عيونها الناعسة وخداها المحمرة جعلت صوفي التي تمشط شعرها تتسائل هل هي مريضة وضعت كفها على جبهة موري بقلق
:هل تشعرين بالمرض آنستي؟
بعد استوعاب موري البطيء أدركت انها أصيبت بنزلة برد بسبب الأمس
لكنها نفت بابتسامة دافئة
: لاداعي للقلق سيدة صوفي انني بخير
قالت موري وهي تراقب تعابير صوفي الواقفة خلفها من المرآة
: بالمناسبة هل هل سيشاركنا السيد ميكايل الوجبة
نفت صوفي وهي تتنهد بقلة حيلة
: السيد ميكايل غادر باكرا رغم انه عاد متأخر يوم أمس،أعتقد أنه عاد بعد منتصف الليل
عضت موري شفاهها بحيرة واحداث بعد منتصف الليل تتسرب لعقلها هل كان هو؟
قاطعت تفكيرها صوفي وهي تردف
: لاداعي للقلق آنسة موري ستتقابلان حتما في عشاء اليوم
كانت هناك أسئلة تريد طرحها لصوفي لكن بلعتها ، لاتريد أن يعلم الجميع كونها لاتعرف قريبها حتى وقبلت العيش معه ، لاتريدهم أن يعرفوا كم هي مثيرة للشفقة
إنتهى بها الأمر تومئ برأسها ايجابا.
على عكس اليوم الأول تأقلمت موري مع الخدم بسرعة وتعرفت عليهم فهي تجيد التأقلم،
إنقضى اليوم أسرع وهي تستمع لقصص صوفي والخادمات ولاحظت انهم يكونون لميكايل اعجابا بل أنه أقرب للحب خصوصا من الخادمات الأصغر سنا رغم تفاديهم الحديث عنه بشكل غير رسمي .الثامنة أوشكت، تعمدت الحضور أبكر وارتداء أبهى ماوجدته ، أسدلت شعرها على ثوب أسود
ضيق الاكمام وعريض على مستوى الذراع وباقي الجسد.تعلم انها تبدو جميلة في اللون الأسود لذا تعمدت ارتدائه.
حتى الغرفة مختلفة هذه المرة
طاولة زجاجية مستديرة كبيرة وُضع مقعد لكل منهما.
بالكاد حملت عيناها على المائدة الى الساعة الرقمية 7:59.....8:00
تزامنا مع صوت الباب يفتح جعلها تركز حدقتيها لمن سيدخل
بذلة سوداء،جسد ممشوق ،ساقان طويلاتان، شعر أسود مسرح بمهارة، بشرة قمحية عيون حادة أنف مستقيم شفاه مرسومة وفك حاد.
أقل كلمة تعبر عنه هي وسيم. نظرت موري حولها على عجلة واستغراب للخدم الذين ينحتون له وهم يغادرون
هل هذا هو السيد ميكايل؟! يبدو في العشرينات من عمره، كل التخيلات عن رجل عجوز راحت أدراج الرياح.مهلا! هل ستعيش مع رجل مثير بدون اي جهد في نفس المنزل؟
بلعت ريقها بتوتر وهي تحني رأسها باحترام
: لاداعي للرسمية، يمكنكي الجلوس مورين.
صرخت داخليا
كيف يمكن أن صوته ايضا جذاب وهو يتلفظ اسمها الكامل، هذا غير عادل هل هو بشري حتى؟ كيف له أن يكون مثاليا
اكتفت موري بالابتسامة والهرب من أي تواصل بصري معه،
اللعنة انني ضعيفة أمام الوسماء
بدأ يتناول طعامه بهدوء لكن نظراته مازالت تخترقها
أظن أنني سأصاب بمغص
أخفضت بصرها للطبق الموضوع أمامها كل هذه المأكولات الراقية لا تفقه أسمائها،تناولت طعامها ببطئ
متفادية الوقوع في خطأ محرج أمامه
: هذه السنة سنتك الثانية في الثانوية أليس كذلك؟
:نعم.
هز رأسه بتفهم
أيجب عليها سؤاله من أي صلة هو يقرب لوالدها، توقفت لوهلة عن الأكل ترفع نظرها له
لاحظ توقفها للتحديق به مما جعله يرمش باستغراب من حركتها الغريبة بقيت تحدق فيه بصمت قبل أن تقول
: آسفة أن كان سؤالي وقحا..لكن هل كنت مقربا من ابي الى الحد الذي يجعلك تتولى هذه المسؤولية؟
أومئ
: نعم...يمكنكي اعتباره هكذا.
ركضت ذاكرتها تبحث عن وجهه في ذكرى جنازة والدها لكن يبدو وكأنها فقدت الذاكرة كل اللحظات تبدو ضبابية
بحقك يا موري لما تتذكرين أحذية المعزين فقط؟!
قطبت حاجبيها وضيقت عيناها في محاولة راجية للتذكر
: تبدين أفضل من آخر مرة رأيتك...حينها كنتي كالموتى
رفعت حاجبيها بتفاجئ لكنها سايرت دعباته لتلطيف الجو
ابتسمت واضعة خصلات شعرها خلف اذنها
: هل أبدو كالأحياء الآن؟
قهقه مغطيا ابتسامته
اللعنة كم عدد من يملكون ابتسامة جذابة كهذه في هذا الكوكب، مع اترخاء عينيه وارتفاع ابتسامته الجانبية . شعرت موري بمشاعرها تغرق كصخرة تسحب للقاع بسرعة لاتمكنها حتى من تدارك الأمر
أعادت بصرها للطبق قبل أن يسقط قلبها لرجل رأته للتو بل الأسوء أنه وصيها
: ستنتقلين من مدرستك القديمة..هل كنتي تعلمين ذلك؟
: مهلا ماذا؟!
: تم تسجيلك بالفعل في ثانوية سام
هل يجدر بها أن تؤنبه أو تتذمر حيال أنه نقلها لأفضل ثانوية في المدينة
: فهمت
أجابت بهدوء، وهي غارقة في التفكير.. ليس شيئا عن صعوبة انتقالها بالنسبة لها،
تبادلوا أطراف الحديث لفترة هو يطرح الأسئلة وهي تجيب لكن كان ذلك ممتعا بالنسبة لموري
: بالمناسبة الخدم يتواجدون في المنزل عادة فقط في أيام غيابي اي عندما أكون موجودا لن تكون هناك خادمات للعناية بك. هل ستكونين بخير مع الأمر؟
: لامشكلة لدي
هل أبدو كمن اعتادة عناية مكثفة؟!
.
." سنحظى بعشاء معا مرة في الأسبوع. يوم الأربعاء على الثامنة. غدا سأرافقك لمدرستنا على 11"
تكررت كلماته في عقلها وهي مستلقية على سريرها الى أن استسلمت للنوم.
9:30
رن منبه هاتفها.
طالبة جديدة~
قفزت بسعادة تحت المياه الدافئة في الدش، اعتنت ببشرتها وشعرها بشكل خاص، انتقت ثيابها بعناية
10:44
وقفت أمام المرآة تحرك رأسها وجسدها توقفت فجأة وهي تنظر بعمق لشكلها
: جميلة...
همست قبل أن تبتسم مجددا لنفسها وتقدم قبلة هوائية لإنعكاسها.
خرجت تقف في الرواق تتردد باب غرفته في طول الرواق على اليمين ثم تعود للنظر الى ساعة يدها 11:00
فتح الباب ليخرج وهو يحمل معطفا على ذراعه يرتدي طقما أسود.
اللعنة إنه وسيم!
تفحصها من رأسها الى قدميها يتفقد ثيابها .
قميص أبيض مرتفع العنق مع سروال جينز ضيق و بوت من الجلد يتشاركان نفس اللون الأسود مع جاكيت الفرو.
رفع نظره عنها يمشي وصولا للدرج
:أرى انكي نشيطة، هل هناك ماجعلكي سعيدة؟
تبعته بخطوات سريعة لمجارات خطواته
: انه صباح جميل لاغير..
أبطئ من سرعته سامحا اياها باتباعه.
بعد الخروج من المنزل توقف أمام سيارة مرسيدس سوداء، فتح باب السائق ووقف أمامه ينتظر منها الركوب لكن ما أن همت بفتح الباب الخلفي قاطعها
: مالذي تفعلينه؟
قبل أن تقول شيئا أشار بإصبعه للمقعد الأمامي
: اركبي.
تراجعت عن قرارها من الصعود في الخلف الى الصعود في الأمام بجواره.
تجنبت موري النظر اليه لأن الأمر سيكون محرجا أن أمسكها تراقبه لكن ذلك لم يمنعها من اختطاف بعش اللمحات عن عروق يده البارزة.
واللحظات التي يتوقف في الإشارة عندما يضع ذراعه على المقود ويريح كفه الآخر على ناقل الحركة...
كانت موري تراقب ذلك من انعكاس الزجاج .
كم مرة يعيش المرأ ليرى وسيما يقود
قدمت موري عذرا لترصدها.
تمنت لو هذه اللحظة تدوم أطول لكن قد توقف بالفعل بجانب باب الثانوية.
واااه ياله من بناء جميل
سلكوا ممرا طويلا تحت أشجار الكرز وصولا لباب المدرسة الأمامي .
رغم تجولهم في ممرات المدرسة لكن لم يقابلون طالبا واحدا، لابد ان ساعات الدراسة صارمة.
داخل مكتب المدير جلست على الأريكة المقابلة لميكايل تراقب تعابير المدير المضطربة.
:الآنسة مورين ستبقى في أيدي أمينة. لاتكلف على نفسك عناء القلق، سنحرص على توفير أفضل المدرسين و سبق أن وضعناها في فصل النخبة، أن حدث وواجهت مشكلة فإنني هنا لتولي الأمر سيد ميكايل.
أقسمت موري داخليا أنه كان يحفظ هذا الخطاب منذ أيام من طريقة إلقائه المبتذلة.
بينما ميكايل يجلس براحة يراقب بملل المدير وهو يتحرك هنا وهناك .
ابتسم أخيرا مانِحًا الطمأنينة في قلب المدير الذي يبدو وكأنه يتنفس أخيرا .
: أعتمد عليك سيد جايكوب.
قال وهو يستقيم ، أومئ برأسه للمدير ثم نظر لموري مع ابتسامة دافئة
:احظي بيوم جيد مورين.
ابتسمت هي الأخرى
:ولك أيضا.To be continue
.
.
.
بالنسبة للمدرسة صورتها فوق.
إحظو بيوم جيد لكم أيضا :)

أنت تقرأ
Touch Me
Romanceمازالت رائحتها عالقة في ثيابه وعلى أغطية سريره... إستعمرت منزله والآن تفكيره! 𝑚𝑜𝑟𝑖 أحدهم أخبرني ان ابقى بعيدة عن الأشياء التي ليست لي... لكن ماذا لو كان بعتبرني ملكه