أعلم أن المعاناه تضيف تشويق الى القارئ
لكن ألا يكفي ما نواجه من معاناه يومية .. العمل .. المسئولية .. الأطفال و غيرهم
لما نشق على انفسنا باللجوء الى ما يزيد من ذلك لا أفهم الاشخاص الذين يبحثون عن ذلك النوع من الكتب أو الافلام لكن لابد من ان لديهم سبب لذلك عساى افهم يوما .. او يخبرنى احدهم .
أسمي رهف ..
أنا فتاه مدللة لا يمكنني أن أنكر ذلك فتاه وحيدة لاسرة ميسورة الحال .. درست بالخارج لتتم خطبتى لأحد معارف ابي عند عودتى أحمد شاب جيد للغاية يساعدنى فى التقرب اليه حتى موعد الزواج
يتمتع بذكاء اجتماعى ملحوظ ساعده كثيرا فى اعماله .
لكن على عكس نظامي المعيشي و الغالبية العظمى فى وسطى .. أحمد بسيط المظهر للغاية فيما عدا الاجتماعات المهمه او ما يشابهها لا أفهم لما .. لما لا يتمتع بما يملك من اموال و دائما ما يبدي اعتراضه على نظامى الترفى كما يطلق على ..
ذات يوم كان من المفترض أننا سنخرج سويا بعد أن ينتهى من عمله لكنه فى اخر لحظه أتصل بي يبلغنى بتغيير فى الخطه سنذهب الى عائلته .. احبطنى الامر قليلا كنت أريد أن اتنزه قليلا لكن لا بأس .
حضر أحمد فى موعده كالعاده متجهين الى منزل والديه .. قال لى معتذرا :- أسف لأنى افسدت عليكي يومك ..
كالعادة احرجنى أدبه معي قائله لا عليك لكن ألم يحن الوقت لأفهم سبب طلب والدتك المفاجئ لرؤيتى .
قال لى بينما لم يحد بنظره عن الطريق :- فى الحقيقه انها رغبتي أنا فى رؤيتك لأمى .
لم أفهم ما قال لكنى التزمت الصمت ..
وصلنا الى المنزل انه منزل بسيط مثل أحمد تماما كان المنزل ملئ بالعاملين عكس ما ذكر أحمد لي سابقا .. شددت طرف قمصيه نظر الى يدى ثم الى باسما فقلت هل هناك حدث اليوم قاطعتنا والدته :- رهف عزيزتى انتي هنا .. كيف حالك يا ابنتى انا جد سعيده بوجودك معي اليوم .
- أنا بخير الحمد لله .. كيف حالك ؟ .. أنا ايضا سعيده لتواجدى معكى اليوم لكن الحقيقه أنا لا أفهم ما المميز فى اليوم .
قالت :- هيا أحمد أذهب لتبدل ملابسك , ثم التفتت الى قائله تعلمين أن رمضان اقترب نحضر فى ذلك الوقت صندوق للطعام .
قلت لها مستعجبه :- يمكن أن تشترى تلك الصناديق جاهزة لم المشقه اذا .
قالت انها ليست مشقه يا عزيزتى لن تفهمى ذلك الشعور الا عند تجربته .. ذلك الرضا عن النفس و السعاده التى تغمر قلبك عندما تشعرين انك ادخلتى السرور على قلب أحد انه شعور يذيب كل تلك المشقه يا حلوتى .
أمسكت يدى و قالت هيا بنا .
حقا لم اشعر بذلك الارهاق فى حياتى قبلا كان يوم طويلا بداية من وضع الكراتين و عد المطلوب بالعدد بها و تغليفها ثم ياخذها العاملين الى السياره الى ان انتهينا كنت ابحث عن الكرسي كطوق النجاه لكن لم تكتمل فرحتى لاكتشف أننا من سيوزع تلك الصنايق حقا لذلك بدل أحمد لبسه بزى رياضى .. لن أرحمه لما حدث فى اليوم .
لكن تلك السعادة و البسمة على وجههم عندما وزعنا عليهم الصناديق لم اشعر بذلك قبلا كانت والدته محقه .. محقه اكثر مما كانت تعني .
أتت أحدى السيدتات العجائز ربتت بحنان على خدى قائله :- كتب الله لك الهناء دائما يا بنيتى و ما اشقاكى ابدا .
اتسعت ابتسامتى .. رفعت راسي لأري أحمد ينظر الى و هو يبتسم .. اخفيت ابتسامتى سريعا
قال : رايت ابتسامتك لا تنكرى .. نظرت الى الارض و قلت له : لا لم أبتسم ارهقت كثير اليوم هيا نعود الى المنزل ..
ضحك ثم قال : هيا رهف اعترفى .. انك لم تشعرى بتلك السعاده قبلا هيا .
قلت له :- لن أعترف هيا بنا ارهقت كثير .. أبتسم ثم اشار الى السياره : عزيزتى المرفهه هل تسمح لى بذلك الشرف .
رفعت راسي فى غرور قائلا : أجل سامنحك ذلك الشرف .
كان يبتسم الى برضا .. لن انكر .. أنا كنت ابتسم لنفسي بذلك الرضا .. تلك المعاناه التى تجنى رضا .