ᶜʰ¹

461 8 1
                                    

:ستقام الجنازة بعد يومان الى حين ذلك يجب ان يصل معيلك أو سنضطر الى وضعك في دور الرعاية.

قال كلماته بهدوء متجاهلا دموعها المنهمرة وشهقاتها المتواصلة،
في ثوب أسود بأكمام طويلة وطوق عنق مرتفع، بدت شاحبة حين أسدلت شعرها على طول ظهرها، ليست بشرتها الخالية من الدم الشاحبة فقط بل كانت عيونها ذابلة ومنهكة .
وقفت في صف التعازي تتلقى المعزين وتستمع لمواساتهم بقلب ميت.
لاتذكر حتى من حضر لجنازة والدها الفرد الوحيد في عائلتها، أو كما كانت تظن.
بعد أسبوع من الجنازة حملت حقيبتها الوحيدة فهي مطرودة من المنزل المستأجر.
لكن أين ستذهب فتاة ذات 17 ربيعا؟!

:ميكايل قريبك من صلة بعيدة لكنه قال أنه سيعتني بكي الى أن تصبحي راشدة.

حركت عدستيها بلامبالاة لكن توقفت لوهلة
:ميكايل؟ لم أسمع به من قبل!

رمقها السيد آدم بنظرة قاسية جعلتها تطبق فمها وتخفض بصرها، عبثت بأطراف أصابعها غارقة في التفكير حول التغيير الضخم في حياتها.
على قارعة الطريق لم يُسْمَع لهم اي محادثة، عندما لمح السيد آدم توترها تنهد آخيرا

: من المؤكد انكي لم تسمعي عنه من قبل فهو رجل ناجح عمل بالخارج لمدة جعلت صيته منسي بين آل اوكايل...
صمت لبرهة ليردف
:كما أنه رجل جيد.
عند انتهاء جملته توقفت سيارة سوداء أمامهما، انحنى السيد آدم باحترام بينما ناظرته باستغراب سرعان مانزل السائق وإنحنى لموري واضعا كفه على صدره

: آنسة موري أنا من طرف السيد ميكايل وعينني لإصطحابك.

قطبت موري حاجبيها باستغراب أكثر
"متى حلمت انها ستعامل باحترام هكذا"
لكن هذا جعلها مرتعبة داخليا عن هوية هذا الوصي المؤقت.
حزم السائق حقيبتها في صندوق السيارة بينما. ولوضوح توترها، ربت السيد آدم على رأسها بلطف بشكل غير متوقع منه.
أخذت موري نفسا عميقا قبل أن تصعد سيارة لا تعرف أين ستأخدها ، صنعت سيناريوهات عن هذا الرجل الذي سيوصى عليها
عجوز! شاب، خمسيني؟...
يمكننا حذف كونه شاب
أفترض أنه رجل خمسيني لطيف مع زوجة ألطف..لكن ماذا لو كانت سيئة وعاملتني بطريقة سيئة... لكن ماذا لو لم يكن متزوجا! هذا أسوء، عجوز منحرف!
بعد أن انتهت أفكارها بطريقة فظيعة بعدما حللت موقفها المربك أخيرا كانت السيارة قد توقفت أمام بوابة حديدة سوداء، فتحت لتظهر حديقة أقل مايقال عنها فاتنة بألوان أزهار الشتاء.
هذا يعني أن زوجته محبة للورود، كما أن ذوقهم راق.

تأملت الحديقة بإعجاب كبير متحمسة للقاء صاحب هذا الفن الرفيع، توقف بها المرافق أمام باب المنزل الداخلية رفيعة وضخمة تسمح بمرور دب كامل، المنزل كان أنيقا وجميلا من الخارج بل بهي قد يكون أقرب لقصر من منزل.
هل سأعيش هنا؟
استجمعت شتاة شجاعتها كي تقابل الوصي عليها.
فتحت الأبواب وتقدم بها المرافق للداخل . تصميم المنزل الداخلي جعل فك موري يسقط بإعجاب
رأت المنازل كهذه في الصور فقط أدارت رأسها لكن لم يكن هناك أحد لإستقبالها
أين صاحب المنزل ماكان اسمه..ميكايل!
أخذت نفسا قبل أن تنطق بهدوء
: هل السيد ميكايل غير موجود؟
لم يكلف على نفسه الاستدارة ليجيبها قال ببرود وهو يقودها الى الدرج صعودا
: ستلتقين السيد ميكايل على وجبة العشاء هو مشغول حاليا ...
رمقها بنظرة خاطفة وكان استيائه من مظهرها واضحا ليردف
: لا يحب السيد ميكايل المظهر الباهت!
ألقت نظرة على ملابسها مجعدتً أنفها في حنق من وقاحة هذا الرجل.
وصل بها الى باب غرفة خشبي أبيض.
:هذه غرفتك بدءا من هذه اللحظة آنسة موري. إحظي بقسط من الراحة وتجهزي لعشاء الليلة.
أومئ مغادرا تاركا اياها في صدمة
هذه ليست غرفة بسيطة! ما أن دخلت الغرفة حتى أعماها بريق كل هذه الأغراض الموجودة هنا.
متأكدين هذه غرفتي؟!
تجولت في الغرفة بدهشة
سيطر على الغرفة اللون الأبيض والبيج ألوان لطيفة للعين توسط الغرفة سرير واسع قصير القوائم بجواره أريكة لشخص واحد قرب شرفة تطل على الحديقة الخلفية للمنزل تحيط حوافها إضاءة خافتة،
استلقت على السرير بصدمة تراقب السقف بسهو ثم قفزت فجأة تتحرك في ارجاء الغرفة الى أن توقفت عند باب زجاجي مظلل لابد وأنه الحمام
بلاط أبيض متطابق مع بلاط الجدران حجمه صغير لكنه أنيق ، هرولة خارجه بسعادة الى خزانة الملابس فتحتها لكنه لم تكن كما تخيلتها...هناك غرفة أخرى داخل الخزانة غرفة الثياب، شهقت بصدمة قبل أن ترتسم ابتسامة السعادة على ثغرها.
رقصت وهي تتجول حول رفوف الثياب هناك رف سفلي للثياب المعلقة ورف علوي للفساتين، رف للأحذية على اليمين أسفله أدراج مغلقة ، فتحتها بلهفة لتصادف حلي ثمينة.
"من الواضح انها ثمينة فقط من بريقها"
أغلقت الدرج بحذر بعد أن ارتسمت تعابير خوف على وجهها ثم عادت لتأمل الفساتين المعلقة وكل ماحلمت بشرائه في مسيرتها الحياتية موجود في هذه الغرفة الصغيرة.
: أستطيع العيش هنا للأبد
قالت بدون شعور لكن سرعان ما صفعت نفسها
: لا لايمكنني العيش هنا للأبد هذه مجرد اغراءات من رجل عانس منحرف علي الا أقبلها، لكن...

Touch Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن