Collapse

12 1 0
                                    

عاد الوالدان إلى المنزل و خلدا إلى النوم من شدة التعب فقد مرت اربعة ايام و لم تغمض لهما عين لذالكا غفيا فورا و لو ينتبها بعد لمايكل الذي فقد وعيه بالفعل منذ خمس دقائق.
أفاق هاري (والد مايكل) على صرخة نيكول (والدة مايكل)، أنار المصباح الذي بجانبه ثم أدار وجهه لزوجته التي كانت ترتعش خوفا و من الواضح انها حلمت بكابوس سيء للغاية؛ جلس هاري يهدئها و يخبرها انه مجرد كابوس لكنها كانت خائفة بطريقة مرعبة جدا كأنها تريد تذكر جريمة ارتكبتها او جثة اخفتها و نسيت مكانها. فجأة انتفضت نيكول من على سريرها و ركظت نحو غرفة مايكل و عينيها تمطران دموعا و لحق بها زوجها فوجدها واقفة امام غرفة مايكل تحاول فتح الباب؛ لم ينتظر هاري لحظة و كسر الباب ليرا ابنهما مرميا على الأرض دون حركة حينها شعرا كأنهما حقا ارتكبا جريمة في حقه و نسياه في غرفته. اسرعا به الى المستشفى و كانت نيكول تبكي طول الطريق بينما كان هاري يحاول جاهدا امساك نفسه عن الصراخ و لعن نفسه عن سوء معاملته لإبنه.
بينما هما ينتظران خروج الطبيب، تذكرا ما مدى سوئهما معه و تذكرا كم اهملاه و لم يكترثا بغير ميلان ؛ شعرا بندم شديد لكن لو للأحاسيس فائدة لكان مايكل الآن بخير.
عادا به بعد يومين متعبين بالمستشفى، أصبح الآن بخير نعم جسده بخير، من يراه خارجيا؛ جسد قوي البنية مفتول العضلات حاد الملامح ضخم الحجم ، سيقول طبعا كم هو وسيم نعم هو يبدوا بخير لكن هل هو كذلك هل حقا يشعر انه بتلك القوة او هل هو حقيقة غير مبال؟! طبعا من سيرى خارجه سيرد فورا بنعم لكن ماذا لو سألنا الشخص نفسه و تركنا له مجالا ليتكلم قبل ان نحكم او ننطق بشيء؟! عندما جلس والدا مايكل بجانبه ليعتذرا منه اخبرهم بشيء كان يخبئه منذ إحدى عشرة سنة اتعلمون ما معنى ان يحمل المرء سرا في عقله يكون حملا عليه لمدة طويلة كهذه، تكلم بصوت خافت كله حزن و عيناه تقطران دما لا دمعا :
_ منذ ان ولدت ميلان مت أنا (مخاطبا والديه)
حاول والده تهدئته ولكن قبل ان يتكلم انتفض مايكل باكيا كطفل صغير اصيب بجرح :
_ كل ما تجيدانه هو نطق اسم ميلان انا لا اكره ميلان اعلم انني كنت السبب في موتها حقا لم اقصد لم اكن اريد ذلك لقد جعلتماني احمل ضغينة تجاه اختي بتصرفاتكم الغبيه لن اكن حقا اشعر بانني سيء لهذه الدرجة لكنكما جعلتماني لم اكره او انفر من اختي يوما لكن لم يكن لي مجال لأخبرها بذلك قبل ان أفقدها.
نهضت نيكول لتضم ابنها بنية اسكاته لكنه ابتعد عنها و أخبرها بعدم لمسه لأنه لم يعد يشعر انها امه او حتى ان ذلك الآخر الذي يقف في الزاوية هو والده. كان مايكل يتكلم بصعوبة شديدة بسبب بكاءه و شهيقه المستمر ليخبرها:
_ لم اتخيل انني سأتلقى تلك الصفعة منكم لم اضن ان اهلي سيهتمان لغيري حتى و ان كانت اختي كان بإمكانكما ان تعدلا لكنكما فرقتما و اهملتما لقد غدرتماني و حتى انكما نسيتماني لم تفكرا بي و بمشاعري كنت ملقا لأربعة ايام بغرفة مظلمة كنت اختنق فأموت فأعود حيا لأختنق من جديد، كدت ان اعمى من البكاء و انتما عدتما الى المنزل و نمتما ثم هههههههه تذكرتما ان لديكما ابن اهتممتما به مؤقتا الى ان جاءت اميرتكما الصغيرة (بصوت عال و حاد يغمره البغض) أكرهكما .
غادر الوالدان الغرفة بحجة تركه بنفسه لبعض الوقت، غادرا و كأنهما تلقيا طلقة رصاص بصدرهما قتلتهما ألما؛ اقفل مايكل الغرفة على نفسه و ضل يصرخ و يبكي و يكسر كل ما حوله و بغرفة أهله نيكول تبكي و تتالم على ابنها احست كانها فقدته للأبد كاحساس سيدنا يعقوب عندما فقد يوسف بينما كان مايكل لا يزال يحاول تهدئة الوضع و تمالك انفاسه مع ان عيناه اللتان كالبركان أوشكتا على الإنفجار فضحتاه.

the star of micheal | نجمة مايكلWhere stories live. Discover now