محاولة بائسة

9 4 0
                                    


يوم آخر، وكأي يوم سابق؛ أنا بين ديجور غرفتي، كالعادة غارقة بين ذكريات مضت ولم يبق لي سوى نواسرها، اليوم موعدنا مع ذكرى لم يمر عليها الكثير،  ربما بضعة أيام فقط، كنت قد تخليت عن ذاك الظلام الذي يحاوطني، واستعنت بهاتفي؛ محاولة للخروج من تلك الدائرة البائسة التي تحيط بي، وبينما أنا أتنقل من موقع لآخر دون أي رغبة أو شغف، رأيت مالم يسر عيناي، قرأت شيئا ما جعل قلبي يتألم بشدة«طالب بجامعة***يذبح زميلته أمام بوابة الجامعة» ها هي الرياح كعادتها تأتِ بما لا تشتهيه سفينتي.اليوم وبعد محاولات كثيرة استطعت تقبل العالم وها هو العالم لا يريد تقبلي من جديد،  ها هو يرفضني كعادته، سؤال واحد بات يجول في خاطري، لماذا؟ 
لماذا كل هذه القسوة؟ لماذا لم يعد هناك ما يسمى بالرحمة؟ ها هي النهاية قد اقتربت، القتل أصبح وسيلة للتنفيس عن الغضب؛ إن أزعجك شخص ما اقتله، أصبح وسيلة للإستمتاع؛ إن كنت حزينا احمل سلاحك وروع الناس واستمتع بخوفهم، أصبح وسيلة لجني المال؛ إن كنت فقيرا لا تبحث عن عمل فذاك أسلوب بدائي لا فائدة منه، فقط بعض من المخدر السريع واخطف أشخاص وتاجر في أعضائهم، أصبح وسيلة للراحة؛ إن واجهتك بعض من المشكلات، إذهب لبرج عال وألقي نفسك من فوقه، إنه القانون السائد في تلك الغابة التي نعيش بها «اقتل لتعيش» الأمر بتلك البساطة؟
لقد ذبحها في وضح النهار، في وسط الشارع، بين زحام من البشر، بعضهم أخرج تليفونه وأخذ يصور، وآخر أصابه الهلع، نعم إنه مجنون، ربما يذبحني أنا أيضا.
والأخير يصيح ذبحها ذبحها، وبين هؤلاء هناك أحدهم رأى التجمع من بعيد؛ فجاء يجري، ولكن الوقت لم يكن في صالحة، لقد فعل فعلته وانتهى.
حادث مؤلم، ولكن الأكثر ألما تلك التعليقات الرجعية التي علق بها الكثير:
ألا ترى ملابسها؟ لابد وأن هناك سبب دفعه لفعل ذلك؟ ربما هو مختل عقلي؟
لا تظلموا الفتى يبدوا أنه شاب خلوق؟
إلخ من تعليقات تدين الفتاة، وتبريء الفتى. إلى أي دين ينتمي هؤلاء؟
حقا أنا لا أعلم، يخوضون في خُلق فتاة ذُبحت، ويخلقون الأعذار لذابحها حقا إنها نهاية العالم.
لقد رجعنا للجاهلية، بل وأصبحنا أشد منهم ظُلما، هم كانوا يوئدون الفتيات، أما الآن الفتيات تُذبح وتُطعن، وتُخطف لتُباع أعضائها لعديمي الشرف، من يتاجرون في البشر. يا حسرتاه على الأمة التي بكى النبي شوقًا لرؤيتها.
الآن وبعد تلك المحاولة البائسة من الخروج من غرفتي المظلمة، ربما سأظل بها لبقية حياتي؛ فقد بلغت ذروة الخوف من هذا العالم ومن فيه، ربما تلك الغرفة ليست مريحة بعض الشيء بسبب ظلامها، ولكن المؤكد ظلام العالم أشد قسوة منها.
آلاء مسعد
#من_سلسلة.
#وحيدة_بين_الديجور.
رأيكم💜💜

وحيدة بين الديجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن