FLASH BACK
بدأت القصةُ من عِند اثنينِ عاشقينٍ جمعتهُما الأقدار فوقعا في الحب سويًا، كانت الفتاةُ من قبيلةٍ نادرةٍ ترفضُ تزويجَ أبنائها لِذوي غير دمهم
ورُغمَ جميعِ المُحاولات وتجربةِ كل طرق الإقناع انتهى الأمرُ بحدوثِ عدواةٍ بين كلا العائلتين، فحتى عائلةُ الشابِ رفضت تزويجه من عشيقته بحجةِ انتمائها لعائلةٍ مُتعالية
ولكن كما يقولون الحبُ قتّال، لم يستسلم العاشقانِ حتى تخلت عائلة كلٍ منهما عن ابنها وتبرأوا منهما ورغم أن ذلك كان صعبًا على كلاهما، إلا أنهما كانا سعيدين جدًا بإتمامِ زواجهما في النهاية
ولكن بالعودةِ إلى الأمر الواقع، بعد تخلي عائلاتِهما عنهما كان يجب عليهما أن يبدآ حياةً جديدة من الصفر، فقاما بإنشاءِ مشروع صغيرٍ في مجالِ تصميمِ الأزياء، حتى تحول ذلك المشروعُ الصغيرُ إلى مصنعٍ كامل وأصبح أحدَ أشهر العلامات التجارية في الملابس
كانت نقطةُ تحولٍ سعيدةٍ في مجرى حياتهما حتى فوجئا بأنهما سيُرزقان بطفل قريبا، كان خبرُ حملها مُفاجئًا لكلاهما فهما كانا قد قررا تأجيل الحملِ حتى يؤمنا مستقبلهما اولًا ليوفرا حياةً كريمة لابنهما
وبالطبع كانَ خبرًا سعيدًا لهما لاسيما أنهما قد نجحا بالفعلِ في تأمين تلك الحياةٍ التي تمنياها، وبالفعل أنجبا فتاةً وقاما بتسميتها ميكاسا
كانت ميكاسا طفلةً مميزة فقد كانت تَعيش حياةً مُرفهةً وتحصلُ على كل ما تريد، حتى أن والداها رغم صغر سنها قاما بتعليمها فنونَ الدفاعِ عن النفس
ولكن الشيء الوحيدُ الذي كانت تفتقرُ إليه كانَ الإهتمام، فبالرغمِ من حبِ والديها الشديدِ لها إلا أنهما كانا في سفرٍ دائمٍ خارج البلاد بسببِ رحلاتِ عملهما، فكانت ميكاسا تقضي وقتها في ذلك المنزلِ الكبيرِ بين الخدم والعُمال حتى أصبحت انطوائيةً ولا تُفضل الانخراطَ بالمجتمع
ورغم ذلك كان الشخصُ الوحيد الذي تهتم لوجوده ويعتني بها هي جليستها ايميليا، كانت شابةً ذاتَ بشرةٍ داكنةٍ وعينانِ بُندقيتان وشعرٍ بنيٍ مجعد، كانت كالأخت لها وتحبها كأنها اختها الصغرى وتروي لها الحكايات دائمًا وتبقى بجوارها حتى تنام
استمرت حياةُ ميكاسا بهذا المنوال حتى بلوغها التاسعة وجاء ذلك اليوم...
كان في أوائل ايام شهرِ ديسمبر، السماء تُثلجُ وجميعُ الناس في منازلهم يجلسون بجوار المدفئةِ ولكن في منزلِ اكرمان فكان الوالدان يستعدان كالعادةِ للسفر في رحلة عمل، كان العمال ينقلون حقائب الوالدين إلى السيارةِ التي سيستقلانها إلى المطار، بينما ميكاسا تقف بجوارِ ايميليا أمام بابِ البيت من الداخل تستعدُ لتوديعِ والديها
أنت تقرأ
سأحميكِ مِن هذا العَالَم
Romanceفِي أحدِ ليالي ديسَمبِر الباردةَ وجدتني.. فأخرجتَني من عَتمتي...