3

324 27 5
                                    


توقعاتٌ هائلة تُفرض، لا تدري أهي الثقةُ أم هي الآمال العالية، يفرضون توقعاتٍ وآمالٍ أكثر من قدرة تحمل الإنسان، كل والدين يرغبان برؤية نجلهما ناجحًا، فيبدآن بالضغط عليه دون معرفة ذلك فيشعر بأنه ليس محلًا لهذه الثقة ويستحيل عليه النجاح

قد تكون له رغبات وميولٌ أخرى، ولكن الرغبة التي يمليها عليه والديه هي التي تأخذ الأولوية، فإذا لم يحصل عليها شعر بالاحباط! رغم أن تلك الرغبة لم تكن له أبدًا، إلا أنه يشعر بأنه قد خذل أناسًا وثقوا به..

...

استيقظ مفزوعًا على صوتِ منبه هاتفه وحين نظر إلى الساعة وجدها التاسعة بالفعل، وضوء الشمس قد تسلل إلى الغرفة أيضًا

« المشروع! »

خرج سريعًا من الغرفة يركض ناحية غرفتها، لقد أصبح يتأخر عن مواعيده كثيرًا هذه الفترة، اقتحم الغرفة سريعًا دون حتى أن يدق الباب قبل دخوله
« ميكاسا استيقظي لقد تأخرنا!! »

ولكنه وجد الغرفة خاوية من الأنفاس وسريرها مرتب وكالعادة كانت الغرفة مضيئة بفعل الشمس وتتسللها نسمات الهواء

استغرق ثوانٍ وهو محدق في فراغ غرفتها حتى سمع صوت والدته من خلفه، التفت إليها فوجدها تمسك كوبَ قهوتها وترتدي رداء نومها وتربطه بحزام خفيف على خصرها فقالت بينما تتثآئب
« لقد ذهبت ميكاسا منذ الصباح، قالت أنها لا تريد إيقاظك.. »
أطلق تنهيدةً وحين كاد يذهب ليعود إلى نومه نادته والدته

« ايرين أليس لديك الآن محاضرة!؟ »

أكمل طريقه وأجابها دون الالتفات
« أشعر بالنعاس لذا سأتغيب اليوم.. »

ودخل إلى غرفته وأغلق الباب خلفه لتتنهد والدته من تصرفاته، هي تعلم بأن والده سيغضب كثيرًا من إهماله ولكن ما باليد حيلة

ارتمى على سريره ينظر إلى ساعة هاتفه فضبط منبهه حتى لا يستغرق في النوم مرة أخرى، كانت ميكاسا ستنتهي في الثانية عشر ظهرًا لذا يمكنه الارتياح قليلًا لثلاث ساعات

بينما عند والدته فقد عادت إلى غرفتها لتجد زوجها قد استيقظ ويجلس على السرير يتصفح هاتف عمله

« ألم يستيقظ ايرين؟! »

سألها بهدوءٍ على عكس ما كان يدور في عقله فتأخرت في إجابته لبضع ثوانٍ ثم قالت
« ففـ في الحقيقة قال بأنه متعبٌ قليلًا لذا لن يذهب اليوم، كما أنه قد درس محاضرات اليوم بالفعل! »

كانت تضع البهارات على الكلام بشكلٍ واضح لتتستر على ولدها المهمل ولكن تلك الجماليات لم تنطلي على زوجها

سأحميكِ مِن هذا العَالَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن