°•3•°

678 43 57
                                    

2018

ايزك

تَعَمدتُ تَجاهُل تِلك الذِكرى

في هذِه المرحلة مِن حَياتي لَم يَعُد أَمر توافد الهلوسات إِلى رأسي كافياً لِأفساد هدوئي في غالب الأحيان

أَتمَمتُ شُربَ كوب القهوة ، أَطوي المنديل الذي يشغُر وضيفة آخِر رسوماتي حالياً لِأضعه داخِل حَقيبتي ، ثُمَ انهضُ لِدفع ثَمن المَشروب

أَعدتُ رَفع القِناع لِيُغطي النِصف السُفلي من وجهي ، قبل أن أَقِف على الطريق باحِثاً عَن سيارة أُجرة قريبة

و بِما أن مضهري مـشبوه للغاية لَم يتوقف أحد لِيقلني إِلا بعد مرور عِدة دقائق

لَستُ من أكبر مُحبي اللون الأصفر ، لِذا شَكَلَ لون سيارة الأُجرة إِزعاجاً لِعينَي

كالشخص المتوجس الذي أنا عليه أَبقيتُ يدي قريبةً من مكان السِكينة الصغيرة في الجيب الأمامي لِبنطالي طوال الطريق حتى وصولنا إِلى المكان المطلوب

يُمكِن أن أَجزِم بِأن هذا الحَي أحد أسوء الأحياء في المدينة بِمُجرد النظر إِلى الأجواء هُنا

الأَرصِفة مُستبدلة بِكومات من الحجارة المرمية بشكل عشوائي بين الأتربة

و الشارع غير المعبد يُشكل خطراً كافياً بالنسبة لي لِأَبقي تركيزي على مـحل وطئ قَدَمَي

بِما أني أحد اكبر ضحايا التعثُر باللاشيء و السقوط بطرق مزرية

من الأفضل أَن أكون حَذِراً عِند العيش في مَكان كَهذا و إِلا سوف ينتهي بي الأمر مع جمجمة محطمة بعد سقوط مروع

جُلتُ بِعَينَي بين المباني أبحث عن رقم بنايتي

تَبَقَت عِدةُ دقائِق حتى موعد غروب الشمس

مـع ذلِك يبدو المكان هنا كئيباً مُنذ الآن

عِندما وَجدتُ رَقم المبنى المطلوب وَقفتُ أمامه لِفترة، لا أتخذ أي خطوة للدخول

تَفَحَصتُه بِعَينَي

غالباً مع إِرتفاعه هذا إِنه مكون من أربعة طوابق أو رُبما أَقلُ مِن ذلِك

سِرتُ إِلى الداخل أخيراَ بعد نِقاش حاد مع نفسي إِنتهى بِفوز العقلانية على مشاعر التوتر غير المبررة في اتخاذ القرار

ما صَدَمني هو أن الطابق الأرضي لَم يبدو بِالسوء الذي تَوقعتُه

طِلاءُ الجدران جَيد و الأبواب الخَشبية لَم تتهالك بَعد

If I حيث تعيش القصص. اكتشف الآن