رجل و معطف

3 1 2
                                    

وقفت على الشاطئ، يديها متشابكتان أمامها، وعيناها تتأملان الأفق البعيد. كان النسيم البارد يتلاعب بشعرها بينما تراقب الأمواج الهادئة تتلاطم برفق على الرمال. بجانبها، كان جايمين الصغير يلعب ببراءة، يركض هنا وهناك، مستمتعًا بحرية المكان.

عادت بذاكرتها إلى ما حدث قبل قليل في مكتب جوني . كيف واجهته بصمت وهي تحاول فهم دوافعه. لماذا يتصرف هكذا؟ لماذا يسعى لتدمير حياتها وحياة الأطفال؟ لم تجد إجابة. بينما كان تشيتابون يقف خلفها، ينظر إلى جوني بسخط مكتوم، دون أن ينبس ببنت شفة. الجو كان متوترًا، مثقلًا بالكلمات غير المنطوقة.

قطع صوت ضحكات جايمين أفكارها. نظرت نحوه لتجده يركض باتجاه البحر، فصاحت باسمه بقلق، "جيم! تعال إلى هنا!" توقف الصغير للحظة، ثم عاد يركض نحوها، ضاحكًا. حملته بين ذراعيها بقوة، ضمته إليها وكأنها تحميه من كل مخاوف العالم. وضع رأسه الصغير على كتفها، وشعرت بدفء حبه يملأ قلبها.

تسللت الذكريات إلى ذهنها، عائدة بها إلى ذلك اليوم قبل أربع سنوات، عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها. كانت الحياة قد قست عليها بشدة في تلك الفترة، وكان الشاطئ هو ملاذها الوحيد من العالم الذي لم يمنحها لحظة سلام. في ذلك اليوم، بينما كانت تسير على الرمال، وجدت جايمين ملقى على الشاطئ، ملفوفًا ببطانية صغيرة، ووثائقه مربوطة في كيس صغير على ظهره.

تذكرت كيف حملته بين ذراعيها لأول مرة، وهو يبكي بخفوت، وكيف شعرت بأنها وجدت جزءًا من نفسها كان مفقودًا. منذ ذلك الحين، أصبح جايمين جزءًا لا يتجزأ من حياتها. اصبحت على يقين انه مثل ما نجى هو من قارب الموت.. ستنجو هي من هذه العاصفة التي هبت في حياتها من العدم.. لم تعد تأتي إلى الشاطئ إلا برفقته، لأنه أصبح رمزًا لبداية جديدة، أمل وسط ظلام حياتها. جايمين ، الذي يحب الشاطئ كثيرًا، لم يكن يعلم أنه وُجد هنا، في هذا المكان الذي يمثل له السعادة والحرية.. هو نفسه المكان الذي لو لم تجده في الوقت المناسب لكان مات فيه.. كيف لا و هي وجدته ازرق الجسم من شدة البرد

في جهة أخرى من الشاطئ، كان تشيتابون يجلس على صخرة كبيرة، متذمرًا كالعادة. "لماذا دائمًا يجب أن أكون المسؤول عنهم؟" قال بغضب وهو يراقب الأطفال حاملا شوتارو في حضنه لانه كان نائما بسلام و كل هذه الضوضاء حوله و رونجين يقف و يسقط مرارا محاولا الركض معهم .. كان هيندري يركض وراء دونقهيوك محاولًا إلقاء الرمل عليه، بينما كان سونقتشان جالسا على صخرة اخرى متظاهرًا بأنه غارق في الافكار و الاحاسيس فقط ليجذب الانتباه . تشنلو كان يحاول بناء قلعة رملية، لكن جونقوو و يانقيانق استمرا في هدمها عمدًا وهما يضحكان بصوت عالٍ متجاهلين احباط تشنلو..

"توقفوا عن الركض! ستسقطون وتؤذون أنفسكم!" صاح تشيتابون ، لكن لا أحد أبدى اهتمامًا لكلماته. بدأ يشعر بالإحباط أكثر، خصوصًا عندما قفز جايمين من ذراعيها وركض ليشارك الأطفال في اللعب. حاول التمسك بجزء من هدوئه، لكنه لم يستطع منع نفسه من التذمر. "لماذا أُجبر على التعامل مع هذا الفوضى؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خبز بمربى الفراولة | Bread with strawberry jam حيث تعيش القصص. اكتشف الآن