Part 15

6.1K 159 179
                                    

سَمٌّ حُلوُ المَذاقْ 《البارت الخامِس عَشَر》

فَهَمَست مُتلَعثِمةً بِتَرَدّدٍ وَإِنهيار :

"أَبي ؟؟".

دامَت لَحظاتٌ مِنَ الصّمتِ الفُجائِيّ ؛
بينَما جِيون وَيانغ غَير قادِرين عَلى إستِيعابِ هَذهِ الصُّدفة التّي َجمِعَت أَبٍ بِإِبنَتِهِ التّي لَم تَرَه طيلِة السّبعةَ عَشَر سَنةٍ مِن حَياتِها أَيّ أَنّ أَباها كانَ مَجهولاً بالنّسبَةِ لَها وأُمّها لا تَختَلِف عَنهُ بِشَيء ؛

أَغلَقَ قَبضَة يَدِه رادِفاً بِنبرة ساخِرة :

"إِذاً أَنتِ لِيورن؛
أَتَعلَمين لَقد نَسيتُ أَنَّ لَديّ إِبنة مُنذُ زَمَنٍ طَويل ؛ أَدعو الرّب أَنّني تَخلّيتُ عَنكِ ؛ فَلَو لَم أَفعَل هَذا لَكُنتِ لَطّختِ سُمعَتي يا فَتاة ؛ لا يُعقَل شَبيهَة أُمّكِ حَتّى في الشّخصيّة ؛ أَظُنّ أَن العَهَرَ مُتوارَث لَدَيكُنَّ ؛ أُمّكِ كانَت عاهِرة مُسبَقاً وَيالَ حَظّ إِبنَتُها وَرِثَت لَقَبَها حاضِراً ".

تَثاقَلَت دُموعَها في جِفنَيها بِحِقد بَعدَ رؤيتِها لِرَدّة فِعلِهِ الغَير مُتَوقّعة ؛
لا تُصدّق أَهَذا أَبٌ بَشريّ ؛
فَسارَعَت بِرَميِ كَأسها بِمُحاذاتِه صارِختاً بِهِستيريّة وِعيونٍ مُحمّرة كَالجَمرِ اللّاهِب :

" أَكانَ سَبب قَسوَتِكَ عَليّ يا أَبي أَنّكَ لَستَ طَيّب القَلب ؛ أَم أَنّ المُشكِلة تَكمُنُ مِنّي شَخصِيّاً ؛ فَأَنا حَقّاً لَم أعُد أَعلَم فَدائِما ما كُنتُ أتمنّى وجودَكما أَنتَ وَأُمّي بِجانِبي ظَننتكُما والِدينِ مِثاليّينِ وَالمَوتُ مَن فَرّقَنا فَقَط ؛ أَمّا الآن إِكتَشفتُ حَقيقة أَنّ كُلّ أَوهامي عَنكما مُزيّفة ؛
كَيفَ طاوَعَكَ قَلبُك عِلى تَركي أَنا وَأختي نُصارِعُ وَحدَنا هَذهِ الحياةَ البائسة ؟ ؛ وَعُموماً حَتّى إِبنتك تَخلّت عِنّي عِندما خَرجت من المَيتم قَبلي بِنَفسَ أَنانيّتكَ ؛
جَميعُكُم كاذبين ؛
أَكرَهُكَ أَبي بِكُلّ ما تَحمِلهُ الكلِمة مِن مَعنى ؛ وَأَتمنّى لَكَ عَذاباً يَفنيكَ كُلّما أَبصَرتَ نوراً ؛ تَركُضُ لِلهرب مِنهُ فَيَسقُطِكُ مُجدّداً إِلى أَن تَموتَ بِحادِثِ سيرٍ يَرميكَ نَهراً بِأَنفاسٍ عَلى قَيدِ الحَياةِ فَتموتَ مَكسوراً غارِقاً مُناجِياً بِتَرّجي ؛ وَتختَفي دونَ عِلمِ أَحدٍ بِك فَلا تَتلقّى رَحمَةَ أَحدٍ عَليك ؛
أِكرهُك ؛ لا تُريني وَجهَكَ العَفِن ثانِية حَتّى وَلَو بِصُدفةٍ قَذِرة كَأَمثالِك " .

آلَمَتهُ كَلِماتَها قَليلاً وَكَأَنّ روحَ الأُبُوّة أَبَت الإِختِباءَ أَكثَر ؛ لَكِنّهُ تَخطّى إِحساسَهُ مُهَسهِساً بِقَرف :

"وَكِأَنّ كُرهكِ لي أَثّر بِمشاعِري ؛ أَنتِ مُجرّد فاحِشة لَعينة تَعمَلُ لَدى السيّد يانغ ؛ تَوقّعتُ مِنكِ أَن تُصبِحي كَأُمّكِ لَكن لَيسَ لِدَرَجَة العَمَل في الأَعمال الغَير قانونيّة والإغواء لِربحِ صَفَقات المُقامَرة ؛ يَستَحيلُ أَن تَنتَمي لِإسمي؛ تَنازَلي عَن اسمِ عائِلَتي لا أُريدُكِ مِنّا لا روحاً وَلا شَكلاَ وَلا دُوَليّاً ؛ يَكفيكي لَقَب العاهِرة لِيورن ؛ إِنسي أَنّني كُنتُ أَباكي يَوماً ما ؛
فَلا يَربِطُنا سِوى خَطِّ العَمَل ".

 THE VENOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن