أنا أحب عفاف

271 21 6
                                    

انا احب عفاف و لكن عفاف لا تحبني... لقد قتلت عفاف...ولكن ليس بالمعنى الحرفي فلقد سلبتها حياتها مرتين ، مره عندما أجبرتها على الزواج مني و هي تهيم حبا بشخص اخر و كنت اعلم هذا و مره اخرى عندما اعتصرت قلبها الصغير بلا رحمه ظنا مني انها تحبني و لكنها لم تحبني بل حولت تلك الفتاة المفعمه بالحيوية لجثة تسير على اقدام...
كان هذا اليوم المشؤوم في حياة عفاف عندما كانت تقدم محضر في قسم الشرطه لسرقه هاتفها ، ترغي في تتبع الهاتف و العثور عليه ، وكما ندرك جميعا ان الهاتف لن يعود ، كما انني عرفت حينها ان قلبي أيضا لن يعود...
عرفت اسمها و سرت كالمنوم اسال عن اسمها و كل ما دون عنها في محضر سرقة الهاتف ، و من بعدها اخذت ابحث عنها ،اين تعيش؟ ،ماذا تعمل ؟ ، اي التخصصات تدرس؟ ،من والدها؟ ، من امها؟ ، هل لديها اخوه؟ ، واخيرا من تحب ؟ .
تحب! وهل للفتاة ان تحب غير زوجها ، فلتلهو قليلا ولكنها في النهاية ستحبني انا و ستتزوجني رغم انفها و انف من تحب ...
تحب هذا الشاب الصغير ، تحبه جدا ، تهيم به حبا، يشتعل الكون من اجله ، كانت معمية ، مخدرة ، منومه لا ترى سواه .
لم يكن يهمها اطنان المال و الذهب فقط هو ولو كان يملك جنيه واحد او حتى من دونه!.
لم يكن يهمها السلطة او الشكل الاجتماعي ، الجمال ، الغنى و اي شيء يشد الفتاة و يغويها نحو الشخص ، فقط هو...
وهذا لا يعني انه يفتقر لتلك الاشياء بل بطبيعه الحال كلنا نملكها و باشكال متفاوته و لكن هي تراه هو فقط ، و كأن الكون قد فرغ من الرجال و لم يبقى سواه ...
ظللت اراقبها أشهر كثيرة وانا ازداد حبا لها و هي تزداد حبا له هو ، هو فقط...
وللحق كان هو ايضا يحبها...كان يعشقها ..
عفاف تحبه و هو بحبها...
و انا احبها و لكن
عفاف لا تحبني...
حتى جن جنوني ،طفح الكيل ، ذهبت لطلب يدها و لكنها رفضتني!
قدمت لوالدها كل شيء ، اغويته بمالي و ذهبي و عملي و قوة عائلتي و املاكي و...
ولكنها رفضت ، وهو لن يجبر ابنته على الزواج....
اشتعلت النار في قلبي ، انا ايضا احبها ، لما يفوز هو بها و انا لا ، انا من استحقها ، لما لا تراني انا؟
و استخدمت سلطه إبي الواسعه و ضيقت الخناق على عائلتها حتى وافقت .
لازلت اذكر دموعها المنهمرة و نحن نعقد القرآن ، كانت و كأنها في جنازة ، و كأنه تساق نحو ذبحها ....و للحق كانت حقا تساق لوضع خنجر في قلبها من شخص مثلي بلا قلب ...
و تزوجنا....
و ماتت ابتسامتها للابد ، لم اراها تضحك بعد هذا اليوم ...لم ارى عفاف بعد اليوم ، كانت شاردة و حزينة و بعد مدة ضئيلة جدا من زواجنا اصيبت بكتئاب و كانت تبكي بسبب و بدون سبب ، ماذا فعلت انا؟؟
ضربتها...
نعم....
كنت اشعر بالاختناق و انا اعرف لما هي تبكي ، انها تشتاق له ، تشتاق لاحضانه هو ، انا زوجها ، انا ...انا فقط....كيف تفمر في رجل غيري...
انها خيانة...
يجب ان اعاقبها ...لانها لا تعرف مدى حبي....
لكنها لم تعرف ....ظلت تمرض و تمرض حتى اصيبت بحمى و نقلت للمستشفى و هناك ، كنت اسمع انينها و بكائها و هي تهمس باسمه هو و ليس انا...
انا زوجها ..
انها تخونوني في أحلامها....
هذا غير عادل ..
انا زوجها ....
انا احبها...
خرجت من الحميات لمستشفى الطب النفسي ،
قال الطبيب انها مريضه للغاية و ان حزنها قد زاد بسبب عنفي الجسدي و النفسي اتجاهها ..
ولكنني محق...
انا زوجها....
انا زوجها....
و هناك قررت قرار لربما سوف اظن اندم عليه لبقية عمري...
لاتخلص من حبها له يجب ان يقولها بنفسه لها....
نعم ..
احضرته و احضرت والدته و اخته و هددته انه ان لم ينفذ اوامري فلن ارحمهما...
كان يبكي ...كان يحبها...
كان يحب عفاف...
وكانت عفاف تحبه...
تلك النظرة في عيناها...
كانت تلك النظرة في عيناه ...و لكن لا...يتحبني انا
انا زوجها...
ذهب لها في المستشفى و اخبرها انه لا يحبها و انه قد تزوج و في طريقه ليصبح ابا و لا داعي ان تضيع حياتها لاجله بعد الان ، فلتحب زوجها و تتأقلم مع حياتها الجديدة ...
وذهب....
لم تنطق بحرف ظلت واقفه في مكانها تنظر للا شيء لمدة خمسة عشر دقيقة ، ثم...
توجهت للسرير و نامت ....
نامت نوم عميق....
كنت انا ارها من نافذه قريبة ،
عفاف لي الآن...
ستحبني انا...
انا زوجها...
و لكن....
عفاف لم تعد لي....
ل
بل لم تعد ابدا....
لقد ذهبت في رحلة النوم الابدي....
قال الطبيب ان قلبها لم يتحمل الحزن و توقف....
عفاف لم تحبني....
وانا احب عفاف....
تمت.

قصص العاشرة مساءًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن