صديق قديم

36 5 2
                                    

قلقت مريم على ياسر وما يفعله من كم المشاكل التي لا يبالي لها ولا يبالي لأحد ولا يستمع لنصائحها، شردت مريم بذهنها لبضع لحظات ثم قالت :
_في مصايب تانية في الطريق ولا كفاية كده النهاردة؟
_ لا بصراحة مطلبتش تاني يا مريم تحبي اطلبلك معايا معايا كولكشن آخر روعة تحبي تشوفيه ؟
_لا والنبي كفاية نحل الكولكشن ده ونرتاح وبعدها نبقي نشوف .
بدأ ذهن ياسر بالتفكير فيما يملكه الآن في يده وكيف يساعد ذلك الفتى من دون معرفة أحد ؛لكي لا يصاب ياسر ومريم بأي مكروه، ثم تحدث قائلا.
_طيب هنعمل أيه؟
_دلوقتي هنعمل مش كنت بتعمل من دماغك كل حاجة يا أستاذ.
_يا مريم خلاص بقى ما تبقيش ماسكة على الواحدة كده.
كانت مريم تعرف جيدًا أنها لا يمكنها ترك ذلك الأبله بمفرده في تلك المشكلة، وعليها حلها معه ثم قالت .
طيب سيبني دقيقتين أفكر.
_تحدث ياسر بسرعة قبل أن تكمل كلامها هاه فكرتي؟
اه قلبي ياني أنا قولت هتموتني أصبر يا ابني أنا لحقت.
شردت مريم مرة أخرى لبضع لحظات بدأت تفكر، ثم تحدثت في ذهنها "لايمكن ياسر يوافق بكده ده محدش بيطيق التاني فيهم ولا أكنهم واكلين ورث بعض، بس ياسر لازم يوافق وإلا هنروح في داهية كده"
قطعت مريم ذلك الحديث بداخل رأسها ثم قالت.
_ هتسمعني المرة ديه يا ياسر وتنفذ اللي هقولك عليه ولا هتعمل بدماغك ؟
بدأ ياسر الإعتراف أنه يجب أن يوافق على كل ما تقوله مريم من أجل حل تلك المشكلة، ومن أجل أيضًا مساعدة ذلك الفتى.
_هسمعك يا ستي بس على صوتك شوية علشان وقعت على ودني وأنا صغير .
ضحكت مريم ضحكة صغيرة وتغيرت ملامح وجهها من استفزاز ياسر لها بكلماته ثم قالت.
_أقسم بالله معندكش دم مش عارف مين هتتجوزك على عبطك ده.
_أنت اكيد ،واحد عبيط زيي يتجوز واحدة هبلة زيك ونحتل المجتمع بغبائنا.
لمعت أعين مريم واحمر وجهها وخجلت من كلامه وابتسمت ثم قالت .
_خلينا في المصيبة اللي عملتها دي وسيبك من اللي هتتجوزك نبقى نشوف ليك واحدة تقبل غبائك.
بدأت مريم بالتفكير في محاولة معرفة من يمكنه مساعدتهم فيما وجده ياسر في حوزته، بعدما عاد من منزل ذلك الفتى، ثم علمت من يمكن الوثوق به ومساعدتهم ثم قالت.
_المهم يا ياسر أحنا لازم نروح لـ خالد وتحكي ليه على كل اللي حصل لغاية النهاردة .
اندهش ياسر مما تقوله مريم وهي تعلم أن ياسر شاب يحب المزاح والتجربة وخالد عكسه تمام فهو شخص جدي في الحياة وكلاهما لا يحب الآخر وقد يبلغ عنهم ويفقد ياسر ما هو مميز لديه.
_ بس أنتِ يا مريم عارفة إني مش بطيق خالد ده ولا بينزلي من زور، ثم يا ستي أنا بصراحة عايز اشوف التليفون ده في إيه من جوه ويمكن أعرف حاجات عن الواد، استني كده .
أمسك ياسر بالهاتف من يد مريم وبدأ يحاول فتحه.
_هيكون يعني إيه الباسورد بتاعه إيه يعني اكيد من واحد لعشرة.
صرخت مريم بصوت عالي..
ياسر أنت اتجننت دي اسرار ناس ما ينفعش تتجسس عليها ثم ياعم أنت عبيط ولا بتستعبط مين عامل باسورد زي كده اصلا.
_خلاص يا أبو العريف أنت اسكتي أكيد تاريخ ميلاده.
وبدأ يحاول مرة ثانية ثم قاطعته مريم مرة ثانية.
ارتفع صوت مريم بسبب ما يفعله ياسر وكيف يحاول كالمجنون لفتح ذلك الهاتف بكل الطرق ثم قالت .
_ياسر كفاية لغاية كده ورجع الموبايل مكانه وانسى موضوع الولد ده نهائي وأنت كلها شهرين وهتسكن معاه وهتعرف حاجات كتير عنه.
_يا مريم افهمي أنا لازم أفتح الموبايل ده مش يمكن ده السبب؟
ظهرت ملامح الذهول على وجه مريم مما قاله ياسر ،فقد يكون ما قاله صحيحًا وأن سبب ما فعله ذلك الشاب موجود بداخل هاتفه، ولكنها سرعان ما رجعت لعقلها مرة أخرى .
ثم قالت.
لا يا ياسر مستحيل أنا ما أقبلش أعرف حاجة عن حد هو مش عايز يعرفها ليا؟
_ اه فعلا بأمارة لما أنتِ عارفة كل تحركاتي وبتراقبيني؟
اندهشت مريم وبدأت تحاول اخفاء ذلك بأي سبب آخر قائلة.
اه علشان خايفة عليك من طيشك ده اللي ودانا في داهية.
_طيب معلش اقبلي آخر داهية دي مني هدية.
ضحكت مريم من كلماته .
ثم قالت والله هتجنني او هتجيبلي جلطة .
_المهم هجيبلك حاجة في النهاية مش زي الواد خالد ابن عمك ده.
بدأ ياسر محاولا إقناع مريم بما يمكن أن يوجد في الهاتف، ويساعدهم في معرفة فعلة الفتى ومساعدته فتحدث قائلًا.
_ثم يا مريم أمانة ما أنتِ كمان عايزه تعرفي إيه اللي في التليفون ؟ وكمان يا ستي يمكن ده يخلينا نعرف ليه حل ولا أنتِ شكلك مش عايزه يبقى ليا وجود علشان يخلالك الجو أنتِ وسي خالد بتاعك ده.
اندهشت مريم مما قاله ياسر وقالت .
_والله أنت عبيط يا ياسر يا أما أهبل، أنت عارف كويس أن أنا وخالد مش لبعض فبطل استعباط وأنت اصلا مش بتفهم في التكنولوجيا فـ يلا بينا لخالد يمكن يساعدنا.
_بس ده هيفضحنا يا مريم.
بدأت مريم تحاول إقناع ياسر بالموافقة على الذهاب لمنزل خالد وقص ما حدث وما فعله ياسر منذ بالبداية إلى ذلك الوقت، وبدأت تحاول إعطاء وعد له.
_لا أوعدك مفيش حاجة هتحصل، بس أنت كمان توعدني تحكي كل حاجه لينا.
اومأ ياسر برأسه معلنا موافقته على ما قالته ثم قال.
_حاضر يا مريم أوعدك .
ذهب ياسر ومريم إلى البيت الذي يقطن فيه خالد، وعندما وصلا أمام المنزل وقف ياسر وظهرت على وجهه علامات عدم ثقته في خالد وأنه قد يخبر الجميع ما فعله ياسر وسيكون سببًا في هلاكه .
ثم تحدث لمريم قائلًا .
_ أنتِ واثقة في خالد يا مريم، أنا ممكن أروح ورا الشمس يا مريم بسببه .
_ما تقلقش لو حصلت حاجة هنروح سوا ورا الشمس .
اومأ ياسر برأسه معلنًا موافقته على الذهاب معها إلى ذلك المكان ثم قال .
_إذا كان كده ماشي .
دخلت مريم مع ياسر المنزل بعدما أذن لهم بالدخول، ثم خرج لهم خالد ،كان شاب يقارب سنه ال ٥٢٠ سنة .
ويعادل عمره من عمر البشر 26 عامًا.

كان شاب طويل القامة، عريض المنكبين أصلع الشعر وبشرة تميل للسمار، وعيون سوداء تظهر ملامح الجدية على وجهه الدائري .

اندهش خالد من تواجد ياسر معها وفي منزله، وذلك بسبب أن كلاهما لا يطيق الآخر، بدأت النظرات الإندهاش على وجه خالد وينظر ويتفحص ياسر بكامل جسده، قاطعت تلك النظرات مريم قائلة.
_اخبارك إيه يا خالد
_الحمد لله تمام، أنتِ عاملة إيه، واخبار دراستك ؟
تمام الحمد لله.
تغيرت نبرة صوت خالد قليلا مُرحبًا ب ياسر
_ عامل إيه يا ياسر ؟
--الحمد لله كويس.
جلس الجميع أمام مكتب خالد ولازالت نظرات خالد لم تتغير، ثم تحدث خالد .
_خير يا مريم في إيه؟ في مشكلة معاكي .
هي المشكلة مش معايا مع ياسر وعايزاك تساعدنا، بس بشرط توعدني الأول إن مفيش حد هيعرف حاجة ؟
ظهرت الكثير من الأسئلة على وجه خالد ماذا فعل ذلك الشاب الطائش الذي لطالما لم يكترث لما يفعله طيلة حياته، وما تلك المصيبة التي تورط فيها ومعه ابنة عمي، ثم قاطع صمته قائلًا.
_أوعدك ازاي يا مريم هو أنا لسه عرفت المصيبة اللي عملها ياسر ده .علم ياسر أن كلامه صحيحا، وأن خالد لن يوافق على إعطاء أي وعد بدون معرفة ما حدث أولًا، ثم قاطعت مريم تفكير ياسر وقامت بالرد على خالد باتفاق كانت قد خططت له .
_خالد أنت إبن عمي وأنت أكيد مش هتضر بنت عمك وده اللي متأكده منه.
ابتسم خالد من كلماتها ثم تابعت مريم الحديث .
_أحنا هنعمل اتفاق كويس ياسر هيحكيلك على اللي حصل مقابل مساعدتك، لو رفضت كأنك مسمعتش حاجه منه بس توعدني الأول.

أومأ خالد برأسه معلنا الموافقة، ثم أشارت مريم لـ ياسر معلنة له ليبدأ بالحديث..

بينما كان يحدث في ذلك الوقت في بيت ذلك الفتى، استيقظ ذلك الفتى الذي يُدعى مالك وهو شاب في سن الثانية والعشرين من عمره طويل القامة ،ذو جسد رفيع، وجه طويل بعض الشيء، شارب صغير وذقن يوجد بها بعض الشعر الخفيف، أنف عريض مثل الأنف التي تحشرها مريم في حياة ياسر ،رغم أنه يحبها، وبشرة تميل للسمار وعينان بنيتان كـ كوب القهوة، وشعر مصصف أسود كظلام الليل ناعم مقصوص الجانبين  وتسريحة تميل على الجانب الأيمن .

استيقظ مالك من سريره وهو يحاول تذكر ما حدث في تلك الليلة ولكنه لا يكاد يتذكر شيئا منها حتى ظن أنه كان يحلم ولم يفعل شيئا بالأمس .

ابتلع ياسر ريقه بعدما  سمحت له مريم بالحديث، أخرج ياسر ذلك الهاتف ووضعه على مكتب خالد، اندهش خالد بما قد وضع أمامه وبدأ مذهولا ولم يرفع حاجبه عن ذلك الهاتف، حتى قاطع تلك النظرات ياسر بقوله .

_ سأحدثك عما حدث.

خفايا لا ترىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن