كعادتي مؤخرا؛ أنا بين ظلام غرفتي الدامس، غارقة في أفكاري التي تنتهي، اليوم تذكرت يوم كنا أصدقاء، ويا للحسرة فقد كنا ولم نعد كما كنا.
فتاتان لا تعرفان بعضهما البعض، جمعتهما الأيام في صدفة غير محسوبة، تمر الأيام يوم بعد يوم وها هن أصبحن أصدقاء، من الجيد أن تجد شخص يفهمك، شخص يشعر بكِ، يُحبك بصدق، يعلم ما بداخلك دون أن تتحدث، والأجمل من هذا كله أنه الوحيد الذي يستطيع أن يُخفف عنك، شخص يلازمك أينما ذهبت، يشاركك الضراء والسراء، شخص لا يقربك بشيء ولكنه جزء منك، جزء من داخلك، من الجيد أن تجد صديق جيد، صديق يعلم أن الصداقة ليست بضعة من الأحرف، بل هي الكثير من المواقف، صديق المواقف هذا لا يتكرر مرتين، إن وجدته مرة في حياتك؛ فاعلم أن الله يحبك.
وقد حدث، لقد كانت لي تلك الصديقة، تلك التي لا تنفك عن مشاركتي كل شيء، المؤلم قبل السعيد، ولكن وللأسف الشديد، تأت الرياح بما لا تشتهي السفن، وكذلك الأيام أتت بما لا أشتهيه أنا، أتت بما لم أتمناه يومًا، فرقتنا الأيام، لم تعد تجمعنا في كل شيء كما السابق، اختلفت طرقنا؛ فالبتالي ابتعدنا، لم تعد تلازمني كالسابق، أصبح كل ما يجمعنا هي تلك المحادثة الفاترة الروتينية المملة، التي تبدأ بسؤال كيف حالك وتنتهي بالإجابة المعتادة الحمد لله، من قبل كنت أتشبث بهذا السؤال؛ فأفرغ كل ما بجعبتي ويؤرقني، ومن جانبها تستقبل هذا بصدر رحب؛ لا يكل ولا يمل من إكتئابي الدائم، وأحزاني المستمرة، ولكن سأعود بكم لقولي «لقد كنا ولم نعد كما كنا».
آلاء مسعد
#من_سلسلة.
#وحيدة_بين_الديجور.
رأيكم💜