كنتُ في عُزلةٍ مبغوضةٍ واستحليتها، لم أكن أدرك معنى الحياةِ فلم أشعر بقسوتها حينَ لازمَتني...فاجعةٌ أصابتني فأفقدتني من الحياة أملًا...لم أكن أدري بأن تلك الفاجعة ستكونُ نقطةَ تحولٍ في حياتي
شعرت بأن كل شيء انتهى ولكن أتضح بأنها كانت البداية...بداية الحياةِ الحقيقة، فاتضح بأنني لم أكن حيةً من الأساس...فعرفت معنى الحياةِ الحقيقية حين وجدتني...
« ميكاسا اكرمان! »
رفعت رأسها مفزوعةً تنظر لما حولها فوجدت جميعَ الأنظار موجهةً ناحيتها وذلك الرجل ينظر إليها بملامح جامدةٍ يكتف ذراعيه مُمسكًا بكتابه المَطوي من المنتصف
تنهدت ثم قالت ببرود
« أعتذر.. أعتقد بأنني قد غفوتُ.. »أمعن النظر مركزًا في عينيها بنفس الملامح الجامدة مضيقًا عينيه بينما هي تبادله النظر بنفس الطريقة، أعطاها ظهره عائدًا إلى السبورة التي كان يشرح عليها بينما يقول
« اذهبي لغسلِ وجهك.. »دون النبس بأي شيء قامت من مكانها متجهة ناحية الباب وخرجت تحت أنظار الطلاب الذين كانت ثغورهم فاغرة من الصدمة...
فبطبيعة حال استاذهم فلم يكن من النوع الذي يسمح للطلبة بالخروج أثناء المحاضرة، ولكن لعلمه بحالة ميكاسا مسبقًا قدّر ذلك وسمح لها بالخروج
ولكن كان للطلبةِ رأيٌ آخر، حيث أنه بعد خروجها كان الجميع يتهامسون عن أن سماحِه بخروجها كان بسبب العلاقة التي تربطهما..
ضرب بكفّ يده على السبورة بقوةٍ مما جعلهم يلتفتون إليه جميعًا بتخوف ويعودَ الصمتُ في القاعة كما كان...
كانت تسيرُ في اتجاه دورة المياه بخطًى قوية على الأرض وملامح متجهمةٍ وكأن هالة سوداءَ تحيطُ بها حتى سمعت صوته من خلفها
« ميكاسا انتظري! »توقفت مكانها فجأةً دون الالتفات بملامح متفاجئةٍ وسرعان ما عادت ملامحها الغاضبةُ وأكملت سيرها بنفس الطريقة حتى شعرت به يسحبها من ذراعها ببعض القوة
« استمعي إليّ الآن! »
افلتت يدها منه بقوةٍ قائلةً
« لا أريد التحدثَ بشأنِ أي شيء، دعني وشأني قبل أن نقعَ في المتاعب »أمسكها من كتفيها قبل أن تذهب في سبيلها قائلًا بحزم
« لم تدعيني أشرح لكِ، أنت تظلمينني بهذه الطريقة! »صمتت بقلةِ حيلةٍ ثم قالت فجأة
« مهلًا مالذي جاء بك إلى هنا؟! هل تسللتَ من مُحاضرتك! »
أنت تقرأ
سأحميكِ مِن هذا العَالَم
Romanceفِي أحدِ ليالي ديسَمبِر الباردةَ وجدتني.. فأخرجتَني من عَتمتي...