part 25

5.1K 135 139
                                    

سَمٌّ حُلوُ المَذاقْ 《البارت الخامِس وَالعِشرين》


تَسارَعَت خُطُواتَها تَتَقَرَّبُ أَكثَر مِن أَمواجِ البَحرِ التّي لامَسَت قَدَمِيها بِبُرودة صارِخَتاً بِأَعلى ما لَدَيها ؛ تَكادُ تَجرَحُ أَوتارَها :
"لِماذا فَعلتَ بي هَذا جِيون ؟
هَل أَنا رَديئة إِلى هَذا الحَدّ ؟ يَنقُصني الكِثير أَلَيسَ كَذلِك؟
أُحبّكَ رُغماً عَن كِبريائي يا لَعين ! مَعَ أَنّ خَنجَرَ خِذلانِكَ قَتَلَ الكَثيرَ بِداخِلي !".

تَعالَتَ شَهقاتُها جالِستاً عَلى مُقَدّمةِ الشّاطّئ مُكَوِّرَةً نَفسَها تَنظُرُ في اللاشيء وَتُفكّرُ في كُلّ شَيءٍ بِالآنِ مَعاً؛ بَينَما عانَقَت المِياه جُسمانَها الهالِك لِلتَعازي ؛
إِحمَرّ وَجهُها وَلا شَكّ أَنّ حَرارَتَها سارَعَت بِالعُلُوْ ؛
حِينها أَسنَدَت رَأسها فَقَ الرِّمالِ هامِسةً بِخُدورٍ أَثَرَ أَحاسيسَها الأَليمة مَع مَرَضِها وَحَملِها بِثَمرتِها الثّمينة:
"إِذا لَم تَكُن أَهلاً لِكَلِمة أُحِبُّكَ فَلِما قُلتَها جِون ؟ "

《لَم يَفي بِعَهدِهِ مَعَها  فَباتَت تَعتِقِدُ بِأَنّ كُلّ ما عَلى هَذِهِ الأَرض يَخون 》.

ظَلّت تُحدّقُ بِالقَمَر ؛ مُستَرجِعَتاً ذِكرَياتَها مَع حِبيبِها الأَوّلَيّ ؛ وَكِأَنّ كُلّ أَحداث ماضيهِم تَحصُلُ الآن ؛
إِبتَسَمت بِلُطفٍ عَلى ما داهَمَها ، مُتَذكّرِتاً جُملَتَهُ الأُولى تَحتَ ضوءِ القَمَر ، تُتَمتِمُها بِخنقِ روحٍ:
"القَمَر قَرّبنا مِن بَعضِنا اليَوم سَفيرَتي؛
لَقد سَكَبتي لي السُّمَّ الذّي قَتَلَ أَحاسيسي التّي تَأبى الظّهور لِغَيرِ عُيونِكِ ".

إِنعَقَد نَسيجُ بَطنِها أَلماً حالَ إِنهائِها ؛ هامِسةً بِإِنهيار :
"أُريدُ أَن أُنهي كُلّ شَيء ؛ كُلّ يَومٍ أَرى النّهائي الخاصّ بي أَقرَب  ;
لَقد فَعلتُ دائِماً كُلّ شيء خَطأ ؛ سَيَكونُ هَذا خِطَئي الأَخير ".

بَدَءت بِالتّقِرّب قُدُماً حَيثُ لَم تُلامِس قَدَمَيها الشّاطِئ ؛
مُبتَسِمتاً بِرضى :
" وَداعاً ."

إِبتَلَعَت المِياهُ الدّامِسة جِسمانَها ؛ تُخَلِّدُهُ نُزولاً في أَعماقِهِ ؛
في مُخَيِّلَةِ الأُخرى التّى تِكادُ تَموتُ غَرَقاً صورَتُهُ المُرصّعة بِالحُبٍ وَالمَفعومةِ بِالهِيام؛
عَمَّ السّوادُ مِقْلَتَيها مُنتِقِلَتاً إِلى عالَمٍ آخَر ؛ يَعُمُّهُ السّلام وَالطّمِأنينة .


إِبتَلَعَت المِياهُ الدّامِسة جِسمانَها ؛ تُخَلِّدُهُ نُزولاً في أَعماقِهِ ؛ في مُخَيِّلَةِ الأُخرى التّى تِكادُ تَموتُ غَرَقاً صورَتُهُ المُرصّعة بِالحُبٍ وَالمَفعومةِ بِالهِيام؛ عَمَّ السّوادُ مِقْلَتَيها مُنتِقِلَتاً إِلى عالَمٍ آخَر ؛ يَعُمُّه...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 THE VENOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن