بقلم ندوش 🐝
الساعة السابعة صباحا، انطلقت السيارة عائدة عبر طريق شاطئية، هدوء الصباح و جمال الأجواء جعل سحر تتحمس و تفتح بلور السيارة لتترك المجال للنسمات اللذيذة باحتلال المكان، مد يمان يده و ازاح المشبك الذي في شعرها فانسدل على كتفيها يبعثره الهواء بحرية، نظر إليها بحنان ثم قال
يمان: أليس هكذا أفضل، حتى تشعري بالانتعاش.
ابتسمت في خجل و أردفت
سحر: كما تشاء، أنت قررت أنه أفضل.
أخذ يدها و قبلها بحنو
يمان: كأنك هادئة و مطيعة هذا الصباح.
سحر: مزاجي جيد، سعيدة و أنت معي، ماذا سأطلب أكثر من ذلك.
يمان: نتزوج.. ألا تطلبين أن نتمم قصتنا بالزواج.
سحر: هههه طبعا و إلا لماذا تمت الخطوبة.
يمان: ما رأيك أن يكون بعد ثلاثة أسابيع من اليوم.
سحر: لا أعرف، ألن نستشير أحد.
يمان: نأخذ رأي المقربين منا أما موضوع الاستشارة فلا أحد له شأن بحياتنا، أليس كذلك.
سحر: طبعا، نحن فقط من سيكون له ابداء الرأي في جميع ما يخصنا...لدي سؤال لك، تلك الفيلا، متى اشتريتها؟!
يمان: عندما علمت أنك لم تسافري إلى أمريكا مع والديك، بدأت اخطط لحياتنا معا، ستكون مكان استراحة لنا من صخب الحياة.
سحر: لا تضحك علي لكن شعرت بالسعادة عندما قلت لي أنها مكان سري و لا يمكن أن يعرفه أحد.
انفجر ضاحكا من روحها المشاكسة و مد يده قرص وجنتها بلطف ثم ظل يداعبها بأنامله
يمان: هذا يعني أنك كنت سعيدة و أنا اختطفك من تلك الحفلة، لا تتركين طيف القرصان يغادر مخيلتك أبدا، تدخلينه في تفاصيل حياتك دائما.
سحر: أجل منذ زمن أصبح جزء من عالمي، كنت سعيدة رغم الفوضى التي حدثت بسبب ذلك، أنا أثق بك كثيرا فلا يوجد داع للخوف منك حتى لو ظهرت عنيف أمامي... لا أعرف كيف تحولت شخصيتي فقد كنت حساسة جدا لكن بدخولك إلى حياتي تغيرت كليا، حبك كالحمم البركانية التي تحرق الأرض فتصبح بعدها أكثر خصوبة..
يمان: كلامك جميل حبيبتي لكن أود أن أخبرك اننا قريبا سنصل إلى فيلا جدك.
نظرت إلى يدها التي تزينت بخاتمه ثم قالت
سحر: لا مانع لدي في مواجهة الجميع، هذه حياتي و أنا سعيدة بها، ما يهمني ان لا تترك يدي أبدا.
فتحت بوابات الفيلا و دخلت السيارة إلى هناك مسرعة، توقفت و نزل يمان أولا ثم فعلت سحر مثله، خرج جدها أمام الباب ثم وقف ينظر إليهما في صمت، تحدث يمان اولا و كسر جمود اللحظة
يمان: صباح الخير سيد عمر.
ما أن أنهى جملته حتى خرج والدا سحر أنظما إلى الجد في وقفته، اربكت المفاجأة يمان و هزت فؤاد سحر التي تشبثت بذراعه و انزوت تختفي وراء ظهره رغما عنها، شعر والداها بالحزن عندما شاهدا ابنتهما كيف تنظر إليهما برعب، وضع يمان يده يشد على يدها، تحدث جدها أولا
عمر: سحر، لقد عاد والديك ليلة البارحة بشكل مفاجيء فوجدا أنني اخفقت في الاعتناء بك، لقد احدثت فوضى بسبب تهورك أنت و هذا الشاب، هيا ادخلي لنتفاهم معا.
ضغطت أصابعها على ذراع يمان أكثر و قالت
سحر: لقد طلب يمان يدي للزواج و أنا قبلت..
خيم الصمت على الجميع ثم تحدثت والدتها بصوت مرتجف
نادرة: ابنتي نتفهم ما مررت به، أنا و والدك نادمان عن جميع تصرفاتنا السابقة، أنت أيضا كوني حنونة معنا و تعالي ننسى ما مضى.
سحر: و يمان!!! أمي أنا لم اتوقف عن حبكم يوما لكن لا أتخلى عن يمان أبدا، لقد ساعدني حين وجدت نفسي وحيدة، قام بحمايتي و صان كرامتي، عاملني دائما كسحر و ليس ابنة فلان أو حفيدة فلان.
تدخل يمان عندما شعر بها بدأت تتكدر، خاطبها وهو ينظر في عينيها
يمان: سحر، أنا معك في كل خطوة تمشينها لكن هؤلاء والديك أيضا.
نظرت اليه بخوف ثم قالت
سحر: يمان هل ستذهب و تتركني هنا....
يمان: لا سحر، أنا لا أتركك أبدا، سانتظرك هنا في السيارة حتى تتحدثي معهما و تعودي إلى، لا تخافي، هيا اذهبي إليهما.
لم يشعرا بخطوات يوسف التي وصلت إليهما حتى سمعا صوته بالقرب منهما
يوسف: تعالا يا أولاد إلى الداخل نفطر و نتحدث معا، توجد عدة أمور عالقة بيننا.
سحر: هل أنت جاد أبي، يمان سيأتي معي أيضا.
يوسف: أجل صغيرتي ثقي بي هذه المرة، والدك اشتاق لك كثيرا و عاد من أجلك فقط، حتى لو كان مخطيء و أحمق ذات يوم.
فتح لها ذراعيه، تلقت نظرة من يمان أن تذهب إليه ففعلت بفرح، احتضنها والدها وهو يعتذر منها و قد انسابت دموعه لكثرة شعوره بالخجل، همست نادرة لوالدها بتأثر
نادرة: أبي كيف عرفت أن هذا الشاب جدير بثقتك.
عمر: ابنتي يلزمك دروس كثيرة في هذه الحياة لتفهمي الإنسان الخبيث من الطيب، هذا الشاب لم يترك يد حفيدتي في كل مرة تلجأ فيها إليه، صحيح هو صعب المراس و غامض بعض الشيء لكنه أفضل من الكثيرين، مازالت لديه بعض المباديء التي يتمسك بها، بعد أن أخذها ليلة البارحة اتصل بي دون علمها و طلب مني أن لا أقلق عليها لهذا لم أتحرك خطوة واحدة من مكاني.
نادرة: برأيك هل هو مناسب لها؟!!
عمر: ابنتك أصبحت عنيدة جدا، لن تستطيعي تغيير رأيها مهما فعلت...
نادرة: لا أبي لقد تعلمت الدرس، هي اختارت و أنا سأدعمها دائما كأم محبة لابنتها.....
💫💫💫