7

56.5K 223 18
                                    

كان قلبها يضرب كالصاروخ وهي تجلس بجانبه في السيارة ،لم تعد تستطيع أورسولا الكذب على نفسها بأنها لا تحمل مشاعر الإعجاب والشهوة نحو أوسكار بعد الآن

فهدير محرك السيارة يذكرها كيف استطاع بينما يقود بيد واحدة أن يقودها لحافة الجنون والنشوة الجنسية ،وهو أمرٌ لطالما بلغته بمفردها فقط دون لمسة من إنسان آخر

لكن ما يفعله بها الآن يدغدغ أحاسيسها ويداعبها بمجرد أنه بجوارها ، صامت وهادئ لا يتحرك به سوى ذراعه التي تقود السيارة كأسهل شيئ في العالم ، بينما رائحة عطره تندمج مع رائحة المقاعد الجلدية لسيارته الحديثة ،والضوء القادم من أزرار لوحة السيارة ينعكس على عينيه الخضراوين ويجعلهما تشعان بشعاع شرير

كانت مسحورة تماماً بهالته الرجولية التي تطغى على المكان وتجعلها تنجرف مع تيار عواطفها

وهي التي تحاول حتى الآن أن تدعي المقاومة والصمود ،مع أن الرجل الذي أمامها جعلها تقذف مرتين ، ويتسبب لها في مزيد من البلل داخل سروالها بينما يقود بها لمنزل جدتها

وعندما يصلان المكان المطلوب كانت الساعة تجاوزت منتصف الليل بدقائق قليلة ،لتقول : شكراً لك

وتفتح الباب كي تنزل ، ليقول هو فجأة : مازلنا على موعد ليلة الجمعة ،وهذه المرة لا تحاولي حتى التفكير بالاختباء

لتضع يديها على وسطها وتقول : ألا يعتبر موعد اليوم تعويضاً عنه ؟! كفى طمعاً

ليرد : بلى طمع ، والرجال مخلوقات طماعة خصوصاً في ما يتعلق بالنساء الجميلات ،لذلك سآتي لاصطحابك مساء الجمعة

أورسولا : هذا إذا لم انشغل بقضية ما

أوسكار : لا أحد يعمل في ليلة العطلة

أورسولا: ليس عندما تكون محامياً متضراً لجمع المعلومات والأدلة

لتصبح نبرته أكثر صرامة ويقول بصيغة الأمر : كفر مراوغة وأدخلي منزلك قبل أن اخطفك من هنا

لتتحرك هي بعد أن سمعت صوته الذي يثيرها أكثر وقالت: اهدأ آيها المنفعل ! اتمنى فقط أن جدتي لم تقفل الباب

تفتح أورسولا الباب بالمفاتيح ،وتستدير نحو سيارة أوسكار وتقول : قد بحذر !

لتخرج لها جدتها بينما هي تدخل فتغزع وتصرخ ،وينفجر أوسكار ضحكاً

ثم تدخل بسرعة وهي تشعر بالحرج ،وتراقب سيارته من النافذة وهي تبتعد

تقول الجدة: لمَ لم تقولي انك في موعد ؟!

تضع أورسولا يدها على قلبها وتقول : جدتي لقد أفزعتني ،لمَ أنت مستيقظة حتى الآن ؟

الجدة : لقد قلتي أنك لن تتأخري وخرجتي بثياب النوم ،لقد قلقت عليك

الوجه الآخر للقمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن