تعرفت على صديقة جديدية

154 39 4
                                    

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و براكته.

مر شهر على أول دخول لي إلى الجامعة، تأقلمت فيه على النظام الجديد، و كونت صدقات عديدة مع شباب و بنات، و لكني دائما أتضايق من فتاة تدرس معي في نفس الدفعة فتاة مختمرة دائما تأتي لي و تبدأ في أملاء النصائح كأن ألبس الحجاب الشرعي و لا أكون صداقات مع الشباب ....إلخ و طبعا أنا لم أكن أعيرها اهتماما و اعتبر كل نصائحها تشدد لا لازمة منه، و لأكون صريحة كانت في بعض الأحيان تأثر في خاصة عندما تستدل على كلامها بآيات قرآنية و أحاديث نبوية و لكني كنت أتقمص دور غير المهتمة و أبتعد عنها سريعا كي لا تأثر في أكثر، كانت هذه الفتاة تدعي مريم محبوبة لذا الجميع و الكل يشهد بقمة احترامها كما اجتهادها، كانت في بعض الأحيان تأتيني أفكار لأقتنع بكلامها و لكن سرعان ما تتبخر وأعود إلي فكرتي الأولى و هي أن نصائح مريم كلها تشدد لا لازمة منه.
قبل أسبوع كنت ذاهبة للجامعة عن طريق الباص بما أن الجامعة بعيدة عن بيتي جدا، و أثناء الطريق انقلبت الحافلة و الحمد لله لم أتأذى كثيرا فقط جروح سطحية بينما العديد من الأشخاص توفوا، بعد أن تعافيت قليلا بدأت أسترجع تلك الحادثة و أحسست أنها إشارة لي، و بدأت أتخيل نفسي لو كنت مت فتلك الحادثة و طرحت على نفسي سؤالا : كيف كنت سأقابل ربي؟ أحسست حينها أنني مقصرة للغاية في العبادات فحتى الصلاة لم أكن أصليها،في اليوم التالي، ذهبت إلى الجامة ثم بحثت عن مريم فوجدتها جالسة على إحدى الطاولات في الكافتيريا فذهبت نحوها سريعا، و طلبت منها أن تساعدني لأكون ملتزمة، فابتسمت لي و قالت لي أنها ستساعدني و تمشي معي خطوة خطوة فرحت بكلامها كثيرا و من ذاك اليوم أصبحت صديقتي المقربة بدلا من لين التي كانت رفيقة سوء و التي كانت ستأدي بها إلى المهلكة.

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

صفحات من مذكرات تائبة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن