𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟏:سـاكِن الدَّيـاجير

257 14 13
                                    


الفَـصل الاول:
في الظلامِ، تتحدثُ الأموالُ بصوتٍ أعلى من الرصاصِ... ولكنَّ الدمَ دائماً ما يكونُ الكلمةَ الأخيرةَ.

 ولكنَّ الدمَ دائماً ما يكونُ الكلمةَ الأخيرةَ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

________________________

"أينَ كنتِ عندَ وقوعِ الحادثةِ؟"

عندما نطقَ المحققُ بتلك الكلماتِ الحادّة، وعيناهُ المتباينتا اللونِ تخترقانِ روحَها، توقفَ الزمنُ كأنهُ جُمِّدَ في لحظةٍ عابرة...

ارتجفتْ يداها بشكلٍ لا إراديّ، وهي تحاولُ جاهدةً استجماعَ شتاتِ أفكارِها لتنطقَ بردٍّ مناسب..

لكنَّ الكلماتِ تعثرتْ في حنجرتِها، وكأنَّ غصةً عنيدةً استوطنتْ حلقَها، مانعةً إياها من النطقِ بأيِّ حرف

حاولتْ جاهدةً البحثَ عن عباراتٍ تصفُ موقفَها الحرج وهي تواجهُ نظراتٍ ثاقبةً كسهامٍ مصوبةٍ نحوَها من عينيْ المحققِ الجالسِ أمامَها..

ما أثارَ رعبَها وزعزعَ كيانَها لم يكنْ مجردَ كونِها في موضعِ الشبهةِ والاتهام، بل كانَ شيئًا أعمقَ وأكثرَ تأثيرًا: تلكَ النظرةُ النافذةُ التي بدتْ وكأنها تقرأُ أفكارَها وتسبرُ أغوارَ روحِها، مخترقةً كلَّ الحواجزِ التي حاولتْ بناءَها حولَ نفسِها

وأخيرًا..وبعدَ لحظاتٍ بدتْ كأنها دهرٌ من الصمتِ المشحونِ بالتوتر، استطاعتْ أن تستجمعَ شتاتَ أفكارِها وتلتقطَ أنفاسَها المتقطعة...

بصوتٍ مرتجفٍ، خافتٍ كهمسِ النسيمِ، كادَ يكونُ غيرَ مسموعٍ للأذنِ البشرية نطقتْ بكلماتٍ متعثرةٍ:

"كنتُ... كنتُ أتجهزُ..."

توقفتْ للحظةٍ، كأنها تجمعُ شجاعتَها لتكملَ ما بدأتْه، ثم أردفتْ بنبرةٍ مترددةٍ:

"طلبَني السيدُ إيغور...لليلةٍ حميميةٍ معهُ..وعندَها ذهبتُ لأستعدَّ..."

لم تستطعْ إكمالَ جملتِها، إذ خانتْها قواها، وخنقتْها العَبرةُ التي تصاعدتْ في حلقِها...وفي تلكَ اللحظةِ الحرجة لمعتْ في عينيْها دمعةٌ متمردةٌ حاولتْ جاهدةً إخفاءَها، لكنها لم تفلتْ من نظرِ المحققِ فلاديمير الثاقب

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دَهاليزُ العَدلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن