جَوربٌ مفقود

58 3 0
                                    


12 فبراير 1:37 منتصف الليل

تسير بجواربها في الاروقة العاتمة و الجو صقيع متفقدة ما اذا كان الجميع نائما في وقت كهذا، دعونا نكن صريحين، هي تحبهم و تخاف عليهم و مستعدة ان تمنحهم العالم فهم كل ماتملك، لكن هذا لايمنع من شد احزمتها باحكام عليهم، في النهاية هي ادرى بما فيه خير لهم منهم.....

وقفت امام نافذة اخر الرواق تنظر الى الفراغ، غاب ذهنها عن العالم و هي تسترجع شريط اليوم بأكمله، فهو كالعادة مميز كأي يوم، مالذي قد يميزه غيرهم، فهم ماتستند عليه سعادتها و ما تتشبث مهجتها به،اغمضت عينيها ببطئ و اسندت رأسها على زجاج النافذة الشبه متجمد لكنها لم تشعر به، و واصلت افكارها التي لا تنقطع عنها،في اي زمن كان، كان مايشغل بالها شيئ واحد، لنقل اشياء... لكن تجمعهم المكانة الواحدة في فؤادها الذي لم تعتقد يوما انه سيسع انسانا، فكيف وسعهم جميعا...

قاطع عالمها اللاواعي صوت ارتطام خفيف في باب الحجرة، عرفت من يكون دون حتى ان تلتفت
«عد ادراجك دونغهيوكي اعلم ما ستفعل» نبست بصوت عميق «لكن...انا فقط»«لا تحاول اخبرتك ان هذا ممنوع» قاطعته قبل ان يبرر فهي تعلم ماسيتفوه به ككل مرة... نعم كيف لا و هي تعرفه و تعرفهم اكثر من انفسهم حتى.... بالاضافة الى انها تمنع ذو الثمان سنوات من وجبات منتصف الليل فقط لانها تضر بصحته... كما انها تحرص على اطعامهم بشكل جيد و حريص، مما يعني انهم لن يجوعو ليلا، لكن من يقنع صغيرها هيوك بهذا

12 فبراير 7:49 صباحا

كم محظوظون هم من يستيقظون على صوت المنبه او اي صوت اخر، عكس احدهم هنا، من يستيقظ على عواء ذي السنة و نصفها، اجل واللعنة لقد وقع من السرير مجددا، كيف هذا و هي تشد احضانها عليه ليلا، حملته بين ذراعيها مسندة ذقنه الصغيرة على كتفها تربت على ظهره الذي كان بحجم كفيها تقريبا...

«رون صغيري لما تستمر في فعل هذا»، نبست دون انتظار اجابة، كيف سيجيبها و هو لا يعي شيئا مما تقوله، تنهدت و هي بنفس الحالة واقفة تشد حضنها على رون تحاول جعله يغفو مجددا، فجأة فزع كل منها و من صغيرها بسبب طرق الباب العشوائي المفاجئ، «امي...افتحي...اريد ان اريك ثيئا» وضعت رون على السرير بقلة حيلة و ذهبت تفتح الباب ترى مالشيئ الخطير الذي سيريها ذو الخمسة اعوام... اذ به يقف امامها فخورا واضعا اخاه ذو الاربعة ملطخا بكل الالوان التي هي لم ترها من قبل حتى، ابتسمت بتكلف تحت الصدمة،
«هين...ماهذا»
«جعلت جيم يبدو اجمل» اجابها بثغر تشقه ابتسامة فخر و حماس عريضة«كلا هين لم تفعل...اقصد...مهلا!!» فجأة ايقنت انهم بمشكلة عويصة بسبب هذا المبدع كما اطلق على نفسه...«من اللعين الذي لمس علبة الواني و افرغها» تجمدت مكانها تحاول ايجاد طريقة تمنع فيها هذا الاخر من افتراس الصغيرين، ماذنب جيم! هو مجرد لوحة بريئة لفنون اخيه...

خبز بمربى الفراولة | Bread with strawberry jam حيث تعيش القصص. اكتشف الآن