عندما غادرتُ من لقائي الصحفيّ مع دينا ذهبتُ إلى منزلي ركضًا، فأنا كنتُ على
وشك اللحاق بزوجها، وتم القبض عليها وزجّها بالسجن هي وتلك السيدة التي كانت معها، وبعد مرور أسبوعًا من تلك الأحداث، ها أنا سأذهب للقاء صحفي آخر مع المتهمة "أروى"، كانت فائقة الجمال بحق، فهي ذات بشرة بيضاء وردية زُيِّنت بالنمش الرقيق على وجنتيها وأنفها، وعيناها بُنيتان وواسعة مع وجود رموشٍ كثيفة، جلستُ أمامها وجدتها تنظر ليديها، حمحمتُ ثم تساءلتُ ببسمة بسيطة_مرحبًا أروى، كيف حالكِ؟
نظرت لي ثم أومأت محركة رأسها فقط ملتزمة الصمت، فأخذتُ شهيقًا ثم عدت أتساءل
_من أين تريدين أن نبدأ حديثنا؟
_كما تحبين.
أردفت بصوتٍ رقيق، فكيف لكل تلك البراءة ارتكاب جريمة قتل بشعة!
نظرتُ لمقلتيها ثم تحدثتُ باقتراحٍ_حسنًا عرفيني بكِ.
أخذت هي شهيقًا عميقًا ثم زفرته على مهل، مجيبة
_كما تعلمين فأنا أُدعى أروى، تم عقد قراني بسليم قبل أسبوعٍ، كنت أحبّه كثيرًا وكذلك هو كان يبادلني ذلك الشعور، تعرفتُ عليه منذ أربعة أعوام عندما كنت أدرس، وأخبرني أنه يريد أن يتقدم لخطبتي وبالفعل تم ذلك في أجواء هادئة.
نظرتُ لها كي تتابع حديثها، فاسترسلت
_ومنذ خطبتنا أو بالأحرى ارتباطنا رسميًا وهو يعاملني أفضل معاملة يُمكن أن يقدمها شخص على ذلك الكوكب، فكان حنونًا وحسن الخلق أو ذلك ما ظننته، وعندما أتى يوم زفافنا هنا كانت الصدمة..
بدأت عيناها تذرف دموعًا ولكنها جففتها سريعًا، نظرتُ لها بشفقة فأخبرتني برجاء
_هل بإمكانني عدم الاسترسال في الحديث؟
_بإمكانكِ الهدوء ومن ثم أكملي، وأنا هنا بانتظاركِ.
نظرت لي وهي تومئ برأسها، فأعطيتها منديلًا ورقيًا حتى تجفف دموعها المنهمرة على وجنتيها، شكرتني ثم أطلقت تنهيدة طويلة قائلة بين طياتها
_قبل زفافنا بيومين تقريبًا، لاحظت اضطراب معالم وجهه، تغيراته معي، ينظر لوجهي كثيرًا دون مبررات ومعالم وجهه لا تنذر بالخير، فبشرته البيضاء تحولت إلى الصفراء ولجميع ألوان الطيف، ظننت بأن ذلك توتر ما قبل الزفاف أو ربما هو مصاب بالإسهال أو الحمى.
كلما تحدثتُ إليه وأخبرته بأن يخرج ما بجبعته كان يصدني ولا يتفوه بشيء، على الرغم من وجهه الذي يحمل الكثير والكثير ونظرات عيناه التي اكتست من الحدائق السوداء لونًا أسفلهما كانت عميقة، ألحيتُ عليه كثيرًا وكررت الأمر عليه مرارًا وتكرارًا ولكنه لا يخبرني بالحقيقة، فمرةٍ تحجج بكونه مضغوطٍ ومرةً أخرى أخبرني بأن عمة والدته المتوفية منذ قرون أُصيبت بالرعاش ولذلك هو حزين.
أنت تقرأ
جرائم حواء
Humorساندرا فتاة إعلامية تخرجت منذ عامين من كلية الإعلام وتحب مهنتها بشدة، تبحث وراء المتهمات اللاتي لا يقتلن سوى الرجال! يالها من مهمة صعبة .. تُرى ماذا ستفعل ساندرا؟