أعيشُ بِروحٍ مُفنَاه

71 9 31
                                    

السَّماءُ تُمطِر ، تُناظِر انعِكَاسُها عَلى البَحرِ الدَّاكِنْ ، فَقطْ تَبكِي
فُستانٌ بَسيطٌ قَدْ زَيَّنَها ، وَحريرُ شَعرِها المُبتَل مُنسابْ عَلى ظَهرِها ، بِعُيونٍ بَرَّاقةٍ تَلمعْ ، وَكأنَّ المَجرَّاتْ قَدْ تَجمَّعتْ دَاخِل مُقلَتَيها رَائحةُ الوَردِ كَانت مِن نَصيبِها
هي بَريئة ...

بِهدُوءٍ تَتَمشَّى ،بَدأت سَلبيَّة بَعضُ الأفكَارِ تُراوِدُها

تُفَكِّر :
" أفكَارٌ سَوداويَّة تَحُلُّ رَأسي تَحُومُ وَتحُوم ، تُشبِهُ الطَّير ، أفَكِّر هَل أفنى وأبْقَى بِجَانِبها والتُّرابُ مُؤنِسُنا ؟
أتمنَّى ذَلك وَبِشَّدة ، أعتقدْ أَنْ هَذا هُو الحَلُّ لِلهُروبْ
لِلهُروبِ مِنَ الواقِع
مَا الفَائِدة؟
أنَا مَيَّتَة على أيّ حَال أعيشُ بِجَسَدٍ حَيٍّ وَرُوحٌ مُفْنَاه "

عَلى الشَّاطِئِ هيَ جَلستْ تَنظُر لِلبَحرِ بِهُدوء

عِندَها أردَفتْ قَائِلة :
" تَائِهة لا أدرِي مَاهي وُجهَتِي أمشِي فِي الدَّجنِ ضَائِعَة ، أصبَحتُ تَائهة وسَأضل
عقِلي وَتفكِيري فِي سِجلِّ المَفقودِين
لا أميِّز الخطَأ مِنَ الصَّوابْ "

اسْتَلقَتْ عَلى الرَّملِ النَّاعم لِيدُاعِب ظَهرها ، تَنهدت ثُمَّ اتَّجهت عُيونُها لِلسَّماءِ المُظلِمة

قَالتْ :
" هَواجِسٌ تَغزُوا عَقلِي ، أفْكَارٌ تَنجحُ فِي دِخولِ حُدودي وتَنتَشِل كُلُّ مَا هو سَعيدٌ مِنها
ذَلك السَّّقفُ العَادي فِي الصَّباح يُصبِح مَسرحاً للذكرَياتِ لَيلاً
ذَلك الشَّخصُ الَّذي يُخطِّط لِمُستَقبَلِهِ صَباحاً هَا هُوَ يَتمنَّى أَن لا يَستَيقِظ غَداً
كُلُّ مَا يَحدُث لَيلاً حَقيقَتُنا
وَكُلُّ مَا يَحدُث صَباحاً اصطِنَاعُنا
فَليلاً تِظِهر مَآسيك
وَصباحاً يَظهُر خدَاعك "

سَلبيَّة أَفكَارِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن