تسير في الطرقة الطويلة المؤدية إلي ساحة القصر بخطوات مرتجفة متعسرة تكاد تسقط علي الارض من فرط الخوف مما سبق وأخبرها به أحد العساكر بأنه سيتم بينها وبين الاميرة رفيدة آريان حرب نسوية بالسيف، لنري من فيهن ستفوز بالمعركة.
فقد حان وقت قطع الشك باليقين إن كانت جاسوية حقًا فسيظهر عليها بوضوح في حملها للسيف واستخدمه، وان كانت صادقة فيما قالت فلنري ماذا ستكون رد فعلها في مواجهتها للموت مع السناح لها بفرصة الاحتماء بالسيف علي عكس المرة السابقة فلم يكن هناك أمامها خيار سوي الموت.
دلفت حليمة إلي الساحة فوقع عينيها علي من كانوا مجتمعين من أمراء وجنود والملك وحاشيته، بحثت بعينيها عنه بين الحشود فلم تراه، انتفض جسدها بقوة حينما سمعت صوته الهادئ بنبرة ساخرة مهددة لها كأنها عدوته اللدودة ولكن لا يريد ظلمها:
"فلنري إن كنتِ حقًا آتيه من المستقبل، أم إحدي جواسيس...."اجتمعت الدموع في مقلتيها، تود الهروب، العودة إلي موطنها وزمنها الحقيقيين، أهلها واصدقائها، فهم أكثر من يصدقونها وتستطيع الاحتماء بهم، شعور الغربة والوحدة والعدواة مر المذاق.
ابتلعت ريقها بصعوبة حينما رأت روفيدة تستعد لمواجهتها بالسيف، وعلي وجهها علامات الثقة، وقفت ترتجف أمامها دون حراك، فاشارت لها روفيدة كي تستعد للمواجهه فحانت المباراه، لم تفهم حليمة مقصدها، تحدث الجندي الذي يحمل سيفها من الخلف ينتظرها لتأخذه -لكنها لم تكن تعلم- :
"سيفُك جاهز"انتفضت أثر جملته، والتفتت له بسرعة، حركت عينيها بينه وبين السيف عدت مرات كأنها تحل مسأل رياضية بحته، ضرب أحدهم الجرس حينما أشار له الملك، فنبست رفيدة بحماس:
"تقدمي يا فتاة"حملت سيفها بصعوبة، فلم تستطع بيد واحدة فاستخدمت كلتا يديها ولكن بصورة خاطئة للغاية، استجمعت قواها للمواجهه، اقتربت رفيدة منها ببطء وعلي حين غفلة القت إليها ضربة بالسيف باستضمت بالسيف الاخر وسقط علي الارض، تيبست حليمة أمامها، تخشي بأن تقتلها، نظرت إليها رفيدة بمكر والقت إليها ضربة عنيفة بقدمها في قدم الاخري، فسقطت علي الارض، ثم وجهت السيف نحو عنقها، شعرت حليمة بأنها حتمًا ستقتلها، ما كان بها سوي أن تردد الشهادة بصوت كاد أن يكون مسموع إلي الطرف الاخر، تستسلم لمصيرها، صدرها يعلو ويهبط بسرعة، فرغمًا عنها صرخت فزعة:
"قطز"هنا ثار حماس الجميع، دهشة تصيبهم، فلما استنجدت ب "قطز" علي وجه الخصوص، اقترب الملك من أذن وليه عرشه، نبس بصوت منخفض، يستفهم موقفها:
"ماذا تقصد ب'قطز' يا سيف الدين؟"استنشق نفسًا عميقًا، قبل أن يرد بتشتت من أمرها:
"أنا"فنظر إليه الملك باستفهام، فأكمل سيف الدين وقال:
"تعتقد أني سيف الدين قطز"
أنت تقرأ
وريث آريان | Aryan's Heir
Fantasíaماذا إذا فتحت جفنيك لتجد نفسك في زمن غير الزمن الذي كنت عليه، في المستقبل علي فراش الموت، والماضي محكوم عليك بالإعدام؛ ظنًا أنك جاسوس تسللت إلي القصر لإغتيال الملك ووريث عرشه. #وريث_آريان #شهد_حسوب