حَطب

292 15 23
                                    

'وللوردِ في خديهَا عبقٌ إذا تبسّمت زادت الوردَ توريداً'

____
نبدأ

جَلست يونا أمام النار الصغيرة التي كانت على وشك أن تنطفئ ، بِشعرها القُرمزي الذي يلمع بفعل النار الُمشتعلة أمامها وعيونها التي تُشبه الدم لِشدة حُمرتها .

تنهدت المعنيةَ وقامت تنظر حولها إلى جميع أصدقائها ، إنه منتصف الليل وجميعهم ذهبوا للنوم
لكن يونا مهما حاولت جاهدةً لم يأتي النوم لعيناها

لذلك قررت أن تَبقى تحدق في النار الذي تأكل الحطب أمامها ، في الوقت الحالي لم تكن مهتمة
على تدريب الرِماية
"نحن بِالفعل بحاجة للمزيد من الحطب"
نَطقت جملتها لِتقف وتَنفض الغبار من على ملابسها
ثم تمشي عبر الغابة وَحدها

بينما تمشي بين الأشجار شَعرت بأحدهم خَلفها وقبل أن تستدير حتى لِمعرفة المجهول خلفها
قام ذَلك المجهول بإمساك يدها لِتعلم فوراً من صاحب هذه اليد
لتَستدير وتجد أمامها هاك ذو الَشعر الغرابي
استدارات له ، لتراه يتكئ بيده اليُمنى على جذع شجرة وعيناه مغمضتان ويده اليُسرى لا تزال تمسك بيدها
"أين تعتقدين أنكِ ذاهبة سموك ؟"
تَحدث هاك بِنبرة انزعاج مع نعاسه
"سأجلب المزيد من الحطب"
قَالت بينما تحاول سحب يَدها من بين يده
"ليس لوحدكِ في الليل هذا صحيح ؟"
قال القابع أمامها ، لتنظر له بقليل من الحيرة على وجهها
"هيا دعينا نذهب معاً"

تَرك هاك يدها لتَشعر بصدرها يضيق قليلاً
"ما هذا" هذا ما قالته يونا في نفسها تتسائل عن ماهية هذا الشعور الغريب داخلها
قاَمت يونا بتتبعه وبَعض الحمرة على خديها

بدأو في الابتعاد عن المجموعة أكثر فأكثر
بحثاً عن اغصان مناسبة لتَحرقها النار
ساروا لفترة وكان الصمت هو سيد المكان عدا صوت العشب الذي يُدهس أسفل اقدامهم
لِتقطع يونا ذلك الصمت المزعج بينهم

"إذن أخبرني بماذا كنت تحلم ؟"
سألت يونا بلا مبالاة لِيتوقف هاك عن السير
لتلاحظ يونا توقف هاك لتفعل المثل
التفت هاك الى يونا وأمسك بيديها وبحركة واحدة وسريعة يقرب وجهه من وجهها
لِتتلاقى نظراتهم ، ذو الشعر الغرابي يتأمل عينان ذات الشعر الاحمر النادر
"كنت أحلم بكِ يا حلوتي"
هذا ما نطق به ، لتنظر يونا بأعين متسعة قليلاً
واللون الاحمر يزحف لخديّها
"هاك ..."
همست يونا بأسمه بنبرة مرتجفة قليلاً
ليحرر يديها اخيراً بينما يعود الى حالته الطبيعة وكأنه لَم يفعل فوضى داخل تلك الأميرة الصغيرة
"مزحة"
نطق هاك وقام بإخراج لسانه لها ، ليستدير ويعود للبحث عن الأغصان
شعرت يونا أن وجهها ساخن لِشدة حُمرته يكاد ينافس لون شعرها
قامت بقبض يديها الصغيرتين محاولة لإمساك نفسها
فهي الان لا تستطيع التحكم في أَعصابها
"لماذا .. لماذا .. لماذا .." تصرخ في ذهنها
وسرعان ما تحول ذلك الى طنين منخفض جداً في أذنيها
"توقف عن فعل ذلك"
صاحت يونا ، ليستدير الأخر بوجه مصدوم
"هل تعلم كيف تجعلني أشعر عندما تفعل هذا !"
لم تعد تتحكم في كلماتها
"توقف عن العبث بمشاعري ، عندما تفعل مثل هذه الاشياء يرفرف قلبي وتنقبض معدتي ويتحول وجهي للاحمر ، وانا فقط .."
انزلت يونا رأسها بينما وجهها اصبح الان كشعرها
"سموك ؟"
تقدم هاك خطوات من أجل تهدئة تلك الاميرة وأيضاً
منع وجهه من الاحمرار هو الأخر
"انا لا اعرف هذا الشعور ، أشعر وكأنه .. حُب
لكنه يختلف عن مشاعري تجاه سو.."
قبل أن تكمل يونا جملتها قاطعتها يد هاك
التي تغطي فمها
اتسعت عيناها من الحَركة المفاجئة
حدقت عيناه الحادتان حالكة السواد في يونا
مما جعل يونا تشعر بالخوف قليلاً
"من فضلك سموك لا تقارني مشاعرك لي مع ذلك اللقيط"
قال هاك مع فشله في منع وجهه يَتحول للون الاحمر
لينظر الاثنان لبعضهم البعض وجوههم حمراء
قلبهم ينبض بسرعة مع انفاس ثقيلة ، لوحدهم في تلك الغابة الهادئة
لتنطق ذات الشعر القرمزي أخيراً
"هاك ، أنا احبك"
تحركت شفاه يونا بِتلك الكلمتين فجأة مع تحديقها لعيون هاك الذي شعر ان الهواء جف في رئتيه
يكاد عقله ان يتوقف في تلك الثانية
"لقد فَهمت ذلك الأن ، انا لا أكن مشاعر لسوون
انا احبك انت ، هاك"
وضع هاك رأسه على يديه وغرق في تفكيره بكلماتها
"هل أنا في حلم ؟ إن كنت كذلك فلا أريد أن استيقظ منه أبداً"
يفكر بينما ينظر لأميرته
"هل يجب أن اقولها أنا ايضاً ؟"
هاك لا يعلم هل يجيب الاميرة ام يصمت في هذا الموقف
"سموك .."
توقف عن الكلام عندما رأى دموع تنهمر من عينان الاميرة
"ما الأمر ؟ "
وضع يديه على كتفها محاولةً لتهدئتها من اجل معرفة ما بها
"ارجوك هاك اخبرني ، هل أنت تحبني أيضاً مثلما أفعل ، أرجوك لا تعبث بي"
توسلت يونا بين دموعها ، لتصع كفيها على وجهها محاولة تغطية عيناها الحمراء
بدء قلب هاك ينبض أسرع ، هو لم يفكر مرتين الأن
عندما قَام بِلف الاميرة بين يديه ليضُمها لصدره بإحكام
"انا احبك أيضاً أميرة يونا"
قال مطمئناً
رفعت زراعيها أيضاً لتعانقه مرة أخرى ، والان تخفي وجهها الباكي في صدره العَريض

'حَطب' || hakyonaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن