امل حياتي
في منزل بسيط في إحدى مناطق مدينة الإسكندرية
استيقظت أمل من نومها، تجهزت للنزول ف اليوم موعد نتيجة "مصطفى" حبيب العمر ورفيق الروح ذلك الشاب الذي يسكن في الشقة المقابلة لهم لكن بالنسبة لها فهو ساكن قلبها لامكان آخر، تمت خطبتهم منذ حوالي عام واتفق مع أهلها أن يتم الزفاف بعد تخرجه وإيجاده لعمل مناسب... خرجت أمل بطاقتها الاجابيه التي تملأ المكان بالأمل وكأن لاسمها هالة تترك أثره أينما مرت
- صباح الخير يا بابا، صباح الخير يا ست الكل
- صباح الخير يا أمل على فين كده دي الساعة لسه ماجاتش عشرة قالها والده لترد والدتها
- أصل نتيجة مصطفى هتظهر انهارده وصاحب النتيجة مش قلقان وبنتك اللي مش على بعضها
ابتسمت أمل وذهبت لامها واضعه يدها على كتفها لتردف
- بالظبط كده يا والدي ... أنا فعلا مش على بعضي وقلقانه على النتيجة... وكمان عايزه أعرفها قلبه
قبلت والدتها وهي تسحب الحقيبة قائله لكليهما بصوت مرتفع
- سلام بقي
______________
في ساحة الكلية
دخلت أمل الكلية انتظرت لبعض الوقت حتى تم تعليق أوراق النتيجة فذهبت مسرعة تبحث عن اسمه بين الأسماء في الكشوفات حتى وجدته وتهللت أسارير وجهها عندما علمت أنه نجح بتقدير كبير
لمحته يأتي من بعيد ف رسمت حزنا مصطنعا على وجهها
ما أن رأها على تلك الحالة وكاد قلبه أن يسقط طريحًا
- في إيه يا أمل انتى زعلانه كده ليه... هو انتى شوفتى النتيجة قالها وهو يذهب ناحية ذلك الحائط التي علق عليه النتيجة لتمسك بيده قائله
- مالوش لزوم أنا شوفتها
بلع ريقه بصعوبة وهو يسألها
- هي وحشه آوي كده هزت رأسها إيجابا ثم انفجرت ضاحكة من مظهر وجهه لتهتف
- مبروك يا باشمهندس... جيد جدا مع مرتبة الشرف
وضع يده على وجهه يتنفس الصعداء أخيرًا
- حرام عليك يا أمل قلبي كان هيقع
- للدرجادي خايف وعايز تتخرج
- مش موضوع تخرج... لو لاقدر الله مخلصتش السنة دي مكناش نقدر نتجوز
ابتسمت له بخجل ليهتف
- انتى لازملك عزومه على الأخبار الحلوة دي
- لا عزومه إيه أنت راجل داخل على جواز ولازم تحوش كل قرش
ابتسم على كلامها ثم قال
- عندك حق... يبقى خليها عصير وهعزمك برضو
أماءت له قائله
- خلاص موفقة يا بشمهندس
سارا معا حتى وقفوا أمام البحر ذهب هو لشراء العصير وعاد لها أعطاها الكوب الخاص بها... فأخذته منه وهي تشكره
أخذا يتحدثا لمده ولكن شعرت هي فجأة بيدها التي تحمل الكوب وقد أصابها بعض الخدر والتنميل لم تعيرهم اهتمام حتى ذاد الأمر ولم تتحمل حتى حمل الكوب ليقع من يديها نظرت ل مصطفى تهمس
- أنا أسفه
نظر لها هو في قلق
- شوفتى بقيتي بتتعبي وتدوخي ازاي لازم تاخدي بالك من أكلك ونومك يا أمل
أمات له وهي تقول-
عندك حق أنا فعلا كنت متوترة الفترة اللي فاتت دي.
________________
مرت ثلاثة اشهر بعد ذلك اليوم وجن مصطفى عمل مناسب قريب من البيت وتجهزت أمل للزفاف، وخلال تلك الأيام كانت أمل تشعر بتنميل في أطرافها أو أحيانا تشعر بالدوار ولم تستطع الوقف ف تقع على الأرض لثوان اعتقدت أنه من التجهيزات الكثيرة الخاصة بالزفاف أو قد يكون بسبب توترها فلم تلق لكل ذلك بال، ف كل ما يشغلها الآن أنه بعد أيام ستصبح مع حبيبها أخيرًا ستصبح زوجته
جاء يوم الزفاف ارتدت أمل فستان أحلامها فستان بسيط ولكنه مميز مثلها كان العالم كله باتساعه لا يسع فرحت أمل ومصطفى فقد تتوج حبهم بالزواج أخيرًا قضوا أسبوعا كاملا في عشهم الهادئ قبل أن تنتهي أجازه مصطفى ويعود لعمله
استيقظت أمل لتحضر الإفطار ل مصطفى ليتناوله قبل الذهاب للعمل... وضعت كل الأطباق على حاملة الأطباق وهمت بالإمساك بيد أحد الأكواب لتضعه معهم وتضع به العصير فعلت ذلك سريعا وهي تدور من جهة لأخرى فوجدت يدها تقبض على الهواء، استدارت نحو الكوب ومدت يدها لتمسكها ولكن وجدت قبضه يدها تضم في الهواء قبل أن تصل للكوب ببضعة إنشات شعرت وكأن عقلها لا يقدر المسافة المطلوبة بيدها لتصل للكوب، كررت ذلك ثلاث مرات ولكن النتيجة واحدة فمدت يداها الاثنين حتى استطاعت الوصول للكوب وحمله... شغلها ذلك الموقف لبرهة ولاكن رجحت أن ذلك بسبب الاستيقاظ باكرًا .
انهو الإفطار وذهب مصطفى للعمل وبقت أمل تنهي بعض الاعمال المنزليه واثناء ذالك شعرت وكأن الرؤيه اصبحت ضبابيه جزئيا فنصف الصوره التى يكونها عقلها تراها بوضوح والنصف الآخر مشوش دعكت عينيها وهبت بتجاه المرحاض لتغسل وجهها وقررت العودة النوم قليلا علها تستفيق... مر باقي اليوم بسلام حتى نست أمل ما حدث لها وتكررت نفس الروتين لمده ثلاث ايام من ذهاب مصطفى للعمل وترتيب امور المنزل حتى القاء مساء على العشاء كل منهم يخبر الآخر ما حدث في يومه وهم لا يكادون يصدقون انهم اصبحوا معا يتشتركوا كل تفاصيل يومهم وحياتهم
__________________
أنت تقرأ
حكايات من واقع آخر
Short Storyمجموعة قَصَصِيَّة يُشرح بها بعض الأمور الطبية والعلمية في هيئة روايات قصيرة