بقلم ندوش 🐝
أغلق يمان هاتفه و رماه جانبا، آلمه أن يلاقي كل هذا الجفاء منها لكن في ذات الوقت يضع لها الأعذار، هو من دفعها للذهاب من هنا مجبرة و مكسورة الخاطر (أعرف أنني قسوت عليك حبيبتي لكن لا احتمل الحياة إذا أصبت بمكروه، لا أعرف ماذا ينتظرني في الساعات القادمة لكن عزائي الوحيد أن تكوني أنت بخير).
دخل عليه جينغار في تلك الأثناء فوجده قد تجهز للخروج
جينغار: سيدي، لقد جهز جميع الرجال، البعض منهم سبقونا صحبة فرق الشرطة إلى حدود أراضي مسعود كيريملي.
يمان: سنخرج نحن أيضا وراءهم بعد أن أرى جدتي، هي طلبت مني أن لا أذهب قبل أن تراني.
جينغار: إنها متوترة كامل اليوم خاصة بعد مجيء اولاءك الأفراد.
يمان: لقد جن ذلك الرجل حتى يحتجز أبناء بعض العائلات عنده، أصبح مثل الحيوان المسعور و ستكون مواجهتنا معه عنيفة.
جينغار: سيدي إنه يستدرجك إلى فخه بفعلته تلك، يريدك ان تذهب اليه لهذا جدتك دخلت في جدال كبير مع السيد يشار و بقية الأعيان، قالت بأنهم يستخدمونك درع يختبؤون وراءه.
يمان: يجب أن تنتهي هذه المشكلة الليلة و ليس غدا، لقد سئمت من هذا الوضع المربك، أريد أن أعود إلى حياتي في اسطنبول في أقرب وقت.
جينغار: ألم تجب عن إتصالاتك؟
يمان: لا و لن تفعل مهما حاولت، إنها غاضبة مني و سيتطلب الأمر مجهود كبير لإعادة ثقتها بي.
جينغار: لو شرحت لها الأمور ببساطة لتفاديت سوء الفهم الذي حصل معها.
يمان: ما كانت ستذهب و تتركني، لقد فعلتها مرة و ضحت بنفسها لأجلي فسيكون من السهل عليها تكرار ذلك مرة ثانية........أنا لا أغامر بها أبدا، لا أتحمل حتى وخزة شوكة قد تصيبها.
التقط هاتفه من جديد و عاود الإتصال بسحر من جديد لكنها فصلت المكالمة هذه المرة لتضع حدا لإلحاحه، ترك يمان غرفته و اتجه إلى الطابق الأرضي حيث تنتظره جدته في غرفة الجلوس
عائشة: هل ستخرج الآن بني؟!!
يمان: لقد تأخرت جدتي و جميع الرجال سبقوني إلى المنطقة.
عائشة: بني هل تثق برجالك جيدا، أخاف أن يتراجع البقية و يتركوك بمفردك، لقد وعدوني بحمايتك لكن قلبي يظل مشغول عليك، كن حذرا و لا تكشف ظهرك لأي شخص.
يمان: لا تقلقي علي جدتي، ثقتي في حراسي كبيرة و خاصة جينغار.
عائشة: مع السلامة بني، لن أتوقف عن الدعاء لك و سأنتظرك حتى تعود.
غادر يمان القصر و ترك جدته و الهواجس تتآكلها، دخلت عليها خادمتها عاتكة
عاتكة: جلبت لك الدواء سيدتي، حفيدك طلب مني أن انتبه جيدا لصحتك.
عاىشة: هاته فأنا لا أرفض له طلب.
عاتكة: السيد يمان شاب خلوق و يهتم بك كثيرا.
عاىشة: قلبي لا يتوقف عن القلق عليه، أخاف أن يتراجع الآخرين و يتركوه بمفرده.
عاتكة: السيدة زهرة قالت أنك قسوت على السيد يشار أثناء حديثك معه هذا الصباح.
عائشة: دعيهم يعرفون أنني لا أفرط بيمان لأجل اي شخص، ذلك الطاغية يتربص به و هم يدفعون بحفيدي إليه، جميعهم يهتمون لمصالحهم و لا قيمة لحياة الولد عندهم، يريدون أن يجعلوا منه طعم حتى يتخلصوا من عدوهم.
عاتكة: أتمنى ان يعود سالما، سيدتي يوجد أمر يجب أن أخبرك به.
عائشة: ماهو؟!
عاتكة: الآنسة سيبال معجبة بحفيدك، سمعتها تتحدث مع والدتها عن مشاعرها فشجعتها على التقرب منه.
عائشة: من أين خطر للفتاة ان تعجب به فهي بالكاد تعرفه.
عاتكة: هذه شؤون القلب الغريبة سيدتي.
عائشة: أعرف أن القلب حين يندفع لا شيء يوقفه لكن هي تعرف ان يمان متعلق بتلك الفتاة.
عاتكة: اظن ذهاب الآنسة سحر من هنا أعطى للآخرين فكرة أنه يتهرب منها.
عائشة: ليتهم لا يستمرون في أوهامهم فيمان أرسل الفتاة من هنا لانه يخاف على حياتها و إلا ما كان سيتركها تبتعد عنه، هو ينتظر الذهاب من هنا على أحر من الجمر.
عاتكة: أنت ما رأيك بها سيدتي؟!
عائشة: جينغار أخبرني ان الفتاة من عائلة معروفة و يمان متعلق بها كثيرا، أنا تهمني سعادته فقط و لا أهتم مع من تكون، هو ليس لديه غيري لهذا من واجبي أن أدعمه و ليس بعثرة حياته و تخريب سعادته.
🌺🌺🌺