5- شبح آخر الشهر | بقلم أحمد نيوترون

84 2 1
                                    


القصة ضمن الجموعة القصصية المميزة "القطة أكلت عيالها".وتعد كـ قصة رعب ضمن تصنيف والقصص الغرائبية.القصةكانت احدى ليالي الصيف الدافئة، السماء صافية تماماً، والقمر بدأ ينحسر كما يفعل نهاية كل شهر، بدى محمراً كأنه ينزف ويتوجع، مع ذلك بدا ساحراً متلألئاً كزمردة.قبيل الفجر كنت وحيداً قرب نخلة جدي، أطالع السماء وعيناي تتمعنان في القمر بإعجاب. بينما زعاف النخلة تتخلل مشهدي الفريد، مضفية عليه جمالاً فوق جماله. نجمة واحدة في السماء تلمع بين حين واخر، شأنها شأن مصباح أمام أحد المنازل القديمة قبالتي على مسافة ليست بالقريبة.تلك الدار من الطوب اللبن المتلاصق بكتل أخرى من الطين، ترك الزمان عليه أثره حتى صار كهفاً طينياً. يبدو مهجوراً، إلا أن صاحبه يتردد عليه بين الحين والاخر، أما اليوم فلم يزره.تأملته طويلاً حتى انطفأت إضاءته المترددة على حين فجأة واختفت ملامحه في الظلام، ولم يتبقى لي سوى ضوء القمر، ولا يتسنى لي رؤية الكثير به.هبت بعض نسمات الهواء، داعبت خدي ووريقات الأشجار حولي لتعزف موسيقى ساحرة. غرقت في خيالاتي وقتاً ليس بالقصير، وقفت قليلاً على أطلال قصة حبي القديمة، حتى خلت شبحاً يسير في الأفق قرب الدار الطينية.كانت الرؤية متعثرة إلى أقصى درجة، مع ذلك ضي القمر الخافت على ثيابه السوداء، أو هكذا بددت في تلك الظلمة القاتلة.بدأت أتعرق وسرت في جسدي قشعريرة غريبة مرتين ولربما أكثر، وهذا نذير شؤم إن صح التعبير.اختبأ الشبح بين الأشجار المتفرقة على جانبي الطريق، حسبته وهم لا طائل منه حتى لاح من جديد في الأفق، وهذه المرة أقرب، بدا شعره الأبيض الكثيف الأشعث مرعباً ، كان طويلاً لدرجة يلامس معها الأرض، ملابسه سوداء داكنة متهتكة، تحيط رأسة هالة سوداء كمن يقصد الإختباء.خرجت دقات قلبي عن السيطرة، تسارعت نبضاته، شعرت بإندفاع الدم بقوة لرأسي لازمني معه صداع مزمن، أصبحت الرؤية ضبابية، زاغت عيناي، وأختفى الشبح. قد يكون موجوداً مكانه ولا أراه، لكن أقسم لك أن أنفاساً ساخنة تحرق عنقي من الخلف هذه اللحظة، تباطأت ضربات قلبي بشدة، آخذ أنفاسي بصعوبة بينما لا أستطيع السيطرة على ارتعاد أوصالي زاد الصداع وغشيت عيني غمامة سوداء قبل أن أشعر بيده الضخمة على كتفي.آخر ما استطعت رؤيته بطرف عيني هو مخالبه الثلاثة الحادة للغاية، وآخر ما سمعته كان صوتاً اقرب لفحيح أفعى يقول: ما كان عليك رؤيتي.واسود كل شيء...

قصص قصيرة بالعربيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن