مجددًا أنا في غرفتي كالعادة، سابحة بين الذكريات، وعلى غير عادة راودتني ذكرى جيدة، إنه اليوم الفارق أعزائي، يوم أدركت أن النهاية التي تظنها حزينة هي في الحقيقة بداية السعادة الأبدية، لقد كان ذاك اليوم نهاية لقصة حب بدأت منذ ثلاث سنوات، قصة حب مزهرة، مليئة بالمشاعر الدافئة بين شاب وفتاة، جمعتهم الأيام صدفة على شاطيء البحر، وبعدها تعددت الصدف في عدة أماكن أخرى، بقصد وبدون قصد، توطأت علاقتهما وتحولت لعلاقة صداقة جميلة، ثم بعد قليل من الوقت إتخذت تلك العلاقة شكل جديد، تحولت من علاقة صداقة بريئة، لعلاقة حب تزينها الكثير من المشاعر البراقة، وبعد ثلاث سنوات من الحب الجميل البريء، ربما حان الوقت لتأخذ القصة مجرى جديد، وها هي تحط مرساها وتنتهي بالإنفصال، تسألون عن الأسباب؟
وأي سبب قد يكون؟
أذكر ذاك اليوم، لقد كنا على نفس الشاطيء الذي جمعنا أول مرة، حينها قطع صوت الأمواج صوت لطالما كان حنونا دافئا، صوت لطالما أشعرني بالأمان، ولكن اليوم به بحة مختلفة، بحة جعلته مخيف للدرجة التي جعلتني ألتفت للتأكد من صاحب الصوت وهو الذي كنت أحفظه عن ظهر قلب، حينها وببرود أشد من تلك الرياح التي تداعب وجهي قال: لننفصل.
كلمة واحدة، ستة أحرف بسيطة، لكنها
أحدثت عواصف داخلي، الآن إختفى صوت الرياح والأمواج واصبح الصمت سيد الموقف، الكثير من الأسئلة تدور في قلبي، ولكن أُلجم لساني، لممت ما تبقى مني وعدت لمنزلي، اتجهت لغرفتي مباشرة، ثلاثة ايام متواصلة داخل غرفتي، فقط الكثير من الأسئلة تدور بين قلبي وعقلي ولا يوجد أي إجابة مقنعة، أمسكت بهاتفي قاصدة إرسال رسالة له؛ حتى أجد إجابات لأسئلتي، ولكن بنفس الصدفة التي جمعتنا، فتحت محادثة صديقتي دون وعي مني، وجدتها تحاول مراسلتي منذ ايام ولكنها لم تتوصل إليّ، ولفت نظري شيء أرسلته يحمل عنوان «أنا أنت» فتحته وبدأت القراءة، وللحقيقة وجدت كل الإجابات بها، الآن أنا فتاة جديد، أخطأت ونالت عقابها، أخطأت بأنها لم تطع أمر ربها «ولا متخذات أخدان»
لقد كانت تلك الرواية من صديقتي هي نهاية حزني، وبداية سعادتي الأبدية.
الآن أعزائي أدركت أن الله لا يمنع عنا شيء إلا لسلامتنا من الأحزان، ولسلامة قلوبنا من الكسر، وأدركت أيضا أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، وأن ما تظنه النهاية المؤلمة، ربما يكون هو البداية الملهمة.
آلاء مسعد
#من_سلسلة.
#وحيدة_بين_الديجور.