اقتباس من الفصل السابع

1K 13 0
                                    

وقفت قبالتهم تحدجهم بنظرات مستنكرة هاتفة  بغل مكتوم: تتكلمي أنت يا صَبا ولا أتكلم أنا؟
رمقتها صبا بعدم فهم
بينما الجميع راحوا يحدقون بها باستفهام فاستطردت حديثها وهي تفح من بين أسنانها كأفعة رطاء: آه يبقى أتكلم أنا.
دنت من صَبا بخطوات واثقة حتى باتت قبالتها ترمقها بعدائية شديدة وهي تشير عليها بسبابتها باستحقار: الهانم بنتكم صاحبة الصون والعفاف عينيها من جوزي.
اتسعت حدقتا صبا بعدم تصديق بينما الجميع اجتاحتهم صدمة عنيفة مما يستمعون إليه.
فصاحت الحاجة سعاد تخاطبها بتعنيف: إيه اللي انت بتقولبه ده يا زينة أنت اتجننتي!
ابتعدت عن صبا بضع خطوات حتى أصبحت أمام الجميع مردفه بكل الغيرة التي تعتمر في صدرها: لا ما اتجننتش يا طنط بنتك المحترمة البريئة بتشاغل جوزي.
خرج الحاج كامل عن صمته مقاطعا إياها بحدة أفزعتها: بس لحد هنا وكفاية يا زينة مش هسمحلك تتكلمي نص كلمة عن صَبا الكل هنا عارف أخلاقها صغير وكبير.
أطلقت ضحكة رنانة مستهزئة مغمغمة ببرود: أبوة ما أنا واخدة بالي مهو واضح الاحترام أهو
بتشاغل واحد متجوز وعنده ولاد.
هبت السيدة سعاد بغضب عاصف تدنو منها كي تتهجم عليها لكن صوت الحاج سعد الذي كان يتابع ما يحدث في صمت أوقفها هادرا بحزم: استني عندك يا سعاد.
انصاعت الأخيرة لطلب أخيها الأكبر وعادت أدراجها تجلس بجوار زوجها.
تساءل الحاج سعد بمهادنة: صحيح الكلام ده يا زينة ولا.
قاطعته بغضب حارق: أيوة صحيح يا عمي وعندي دليل كمان.
وجهت نظراتها صوب صبا التي ما زالت مصدومة مما يحدث فهي لم تتوقع ولا تتخيل ما يحدث معها حتى في أسوأ كوابيسها
فمتى وكيف علمت زينة بمشاعرها تجاه زوجها لطالما أخفت ذلك الحب بداخلها ولم تبوح به لأحد.
ساورتها الشكوك تجاه عزة شقيقة عمار لكن عزة وزينة لا يتفقان لطالما كانتا مختلفتان.
إذا من أين علمت زينة بهذا؟
استفاقت من شرودها على حديثها اللاذع: تنكري انك بتكلمي جوزي في التليفون.
هزت رأسها نفيا وفتحت فمها لتبرر لكن صوت زينة المرتفع: أهو شفت يا عمي ما انكرتش انها بتكلم عمار في التليفون بالليل وأنا آسفة جدا لو صبا ما بعدتش عن جوزي أنا هعملها فضيحة في الحتة كلها وقد أعذر من أنذر.
أطلقت كلماتها كالرصاص واندفعت للخارج
وهي تسب وتلعن في صَبا التي انهمرت دموعها قهرا وخجلا.
رفعت بصرها لتبرر ما حدث لكن تجمدت الكلمات فوق شفتيها عندما وقع كف والدها فوق وجنتها بعنف جعلها تسقط أرضا هاتفا بغضب: أعمى: يا خسارة تربيتي فيكي لا أنت بنتي ولا أعرفك.
دنا منه السيد سعد جاذبا إياه مغمغما بتأنيب: ليه كده  يا حاج تعالى بس ننزل تحت شوية لحد ما تهدى.
رمقها والدها باشمئزاز ودلف للخارج بصحبة السيد سعد الذي يتمتم بكلمة واحدة: لا حول ولا قوة إلا بالله.
هرولت السيدة سعاد وانحنت أمام ابنتها التي خارت قواها وسقطت أرضا تبكي بهستيريا تضمها إلى صدرها هاتفة بحنو: متبكيش يا صبا أكيد في حاجة غلط أنا عارفاكي كويس ده أنا اللي مربياكي يا بت.
تشبثت بحضن والدتها وهي تغمغم من وسط دموعها: حسبي الله ونعم الوكيل.

#اقتباس
#رواية
#في_غياهب_القدر
#بسمة_بدران
لقراءه الفصل السابع قبل نزوله 👇

https://rewaiyawhekaya.blogspot.com/2022/10/Fi-3yaheb-elkader-compl.html

في غياهب القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن