1- "البداية."

1.6K 69 25
                                    


..

علي أرض الحرم الجامعي يسير المئات من الطلاب والطالبات فرحين بانتهاء آخر امتحان لهم في السنه الدراسية، كانت تسير في خطوات متهادية الابتسامه تعلو ثغرها، تشعر وكأنه سيُخلق لها جنحين من شدة الفرح، فكم تثأم من ضغط المذاكرة والامتحانات وها هي قد انتهت، واصلت سيرها حتي وصلت إلي أحدي سيارات الأجرة التي ستنقلها لمنزلها، جلست علي أحد المقاعد بجانب النافذة والذي اختارته بعناية فكم تعشق جلوسها بجوار النافذة، أخرجت من حقيبتها رواية -وا إسلاماه- فكم تعشق أبطالها وعلي رأسهم سيف الدين ومحبوبته جلنار، اندمجت في القراءة وهي تتمني لو تحظي بعاشق كسيف الدين مغوار شجاع داهية يخافه الجميع ويضعن له ألف حساب، قاطع اندماجها صوت رنين الهاتف، نظرت إلي الشاشة لتجدها والدتها، ردت وعلي ثغرها ابتسامه واسعة:
"السلام عليكم"

صمتت قليلًا قبل أن تتسع ابتسامها عن ذي قبل وهتفت بحماس:
"الحمدلله حليت كويس اوي يا ماما.. ادعيلي ربنا يكرمني وابقي معيدة"

تلقت من والدتها بضع الكلمات التي ردت عليها بلطف:
"أن شاء الله يا ماما، انا واثقة أنه ربنا هيقدملي كل ما فيه الخير حتي لو مش علي هوايا"

صمتت قليلًا لتكمل:
"خلاص نص ساعه واكون عندك يا ماما "

ثم أخفت صوتها قليلًا ونبست:
"انا واقعة من الجووووع... اعمليلي مكورونه اسباكيتي بالله يا ماما"

انهت المكالمه وعلي ثغرها ابتسامه واسعة:
"اشطا اتفقنا شكرا اوووووي يا أمي"

ووضعت الهاتف في حقيبتها مرة أخري، وعادت تكمل قراءتها، ولكن هذه المرة قاطع قراءتها صوت احتكاك قوي لإطار السيارة عقبها اصتدام حاد لرأسها في زجاج النافذة وتليها لم تشعر بشيء، فقد انقلبت السيارة وانحدرت عن المسار، لتتجمع الجموع حولها بسرعة ليسارعوا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تُري هل سيتحقق حلمها بلقاء سيف الدين فارس أحلامها الذي طالما حلمت به، أم القدر رأيٌ آخر!

-----------------★ "اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا"

عقلها مشوش، تشعر بألم حاد في رأسها، تفتح عينيها ببطء وتغلقها، الرؤية مشوشة، فقد أضواء واصوات لا تستطيع تميزها، جاهدت نطق "ماما" لكنها لا تدري إن خرجت الكلمة من بين شفتيها أم لا، فقد بدأت تخور قواها شيئًا فشيء حتي خارت تمامًا وسقطت في بئر الظلام.

----------------★ "لا اله إلا الله الحق المبين"

يسير بجواده عائدًا من أرض الجنوب بعدما استطاع حل المشاكل التي باتت تعكر صفوه في الفترة الأخيرة ، حتي دخل في طريق الغابة، تلك البقعة المحظورة نظرًا لمن يقنطها من قطاع الطرق والمتمردين، كان شديد الإنتباه والتيقظ في تلك المنطقة مستعدًا لأي هجوم حتي يمر منها في سلام، ولكن قاطع طريقه تلك الفتاة الملقاه علي الأرض في حالة لا يرثي لها، هبط من علي جواده في حذر شديد وهو يقترب منها حتي بات بالجوار، لم يجد لها أي حركة، ساكنه كسكون الليل الذي يشقه ضوء القمر، زاح الوشاح من علي وجهها ليرها، لم يتعرف عليها، حاول إيقاظها لكنه لم يلقي منها أي أجابه، زفر بقوة قبل أن يحملها ويضعها فوق الجواد عائدًا بها علي القصر.
#يتبع
#وريث_آريان
#شهد_حسوب

"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"

وريث آريان | Aryan's Heirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن