٩.

344 25 95
                                    

_

"أيبدو لكَ هذا و بالصدفة كمفَكِِ للبراغي؟"

القولُ الناقِمُ كان الفيصل الوحيد الذي جعله يحيدُ عن الشرود الذي بهِ خاض،
و بينما حدّق بغير تأكيدِِ حول مقصد القائل أعينهُ مادت نحو ما حمل بكفّهِ،

و الذي وببديهية فذة لم يكن مفكّ البراغي الذي طُلِبَ منه تمريرهُ.

ضد سيارة الـ 'فِيَات' العائد صنعها لبداية التسعينيات هو إستندَ، ملامحه المتسائلة جعلت من مرافقهِ يتنهد بيأس على الحال الذي غدا عليهِ و يقدم بالمقابل على أخذ مفَكِّه دون حاجةِِ ليد عونهِ،

"لم أكن لأطلبَ لو لم يقُم أحدهم بتعذيبي و جعلي أجابه الحياة بيدِِ واحدة"

جونغكوك تذمر و كعادةِِ مُغيضَةِِ حينما عاودَ الإنحناء لإصلاح السيارة بشغفه المعتاد،
و شخصٌ كجاي كان مدركا حقيق الإدراك أن غاية الأخير من قوله ما كانت غير رغبةً بدحضِ ذهنه عمّا يشغله،

و الذي مثّل الكثيرَ بلحظته هاته.

عقِبُ السيجارة الثالثةِ خرَّ راكعاً تبعاً للأربعِ قبلهُ حتى خالَ أنّه ما عاد لمُتنفسّهِ سبيل،

تلك كانت طريقته المُثلى بتشتيت ذاته عن التفكير لكن و حسبما يبدو لا مُشتّت لفكره حتى لو أجّجَ مجرى تنفسه بحد ذاته

عرج ببُن مقلتيهِ حذو الأفق اللاحِ من على مدلفِ المِرآبِ فما زاد تراكم السحب و جو الأعاصير العنيفُ غير غماماً فوق غمامهِ.

"أتسائل عمّا سلَب فكرك ليجعلك على هذا القدرِ من البلاهة"

بينما تخطى مقبع إستنادهِ، جونغكوك وئِدَ مقعد السيارة بُغية إختبار سلامة محرّكها،
فما إحتاج التوقع الكثير و لا الإنتظار الغفير حينما تلقى جوابه التنهيدة السابعة بعد العشرِ منذُ أن وطئ الزعيم حيز معملهِ

"لا تجعل للقلق سبيلا للتمكن منك،
لن يتمكن ذاك الداعر من إثباتِ أن الزيجة مفتعلة من قبل رجالك، و حتى لو فعل هو لن يجرؤ على مساسك بسوء كونه وحدهُ أعلمُ بكمّ الخسارة التي سيجابهها إن فعل"

حينما طالَ السكونُ -عدا عن صرصرة المحركِ التالفِ- أكبرهما إسترسلَ ويكأنه أوحِيَ إليه أن موضوع السيد الأعظم هو ما يتَذَيّل قوائمَ تفكير جاي،

"هل يتعلق الأمر بريكي؟"

بغير يقينِِ تسائلَ،
و حالما تلقى التنهيدة المثقلة،
جونغكوك أيقن أن المساعد المستاء توطد جزء من إنشغالات الزعيمِ.

-With a pinch of salt. | جِيمْ،واَوWhere stories live. Discover now