بقلم ندوش 🐝
العاشرة صباحا، دخلت السيارة إلى القصر الكبير للاغا كيريملي كانت تقل الجدة عائشة، أسرع الحراس و احاطوا بها، خرج مسعود كيريملي للقاء الضيف الذي جاءه فجأة، لم تتحرك ملامحه القاسية عندما وقع نظره على وجه والدته المسنة
مسعود: كنت انتظر زيارتك ما أن سمعت بك مازلت على قيد الحياة، إذا إبن خالتي يشار كان يخفيك عن أعين الجميع، لقد نجح في ذلك لكن كل ما فعله غير مهم لان بقاءك على قيد الحياة مثل عدمه.
عائشة: أنا أيضا لم اتفاجيء بكمية الحقد التي تقابلني بها الآن، كيف لا تكون بهذه الصفات و أنت تربية والدك.
مسعود: أعرف لماذا جئت و ماهي غايتك من دخول هذا القصر لكن لا أظن مجيئك سيغير من الأمور شيء.
عائشة: إرفع يدك عن الناس و توقف عن ظلمهم، إلى متى ستستمر في طغيانك و أذية كل من حولك.
مسعود: من يضع نفسه في طريقي يجب عليه تحمل العواقب، سيأتي الدور على أبناء شقيقتك بعد أن انكشف خداعهم لي.
عائشة: أي خداع هذا الذي تتحدث عنه، لم تهتم لي كأم من قبل فلماذا ستحاسبهم، لقد اذيت الخلق بما فيه الكفاية و خسرت المال و الولد، ألا يكفيك كل ذلك.
مسعود: كل ما قلته مجرد ثرثرات لا تعنيني في شيء. أنت بالنسبة لي ميتة منذ ليلة الحريقة لهذا لا تعتقدي أنني سأضع أي اعتبار لك أو للصلة التي بيننا.
عائشة: لست آسفة عليك إن وقعت ذات يوم جزاء شرورك لكن أطلب منك أن تتوقف عن استهداف الآخرين.
مسعود: هل تظنين أنني سأنخدع بكلامك و خوفك على الأهالي، أنت تحرصين فقط على سلامة حفيدك، ذلك الطفل ابن الخادمة، غلطة ابنك المدلل الذي جلب لعائلتنا العار.
عائشة: أحذرك من التعرض له، يمان لا علاقة له بجميع مشاكلكم.
مسعود: حقا، لقد جاء إلى هنا خصيصا لينتقم مني و انا سأكون سعيدا بوضع حد لغروره و لحياته أيضا، إنه صوص صغير فرد جناحيه فظن نفسه أصبح كاسر حقيقي.
عائشة: إذا صاب يمان أي مكروه فسأكون أول أم في هذه المنطقة التي تضع حياة لابنها، اقسم لك سأفعلها و لن يرف لي جفن.
مسعود: لن تترددي في قتلي لأجل ابن عدنان!!! لطالما فضلت شقيقنا الأصغر علينا و كنت تغدقين عليه من عطفك و دلالك.
عائشة: لأنه كان إبن حقيقي و ليس مثلكم أنت و شقيقك، كنتم تتغاضون على معاملة والدكم السيئة لي، كنتما صورة مصغرة عنه، عدنان لم يكن مثلكم، كان الأصغر بينكم و الأضعف لكنه لا يتردد في تحدي والده ببنيته الضعيفة.
مسعود: للأسف ابنه لن يكون امتداد له لأنه قبل أن يقف في وجهي، لقد بدأ يجمع الأفراد و الأعيان من حوله و يضع عينه على سيادة العشيرة، كنية الكيريملي ليست كافية ليصل إلى أهدافه.
عائشة: أنت اعمى الجشع عينيك فتظن أن الجميع مثلك يلهثون وراء الجاه و المال، صحيح يمان أكثر قوة و ذكاء من والده عدنان لكن هو نقي السريرة مثله.
مسعود: أرى جيدا شدة تعلقك به و أرى جيدا إلى أي مدى ستكون حسرتك عليه كبيرة، استعدي لفراق عزيز آخر لأنني لا أنوي تركه على قيد الحياة.
عادت الجدة إلى القصر و قد زاد همها و خوفها على حفيدها الذي بالكاد التقت به، ما أن تجاوزت عتبة القصر حتى وجدته هناك يذرع الباحة جيئة و ذهاب، عندما رآها تدخل سارع إليها و أمسك يدها
يمان: جدتي، لماذا ذهبت إليه؟!
عائشة: ساعدني بني حتى أصل إلى غرفتي، كان يجب أن أتحدث معه و أحاول ان أردعه عن التمادي في تصرفاته.
يمان: لكن ذلك الإنسان لا أمل منه، لقد وضع نهايته بيده، ماهي إلا أيام قليلة و سيقبض عليه.
عائشة: تلك الأيام القليلة قد تكون كثيرة علي، أخبرني يشار أنه يرسل لك التهديدات باستمرار، فعل ذلك أمامي أيضا دون اعتبار لأي رابط بيننا، ليس لديه رحمة في قلبه.. لماذا لا تسمع مني و تعود إلى مدينتك، أعمالك و حياتك هناك. هذه المشاكل لا تعنيك، الجميع يريدون ان تبقى هنا لتكون درع لهم أمامه، كل شخص يبحث عن الخلاص لنفسه، فكر أنت بنفسك ايضا، لا تحرق قلبي عليك صغيري.
يمان: اهدئي جدتي، لقد أوصى الطبيب أن تبتعدي عن التوتر.
عائشة: كيف ابتعد عن التوتر و ذهني مشغول بك، أنت تحتل تفكيري منذ تسع و ثلاثين سنة، عمر من الإنتظار و الخوف.
أخذ يدها و قبلها بلطف
يمان: أعدك أنني سأنتبه لنفسي جيدا، ما أن تنتهي هذه المشكلة حتى أذهب من هنا و آخذك معي أيضا.
عائشة: سأدعو لك دائما صغيري.
🧡🧡🧡