ملحمة اسكلاريس

الفصل الثالث : ألم يفقدك هويتك

لا اعلم متي بدات تلك الحرب كل ما اعلمه اني فقدت هويتي ذلك اليوم
كانت يوم غزير المطر وكأن السماء قطعت وعد للارض بان تطهر من تلك الدماء التي تتسارع مع مياه المطر كنا في اشتباك مع قوات مكزيل فانا انتمي لايشوان
كنا جالسين في خندق تطلق علينا النيران بلا توقف نسقط واحدا تلو الاخر كنت انا ورفيقي بيريت
-       بينال   انا لا اريد ان اموت
-       بيريت اهدأ سنكون بخير سرعان ما تاتي قوات الاغاثة وسيتم انقذنا
-       متي بينال   متي نحن هنا منذ يومين اذا لم يقتلنا المكزليين سنموت من المطر او من الجوع
-       ..........
كان بيريت يبكي بجواري حتي مسح دموعه وهو يقول لي
-       ألقاك في الحياة الاخري يا رفيقي سأفتقدك
-       لا ببير.....
لم اكل كلمتي حتي رايته يصاب ويسقط صريعا اثر تلك الاصابة بدات دموعي تتجمع مقلتي وانا اري صديقي ورفيق دربي واخي يسقط صريعا لقد كنا نسكن تلك القرية معا حتي العاشرة عندما تم اخذنا من اهالينا غصبا للقتال وفي سبيل ذلك تم قتل امي امام عيني عندما رفضت تسليمي واعترضت علي ارسال طفل ذو عشرة اعوام للحرب وابي الذي قتل في تلك الحرب الواهنة اللعنة عليهم بعدها حصلنا علي تدريب ركيك لثلاث سنوات وهاهم ارسلونا للموت وكاننا بلا قيمة تم رمينا لانهم استغنوا حتي او اننا موجودن كطعم لا اعرف في تلك اللحظة بالذات لا اعلم شئ سوي انني سأموت قريبا
وقفت وقررت ان افعل كصديقي فلا هناك سبيل للبقاء علي قيد الحياة نحن هنا منذ اسبوع قد ارسلنا طلب استغاثة ولكن لم ياتي احد لنجدتنا حتي الان
الموت لمكزيل الموت لايشوان اقسم اني اذا نجوت ......اذا .......نجو.....ت .....وسأنجو ........ساقضي علي اسكلاريس اللعينة تلك
مازالت الدموع تترقرق وانا اصعد الخندق وانطلق واطلق النيران والجمبع يجري جثث تسقط ودماء تسيل وعيون بائسة تستنجد بمن حولها ولكنها سرعان ما تفقد الامل
اطلق النيران هنا وهناك حتي لمحت رصاصة كادت تخترق قلبي ومن ثم سقطت علي ظهري لاجد بير....يت ..... بيريت صديقي لقد اخذ الرصاصة بدلا عني
-       بيريت ماذا تفعل
-       لقد انقذك ايها الاحمق
-       بيريت
نظرت ليدي التي احاطت به لاجدها مليئة بالدماء
-       بينال  ....... يجب ان تنجو..... لتقذ الجميع.... دوما ما كنت اثق بك..... واثق انك ستنقذنا جميعا ......ولكن يبدو اني لن اكون موجود...................... فقد ابقي كما انت حتي ينتهي الامر..... سيعتقدون اني جثة وحينها ستنجو ....ليس و كأن ايشوان....... قدمت لنا شئ لنقاتل لاجلها ......فقد قاتل لتنجو
-       بيريت لا تمت ارجوك سننجو قريبا وسنبقي معا وسنحيي معا في سعادة و سنزدهر الحياة
-       لن تزدهر الحياة صديقي ..........ولكن .......
-       بيريت بيريت
بدأت اصرخه وانا اهزه بقوة وانادي اسمه بعلو صوتي الذي لم يكن له قيمة امام اصوات المطر واطلاق النار وصوت ذاك الانفجار الذي جعل الجميع يجري سريعا حتي صدمت راسي وفقدت وعيي
..
..
..
لا اعرف كم مر ولكن عندما استيقظت كان المكان هادئ والسماء الصافية  تيزينها سرب الحمام المهاجر ظرت لبيريت الذي كان جسده اصبح بارد جدا القيته جانبا وانا فاقد قدرتي حتي لنداء اسمه بعد سيطرت الحزن علي وقفت انظر حولي لاري منظر من ابشع المناظر التي رايتها في حياتي لم يكن الاخير لكنه كان الاول والاسوا  كان الجميع موتي حولي وبعض الجثث بدات بالتعفن بالفعل الجميع صرعي اكاد افقد قدرتي علي الحركة ضاق صدري وشعر قلبي بألم يكفي بلقضاء علي اسكلاريس بأكملها  من هول المنظر  ركعت وبداتي ابكي واصرخ علي ما حدث لنا انا اثق بان جيش مكزيل مثلنا لم يكن لهم ذنب في تلك الحرب اللعينة ولكنهم ضحية مثلنا
بدات ابكي واصرخ حتي وجدت شخص ينادي كانت ثيابه تحمل علم مكزيل  اقتربت منه وانا اطمئنه واضغط علي جرح بطنه
-       لا تقلق سننجو
بدات عينيه تدمع من الخوف كان بمثل سني تقريبا فادركت ان الرؤساء اللعينين مهم السبب في تلك الحرب استاجبة لمطامعهم ورغاباتهم ونحن فقط مجرد تضحية لا قيمة لها هؤلاء الاوغاد
حتي لمحت بضع سيارات قادمة من بعيد تحمل علم مكزيل
-       لقد وصلت المساعدة انها اغاثة من مكزيل
قربني منه وبدا يهمس
-       اخلع.....قميصك ......وارتدي علم مكزيل
لم اعارضه وبدات بالقيام بالامر  لاني ايقنت ان الحياة اعطتني فرصة ثانية ربما قد اخطئت في حكمي علي مكزيل علي الاقل لقد ارسلت اغاثة علي عكس الوغدة ايشوان
وصلت السيارات ونزل منها رجل ضخم بشعر افر يرتدي نظارة شمسية بدا علي الراحة علي عكس ملامح الارهاق الظاهرة علينا لمح علم مكزيل الظاهر علي ملابسي حتي اقترب مني واحتضنني كنت اقصر منه قامة كثيرا
-       احسنت بني لقد نجوت وقضيت علي اولئك الايشوانين الملاعين
ثم ابتعد عني وهو يبتسم ويقول
-       سيتم تكريمك وارسالك الي كلينج كجائزة لك ولتلقي تدريب جيد
-       شكرا لك سيدي انا ممتن لك كثيرا ولكن انظر سيدي صديقي ارجوك انقذه
نظر له ذلك الرجل ثم ابتسم لي وهو يقول
-       لا تقلق بني سنريحه هيا انت ايضا فيبدو انك تحتاج لطعام والراحة الان
احاطني بزراعه وهو يربت علي كتفي ويسير بي ثم اعطي اشارة لاحد رجاله لم افهمه وعندما حاولت النظر خلفي لذلك الشاب المصاب ادار وجهي للامام حتي تصلبت مكاني عندما سمعت صوت اطلاق نار لاحظ ذلك الرجل فهمس لي
-       لا تقلق عليه لقد قمنا باراحته انه في مكان اكثر راحة الان ماذا عنك هل تريد الاستراحة مثله ام تاكل وترسل لكلينج
-       .......انا .......بخير سيدي واحتاج لتناول الطعام ...... واذهب لكلينج .....لاصبح اقوي وادافع عن مكزيل
قلت كلامي وانا اتصبب ع قا وارتجف ربت ذلك الرجل علي خدي وهو يقول
-       قولا سديدا بني ولكن اخبرني الان ما هو اسمك
-       ارون   سيدي ارون اكليبس
لم يكن ذلك اسمي لقد كان اسم الشاب الذي ارتديت قميصه
لقد نم اعطائي طعام ومسكن وملبس وتكريم واعطائي وسام الشجاعة لقضائي علي الاعداء ثم تم ارسالي الي كلينج مركز التدريب الخاص لاقضي خمس سنوات اقرب فيها من هدفي وهو القضاء علي اسكلاريس بشقيها فاذا لم يكن هناك مجال للازدهار اذا لنمت جميعا
........................................................................