ تبدو مألوفًا ليّ بعض الشيء...“ قالت السيدة في أدب و ابتسم.

”لا أعتقدُ هذا.“ قدّم نفسه لتبتسم له الأُخرى لتقول.

”مرحبًا ، أنا...“ خَمّلَ صوتُها تدريجًا وحاولت أم تتذكر من تكون ولكنها شَعرتْ بالإحراج وشعرت بالدموع تتغرغر في عينيها ليبتسم لها العجوز سريعًا مُربتًا على كفيها.

”مهلًا! لا بأس! خُذيّ وقتُكِ... هل توديّنَ أن أقرأ لكِ كتابيّ هذا؟ فلديّ قصة شيقَّة جدًا.“ تساءل لتلمع عينيها عندما ذكر لفظ ’قصة‘ واستطاع أن يُشتتها.

”قصة؟ عن ماذا؟“ تساءلت في حيرة ليبتسم لها برفق وارتخت قبضته على الكتاب الذي يحمله.

”حسنًا ، عليكِ استكشاف هذا بنفسك... فهيّ ليست كأي قصَة حُب عادية ، لقد بدأت كتابتُها مُنذ أشهُر وانتهيت منها هذا الصباح. أعتقد يُمكنُنيّ الأخذ برأيُكِ أيضًا وماذا تظُنيّن بها.“ قال لتبتسم له السيدة بإعجابٍ شَدَّيد وابتسامة برَّاقة قائلة.

”أنا أُحِبْ قَصَص الحُبْ كثيرًا.“

____________ ♡ _____________

لينك قائمة الأغاني لتجرُبة أفضل في أول تعليق. ♡

𝐌𝐈𝐑𝐑𝐎𝐑𝐒 ➳ 𝐏.𝐒𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن