خفايا لا ترى

طفولة متأخرة.

أنا قولت جلاب المصايب.

سمع الجميع صوت جرس الهاتف ليعلن عن مكالمة جديدة وقف الجميع في صمت الجميع ينظر للآخر وبعد انتهاء أول مكالمة اتجه ياسر نحو الهاتف ليمسك به ويرى من المتصل.
كانت تلك الأغنية هي أغنية قديمة للمسلسلات الكرتونية.

نظر ياسر وأمسك بالهاتف ليضع شاشته أمام أعينهم ويخبرهم ماذا يفعل، في هذه اللحظة كانت مريم وخالد يكتمان أنفسهم من الضحك مما  يسمعونه من تلك الأغنية.
التي تقول .....

" نادوا الحبايب والخلان بسرعة لا الحلقة تفوتكوا ..
عايشين قرايب صحاب جيران في بيت جميل زي بيوتكم مع لؤلؤة وجدو ولولي غني ي حلوة معايا وقولي ..
ظاظا فظاظة وجرجير طازة ورد بيضحك بره الفازة عاملين زي نجوم السيما احمد رمزي و رشدي اباظة "
عم الضحك المكان بينما كان ياسر لا يبالي لهم وثابت على غير عادته التي كان عليها سابقًا، شخص يحب المزاح كثيرًا ولا يعرف للجدية طريق.

كان المتصل ذلك الفتى مالك بينما لم يجد هاتفه بعد استيقاظه من النوم، بدأ يبحث عن هاتفه ولم يجده وبدأ  يتصل من الهاتف الآخر الذي في المنزل.
اقترحت مريم وخالد بعدم الرد، وفعل ذلك ياسر ملبيا لطلبهم.
ثم وقع خالد ومريم من كثرة الضحك مرة أخرى.
بغضب شديد يملأ وجه ياسر وبجز على أسنانه، يتحدث قائلًا.
_ على فكرة مش حاجه تضحك.
نظرت مريم وخالد لبعضهما ثم أقتربت مريم بضع خطوات لتصل إلى ياسر وتضع يدها على جبهته، ثم تقول .
_ ياسر أنت عيان ولا حاجه؟ لا لا مستحيل يكون ياسر ده.
ياسر بغضب شديد .
_ لا مش عيان يا مريم وأنا كمان مستغرب زيكم أنا اه بحب الهزار بس مش لدرجة، إني أبقى عندي طفولة متأخرة كده ، و أبقى في الحقيقة طفل زي كده واغني الأغنية ديه.
ثم تابع .
_ أنا بدأت اتعصب من الواد ده هو يعني يا جد قوي يا طفل قوي، يارب ما يكون بيسمع دورا العامية.
قاطع ذلك الحديث خالد قائلًا.
_  خلاص يا ياسر خلينا في المهم، رجع التليفون ده النهاردة وخلي بالك منه بس من بعيد ومحدش يشوفك.
اندهشت مريم وفتحت عينيها وفمها بسبب ما قاله خالد ومن ردة فعله هذه، بينما كانت لا تتوقع ذلك حتى ياسر لم يتوقع ذلك منه، ثم قاطع خالد تلك النظرة بضربة صغيرة، أسفل ذقن مريم ثم قال.
_ اقفلي بقك ده الدبانه هتدخل فيه.
ثم أكمل .
_أنا عارف أنك يا ياسر أنت ومريم مستغربين اللي بقوله ده، بس هنا في عالم الظل ناس قليلة اللي بتكون مميزة وبيكون ليهم القدرة أنهم يشوفوا الظل بتاعهم ويساعدهم ومقدر مساندتك لمالك جدا كمان، بس ما تنساش تخلي بالك علشان لو حد شافك هتتمنع من إنك تظهر ليه نهائي.

شكر ياسر خالد وشكرته أيضًا مريم وطلبا منه الاستئذان والمغادرة.
وبعد مرور عدة أسابيع.

عاد مالك إلى المنزل وكان في حالة لا يرثى لها، بدأ يقف أمام المرآة يحادث نفسه.
_ أنا والله مش وحش، والناس كلها شايفه إني حد كويس، بس ليه مفيش حد بيقرب مني، ليه معنديش صحاب، وحيد في العيلة وهنا كمان .
كان في تلك الأوقات يراقبه ياسر من خلف الجدار، ينظر إليه ولا يقدر أن يفعل شيئا له، ثم قال في نفسه.
_ فقط بضعة أيام بضعة أيام وستعرف أنني بجانبك، سأكون ذلك الصديق الذي لم تكن تحلم به.

ثم ذهب مالك إلي فراشه، ممسكًا بهاتفه وبدأ يكتب، ولازال ياسر يراقبه.

أنا أعلم أنني شخص جيد كما يقول الجميع، ولكني لا أرى ذلك بعيني، لا أعلم إن كنت منافقًا أمام الجميع أم أن أعينهم لا ترى الكثير من الأشياء الحقيقية، لطالما وددت أن يكون لي صديقًا، يكون لي أخًا في هذه الحياة، تكون لي عائلة كالجميع، ولكن ربما القدر قد نسي وكتب في صحيفتي الوحدة، ولم يكتب شيئا سواها، ما أكتبه الآن لن يسر الجميع ولكن بات الأمر غير محتمل بات الأمر أكثر من عبء علي، ولكني أقسم للجميع أنني حاولت ألا أفعلها، ولكن ازداد الأمر سوءًا، الآن علي المغادرة المغادرة من الحياة لا أعلم هل سأبقى في قلوب الجميع أم أنني سأغادرها كذلك، فقط وقبل أن أغادر لم يكن هناك سبب واقعيًا لمغادرتي لذلك لا تختلق أسبابًا من عقلك، فقط أدع لي، وعلى قلبك السلام.

ثم ضغط مالك نشر وقام من فراشه، وبدأ يسير نحو ذلك المكان مثلما فعل سابقًا.

ارتاب ياسر من تلك الكلمات ولم يعرف ماذا يفعل لإنقاذه هذه المرة.
وحالما وصل مالك نحو الحافة، جلس وانزل قدميه نحو الحافة وبدأ يحاول انزال باقي جسده.
ثم سمع صوت من خلفه.
_ ماذا تفعل.