٢.

594 40 49
                                    

_

سماء الفجرِ لم تحمل نسيمها العليل المعتاد بهاته الصبيحة، بالمقابل هي أبدت تلبداً شديداً تزامنا و إنهمار أولى قُطيراتِ الغيثِ

الفعلة لم تشكل عقبة للماكثِ بأرضه على أية حال لأنه حتى و مع كرهه للجو العاصفِ هو أحب فكرة التعرض للمطر بهذا الوقت من اليوم و بهاته البقعة من المدينة.

أنامله إمتدت لإبعاد خصيلاته المبلولة و قد إكتفى بحجبِ بقيتها بفعل قلنسوة معطفه الخفيف،

هو لم يكن شخصاً شتوياً بإمتياز لكنه قرر أنه سيتجاهل هراء الجوّ و التركيز بسبب قدومه فحسب.

سحب هاتفه تفقداً للساعة كون الشمس لم تكن حليفته هاته المرة و قد تنهد حينما رأى أنها تكاد تبلغ السادسة من فجر يوم جديد

حينها بدا له أنه لن يراقب الشروق المعتاد و قد خمن أنه يجدر بموعد رحيله أن يُسَرّع.

أعرب عن تنهيدة متعبة شكَت ضياعه الشديد حينما عبثت أنامله بأكمام سترته و قد همس بنبرة هادئة وسط هدوء المكان حوله

"هل تعتقد أني فعلتُ الصواب بقبولي عرضه؟"

أخذ نفساً عميقاً آخر حينما إستمر الهدوء على ذات حاله ليسترسل بعدها

"أنا لم أملك حلاً آخر،
هو أخبرني أنه سيعتقني من مسألة ديْنكَ كما و سيساعدني بإيجاد قاتلك.."

"لازلتُ أعتقد أني إتخذت القرار الصائب على أية حال، ما رأيك؟"

بيدَ أنه لم يلقى الجواب الذي رغبهُ،
و مقابل مسألته المحيرة التي ألقى بها كل ما قابله كان الصمت و أحرُف إسم يانغ جونغهيون المطبوعة ضد شاهد القبرِ هنالك.

تنهيداته -اللاحصر لعددها- إستمرت بالصدور حينما لم يتلقى ما يخفف وطئة حيرته و بينما بعثر خصلاته بتشتت هو إستند بجبينه ضد رخام القبر المبلل،

العديد من الأفكار مضت تعصف بدواخله و قد ود لو أنه يتمكن من الحصول على النصيحة التي تخبره أن خيار قبوله هو الصواب و أنه لن يندم يوما على إتخاذه خطوة كهاته.

لكن وداده كان أبعدَ من أن يُحقق،
و الصمت الذي مضى يخيم على مقبع الموتى هذا كان على حاله ما لم يهمس بدوره وسط أصوات المطر الغزير.

"ليتكَ كنت هنا لتُسَوي خطأي أو تُدعّم صوابي"

هو إكتفى بقوله يفصح عن أمانيه التي علم أنها لن تُحقّق يوما و لم يدرك حينها كم من الوقت قضاه بالقرب من الرجل الهامد الذي أرهق كاهله برحيلهِ.

-With a pinch of salt. | جِيمْ،واَوWhere stories live. Discover now