8

59.8K 226 16
                                    

بخطواته السريعة المقتربة نحوها وشعره الأشقر الطويل حتى كتفيه يتطاير على جانبي رأسه  ،اتجه نحو أورسولا التي وقفت تنتظره بحماسة في المقهى

وحالما اصبحت المسافة بينهما بضعة سنتيمترات ،أرتفعت يده نحوها ،وسريعاً قرّبها منه واخذ شفتيها في قبلة ،رطبة ناعمة وحلوة

اختبرت أورسولا القبلات عدد من المرات في حياتها ،لكن هذه القبلة كانت مختلفة في كل شيئ عن اي قبلة سابقة في حياتها ، فكيف يمكن لمرأ أن يضع شفتيه على شفتيك أن يذيبك ويؤثر فيك بهذا الشكل السحري العجيب ؟

فصل القبلة قبل أن يطالب جسديهما بالمزيد ونظر نحوها بنظرة فيها العديد من الرسائل المتضاربة

بادلته النظرات وقد كانت هائمة في مذاق القبلة، ثم قال لها وبكل مافيه من صدق : شكراً لك

أورسولا حاولت سحب صوتها الذي ضاع بعيداً في جوفها بعد القبلة وسألت : على ماذا ؟

أوسكار : أنا كنت أبحث عن أي طرف خيط يرشدني عن الفاعل وها أنت ذا ،تصلين له بكل سهولة

لتستعيد كامل تركيزها وتقول: عليك ان تهدأ يا أوسكار ،لربما هناك حقائق اخرى ، لذلك اصبر قليلاً فقط

أوسكار: أريني صورته

لتضع أورسولا الملف أمامه ،ويبدأ هو بتفقد صورته ومعلوماته

تحادثا بمجريات القضية حاولي الساعة ،طلب أثنائها أوسكار القهوة مرتين لهما ، وبقيا يتناقشان إلى أن اهتدى إلى الكثير من الأمور التي كانت مخفية

وهذا جعله مفتوناً بأورسولا ومهتماً بها أكثر فأكثر ،يريدها ويقدرها ويشتهيها كالتفاحة التي أطاحت البشرية في قلب الخطايا

وفجأة .. عند نهاية الحديث ،وضع يديه على يديها ،لترفع بصرها نحوه وتسحب يديها بسرعة وتتلفت حولها ثم تهمس : ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟! لو رآنا أحد ستوقعني في مشاكل

نظر لها نظرة حادة بعينيه العشبيتين وقال : ألحقي بي إذن

كان يمشي أمامها وكأنها لا تخصه ،بينما كانت تلحق به وعرف هو ذلك من وقع خطواتها خلفه

وصلا لسيارتها ،فاستدار للحظة نحوها وقال : ارم لي المفاتيح

تخرج المفاتيح بسرعة من جيب معطفها وترميهم له سريعاً ، فيفتح الباب الامامي لسيارتها وتركب هي بجواره

وحالما قام بتشغيل السيارة لتسأل هي : إلى أين نذهب ؟

ليقول هو : إلى منزلي ؟

أورسولا : ماذا ؟! ظننتنا سنذهب للمختبر كي نرفع البصمات !

أوسكار يقول بنبرة جادة: تذكري الشروط حضرة المحامية ، حل القضية يعني أن تصبحي حبييتي ، وهذا ما أنا عازم على فعله

الوجه الآخر للقمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن