الفصل الاول : ليلة سقوط السماء

53 2 2
                                    

منذ ١٠ اعوام
تلك الليلة المشؤمة فقدت فيها كل شئ ابي منزلي حتي برائتي
كنت جالسة اماما المنزل في المساء بعد تناول العشاء اتامل النجوم بينما كان ابي يغسل الاطباق لقد توفت امي في الخامسة من عمري مازلت اتذكر انفاسها الدافئة عندما تحتضنني بذراعيها لتحميني من العالم باكمله لتحميني من نفسي حتي عيناها الزرقاوتان مثل ماء البحر لقد اخذت عيناها ولكن ليستا بجمال عيني امي حزن ابي كثيرا عند وفاتها وحاول تعويضي عن فقدانها وبذل اقصي ما لديه انا حقا احب ابي انه طبيب يساعد المرضي ويخفف الماهم وينقذ حيواتهم ولكن اغلي حياة عنده لم يستطيع انقاذها انها امي عندما دمرها المرض ولم يكن بيد ابي اي شئ كان عاجزا عن تخفيف المها حتي
تلك النجوم اللامعة تذكرني دائما بامي لقد كانت دائما تخبرني انها ستتحول لنجمة في السماء واذا اردت شى يجب فقط ان واكلم النجوم وها انا اجلس كل مساء اناجي النجوم علي اخذها امي
ولكن نجوم تلك الليلة كانت مختلفة كانت السماء مرصعة بنجوم كثيرة متوهجة
كما ان نجوم كانت تكبر كل مدي كانت تكبر بل كانت تقترب ماذا يحدث وقفت من دهشتي وصدمتي وسيطر عليا خوفي وانا انادي لابي ابي ان السماء تسقط
تعجب ابي لم قلته وهرع الي حنما صدم وكانت صدمته تفوق الجميع كانه يعرف ما هذا كان الجميع في الشوارع والمنازل يراقبون ذلك المنظر الجميل في تامل قاطعه صوت ابي الاجهش اختبئوا اعاد صوت ابي الناس لصوابهم فمنهم من هرع ومنهم من اختبئ ومنهم من تاكد انها النهاية لا محالة واذا سقطت السماء سينتهي العالم
حينها حملني ابي واخذني الي باب سرداب تحت الارض يوجد به مكتبه وترك كل شى اخر ولكن صرخت به عاليا قائلة امي فاقفل عليا باب السرداب وهرع ليحضر صورة امي في عجالة ومن حينها لم يتبقي لي سوي دماؤه المتبقية عليصورة امي سمعت صوت انهيار لم اعرف مصدره وضجة عالية في الارض وصرخات اطفال ونساء ورجال رفعت الباب شي فشئ ولكن كان هناكشئ يمنع فتحه ويليتني لم افتح كان امامي مباشرة يد ابي تحمل صورة امي مغطاة بالدماء وراس ابي تم الفتك به تماما حتي لم تظهر ايملامح كان بيتنا كان انهار ومات ابي ضحية لذلك لم اتمالكنفسي وان اصرخ علي ابي  واحرك في يديه واجذبها اطلب منه ان يستيقظ ولكن كان الوقت قد فات والدموع تنهمر من عيني كان منظر لم تستطيع طفلة في العاشرةمن عمرهااحتماله  احتماله فسرعان ما اقفلت الباب ونزلت للمكتبوصورة امي المغطاة بالدماء في يدي جلست علي الارض واسندت ظهري للحاىطوانهمرت في بكائي  وصراخي وصوت الدك والزلزلة مستمرة اصةات الصراخ والالم وطلب المساعدة تزداد ظللت ابكي وابكي حتي لم ادرك اني سقطت مغشيا عليا استيقظت علي اصوات الصراخوطلبالمساعدة ماذا لم تاتي المساعدة بعد ماذا يحدث المكان استمرت اصوات الصراخ وطلب النجدة مستمرة اصوات البكاء اصوات الالم اصوات الياس اطفال نساء ورجال يطلبون النجدة يريدون العيش ولم يتذكرهم احد استمرت تلك الاصوات يومان ثم تحولت الي انين خافت حتي انقطعت تماما ولكنها لم تنقطع يوما عن اذني كنت اجلس علي الارض اضغط بشدة علي اذني لا اريد ان اسمع تلكالاصوات كنت ابكي كنت خائفة ولكن الان اعتدت علي وجود تلك الاصوات لقد اصبحت مثل صوت تنفسي لا يمكنني اسكاته كل ما يمكنني فقط هو التعايش معه كان مكتب ابي تحت الارض تصلاليه بسلالم تنتهي بباب حديدي في ارضية منزلناالخشبية دوما ما تعجبت لما ذلك الباب حديدي ولكن ادركت قيمته ذلك اليوم لان لولاه لكان وصل حطام المنزل الي مكتب ابي وكنت مت انا الاخري ولو اني الان اتمني اني قد مت ذلك اليوم مع ابي كان مكتب ابي  مكان مغلق يحفظ فيه  ابي ادويته  ويصنعها ويحتوي علي الكثير من الكتب الطبية لم يحتوي علي نافذة او مخرج اخر  كان يحتوي علي الكثير من الارفف ومكتبة في احد الجدران تحتوي علي كتب كثيرة ومكتب ابي بجانب الباب الموصل للسلالم تتناثر عليه مذكراته بالضافة الي ادوات طبية وخنجر ومصباح زيتي  وبعض السرنجات التي اتذكر ان ابي اخبرني الا العب بها لاني اذا حقنت بهواء فسوف اموت تمددت علي الارض الباردة  انظر للمصباح  الكهربائي المطفئ في سقف  الغرفة ممسكة بصورة امي والدماء تغطي يدي مر يومان علي وجودي في المكتب اصارع الياس ولم اجد مخرج عشت علي فتات الطعام الموجود علي المكتب الذي كان ابي يتناوله اثناء عمله ولكن انتهي الطعام وسرعان ماانتظرت نهايتي مر يوم اخر
ظننت حينها انها النهاية سعدت اني سالحق بابي وامي ولكن سرعان ما سمعت صوت خلف جدران الغرفة نهضت لطلب المساعدة حتي وجدت الالمكتبة الموجودة بالحاىط تتحرك ويظهر من خلفها رجل كن يرتدي معطف جلدي مهترئ وبنطال من القماش الاسود كان في منتصف الثلاثنيات ولكن بالنظر الي وجهه جيدا يمكن رؤية اثار صعوبة الحياة علي وجهه عيون جاحظة بشكل مخيف سواد عميق تحت العين وبروز عظمتي الخديين بشكل مخيف بالاضافة للاسنان الصفراء ذات الفوارق عن بعضها تشم منه رائحة الضبغ الكريهة نظر حوله في المكان بابتسامة غريبة علي وجهه بينما ابتعدت انا الي مكتب ابي والتقطت احدي السرنجات في يد وخنجر في اليد الاخري واخفيتهما خلفي كنت بالفعل ساطلب المساعدة من اي شخص ولكن تلك الابتسامة المريبة جعلت الخوف يملأ قلبي واصبحت ارتعش رعشة خفيفة وجسدي ينتفض بخفة لم يلاحظها ذلك الرجل ثم نظر لي وهو يقول
-       اذا انت مازلتي حية
قالها بابتسامة ساخرة ثم اكمل
-       اين والدك
-       لقد مات
-       من الجيد انه قد مات الان لقد كان سيموت علي كل حال سواء اليوم او لاحقا
ثم اقترب مني بضعة خطوات وهو يبتسم ابتسامة غريبة
-       ماذا عنك ايتها الصغيرة الا تريدين الالتحاق بوالدك
ثم اخرج مسدس من حزامه ووجه نحو راسي انا التي بالفعل كان طولي لا يتعدي نصف طوله ازدات رعشة جسدي حتي لاحظها فقال لي ببرود
-       لا تخافي سيكون الامر سريعا بدون الم اعدك
ثم قام بتلقيم مسدسه تلك اللحظة لا اعرف ما اصابني شعرت بشلل بكامل جسدي بما في ذلك عقلي لم اعرف ماذا افعل كنت انظر الي فوهة المسدس ببلاهة  واصابعه علي الزناد ترتفع لتضغط عليه بقوة وبرود لا اعرف ماذا افعل هل استسلم لموتي فحسب تنهدت وترددت في ذهني جملة واحدة يجب ان تعيشي يجب ........ان .........تعيشي
لم اشعر بنفسي الا وان اغرز الخنجر في عضد ذلك الرجل ولكن كان بالفعل خرجت  ولكن لانه سقط علي الارض  علي ركبتيه من الالم اخطئ الهدف في ذلك الوق قمت بغرز السرنجة الاخري برقبته وقمت بتفريغها وهو لا اعلم الي الان كيف اصبح بلا حول ولا قوة لدرجة انه لم يستطيع مقاومتي حتي ان المسدس قد سقط من يده
تركت السرنجة مغروزة برقبته وابتعدت بضعة خطوات فقام بنزع السرنجةمن رقبته  ولم يمت لا عرف لماذ حتي انه انه نزع الخنجرمن عضده ووقف وهو يقترب لي ولكن قد حانت نهايته بالفعل فقد كنت التقطته مسدسه ولاني كنت مشتتة قليلا  في التفكير وهو يقوم بتلقيم مسدسه وكنت انظرله ببلاهة الا ااني التقطت واستوعبت كيف قام بالامر وسرعان ماقمت به وانا ارجع للوراء حتي وصلت للحائط وهو يعرج باتجاهي وه  يصرخ
-       ايتها العاهرة الصغيرة لم لا تموتين بسهولة مثل والدك
صوبت المسدس باتجاهه ونظرت له مرة اخيرة نظرة خاطفة لاري وجه احمر من شدة الغضب بدا ان لو استطاع ذلك الوقت لكان احرقني حية طعنة قدمه اخرته من الوصول الي مما اعطني الفرصة لاطلاق الرصاصة لتخترق بطنه  ليتوقف للحظات عن المشي ذلك الوقت سمعت انين الم منه مثل ذلك الانين الذي سمعته الايام الماضية ولكن ذلك الانين لم يوقفني عند ذلك الحد بل قمت بتلقيم المسدس مرة اخري وقمت بالتصويب لراسه هذه المرة وقمت بضغط الزناد الذي كان يحتاج قوة كبيرة مني لذلك كنت استخدم يدي الاثنتين وقمت باصابة قرب عينه ولكن تلك الاصابة جعلته يسقط صريعا علي الارض لا اعرف ان كان مات بالفعل ولكني تيقنت انه ليس بيده فعل شئ الان كان وجهه المشوه يشبه الي حد ما وجه ابي بعد ان فتك به الحطام الساقط ولكن كان خوف يعتريني ان يستيقظ مرة اخري فاخذت الخنجر المرمي علي الارض وضربته بضعة طعنات في قلبه كان يخرج علي اثرها الكثير من الدماء الساخنة تشبه دماء ابي علي صورة امي كان جسده ينتفض بضعة نفضات خفيفة قبل ان تخرج روحه ويسكن للابد امتلات الغرفة بدماؤه وكذلك جسدي باكمله ووجهي كنت مازلت ارتعش بقوة جلست علي الارض بعد ان سقط الخنجر من يدي وضعت راسي بين ركبتي وحاوكت جسدي بزراعي وفجأة تذكرت صورة امي قمت للبحث عنها لم اعلم متي سقطة من يدي وجدتها علي مكتب ابي يبدو اني وضعتها حين التقطت الخنجر والسرنجة ولكن الان لم تعد مغطاة بدماءابي فقط بل ايضا بدماء ذلك الرجل لم تتوقف رعشة جسدي حتي اصبتبحالة هستيرية واصبحت اصرخ اصرخ بقوة استمريت لفترة طويلة لا استطيع ان اجزم كم كانت ولكني لم اتوقف حتي انقطع صوتي كنت الف بالغرفة كلها حتي انهارت قواي رقدت علي الارض علي الدماء اتامل السقف حتي وصل بنظري الي باب المكتبة التي كنت نسيته تماما قمت من مكاني ونظرت اليه كيف لم اره تلك اللحظة امسكت بصورة امي بقوة اقتربت من الباب  كان هناك ماء كثيرة علي الارض وتسقط الماء علي الارض كان هناك بضع مواسير لم ارد ان اعرف ما هذا المكان كل ما همني ذلك الوقت ان بنهايته يوجد مخرج كانت قد خرت قواي تماما ولم اعلم من اين اتتني تلك القوة لاجري في ذلك المكان ربما هي الرغبة علي العيش هي ما كانت تدفعني الرغبة في رؤية ضوء الشمس غسلت المياه قدمي من الدماء فشعرت اني اجري بحرية اكثر ظللت اجري واجري وجدت سلالم تنتهي بباب حديدي مفتوح علي مصرعيه  كاد ضوء الشمس يعميني صعدت السلالم بامل حتي وصلت للخارج سقطدت علي الارض من فرحت التي سرعان ما تبددت حينما لمحت المكان خلفي كانت قريتي التي تحولت لحطام  كانها لم توجد ابدا كيف حدث هذا وكيف لم تهرع الحكومة لانقاذ الناجين لم اتسال كثيرا بخصوص هذا الامر كل ما تسالت بخصوصه كيف يمكن ان يحدث هذا في يوم واحد ليلة واحدة افقد  قريتي اصحابي  اقاربي ابي افقد برائتي كانت عيني مفتوحة علي اتساعهما من هول المنظر كيف حدث هذا
لكن ذلك اليوم الذي لقبته بليلة سقوط السماء لم يكن الليلة التي فقدت فيها كل شئ وحسب بل كانت ايضا الليلة البدائية لملحمة اسكلاريس .
 ………………………………………………………………………………

ملحمة اسكلاريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن