رواية حب خارج القسمة
الفصل الثانى
بقلم / هدير خليلمسح أدهم وجه بعجز وآلم، لا يعلم كيف يتصرف معها وماذا سيفعل وهل من سبيل للخروج من هذه الكارثة دون إثارة الفضائح وتلويث سمعة عائلته وجلب العار لهم.. فهو لا يستطيع أن يتركها فى ثانى يوم زواج لهما... إذا فعل ذلك سوف تصبح علكة على كل لسان أهل البلد ولن يرحمها أحد وسيقطعون بـعرضها ولن يتوقفوا عند ذلك الحد بل سيكون هناك الأسوأ من ذلك... وسوف يدفعون جميع أفراد العائلة ثمن خطئها وفعلتها تلك من المؤكد أن الأمر لن يمر حينها على جده وعمه مرور الكرام فهو لا يرغب فى جرحهم بتلك الطريقة البشعه وحتى أخته سوف تنال منها تلك السمعه السيئه فهى ابنة عمه وعرضها من عرضه حتى إذا لم يكن زوجها كان سوف يطوله عارها... ليتنهد بغضب وهو يسأل نفسه لما فعلت ذلك دون أن تراعى ماذا سوف تسبب لوالدها و جدها و له؟؟!!! وعندما ذكر وشمل نفسه مع جده وعمه وقف عن إكمال حديثه مع نفسه وهو يبتسم بسخريه.. فهى بالتأكد لا تهتم لامره ولن تبالي لمشاعره فهى لو كانت تهتم لامره لكانت حافظة على نفسها من أجله ولكن ماذا وجد منها غير الغدر والخيانة.. أخذ أدهم نفساََ عميقاََ وزفره بتعب وأخذت الأفكار تتلاطم برأسه وهو يتسائل بـنفسه ماذا سوف يفعل معها الآن؟؟ وما المخرج من هذه الكارثة دون أن يجرح الجميع؟؟ ظل هائماََ حائراََ لا يعلم ماذا يفعل وما هو الذى سيحدث لاحقاََ؟؟ لكنه الآن يجب أن يبعدها عن أنظارهم حتى لا يراها أحد وحتى يعطى نفسه فرصه ليفكر بهدوء ورويد بهذه الكارثة وهو يتوعد لها بقسوة... تنهد أدهم بعمق قبل أن يضع يده على مقبض الباب ويفتحه بقوة ثم دلف خارجاََ من المرحاض بعد أن ارتدى ثيابه ثم اتجه بخطوات سريعة غاضبة لأحد أركان الغرفة حيث تجلس سارة التى تتكور حول نفسها بالم ورعب من القادم وحاول أدهم على قدر الامكان أن يتملك أعصابه حتى لا يتهور وأن يتحكم في انفعالاته وغضبه قليلاََ حتى يستطيع التفكير بحكمة وحتى لا يقدم على قتلها لكن بطريقة أشد ايلاماََ حتى يشعر بالراحه من هذا العذاب الذى يجتاح قلبه الآن... اخذ أدهم نفساََ عميقاََ بغضب ثم زفره ببطئ وهدوء وهدأ من انفعالاته وروعه قليلاََ ثم طالعها بنظرات هادئه حاده دبت الرعب والفزع فى اوصالها قبل قلبها وشعرت بالبرودة تسري في أطرافها من نظراته الحادة المرعبة قبل أن يفتح فاهه ويهتف بها بحده و ملامح ممتعضة ونفور وهو يكور قبضته بغضب وشدة حتى شعر أن اظافره تخترق كفه حتى يمنع نفسه من مهاجمتها مرة اخرى.
- قومى البسى أى هباب علشان هنمشى من هنا قبل ما حد يشوفنا ويشوفوا خلقتك دى.
نظر إليها أدهم بـإزدراء وأشار بسبابته بـإشمئزاز وإحتقار على وجهها الملئ بالكدمات والتشوهات.. كم كان يعشق هذا الوجه وهذه الملامح التى كانت بالنسبة له كالجنه ولكنه الآن يشعر أنه قطعه من الجحيم بحد ذاته وأصبح يثير اشمئزازه... لكن سارة لم تبالى لنظراته لها فـهي لا تهتم بما يشعر به اتجاهها وما هي الأفكار التى ترواده الآن نحوها ولكن هذا لا يعنى أنها لا تشعر بالتوتر والخوف من رد فعله القادم نحوها، فـهي تتوقع الأسوأ منه فـهو تحول لوحش أول مرة تراه بحياتها ولن ترى مثله أبداََ فقد كانت نظرات تتوعد لها وتقسم بالشر والويلات لتبتلع ريقها بصعوبة وتوتر بالغ قبل أن تهتف بتلعثم وخوف.
- هو... هو... احنا هنروح فين؟؟ هتوادينى لأبوى.
رفع أدهم عينيه سريعاََ وهو ينظر لها نظرات نارية مشتعلة من الغضب من كلماتها التى وقعت على مسامعه منذ ثوانٍ، ليسأل نفسه بأمتعاض وهو يضيق عينيه بحدة هل هي حمقاء ام انها تتدعي البلاهه أم ماذا؟؟!! ليلوي ثغره بأستهزاء ويتحدث بسخرية وهو يومأ برأسه بالنفى ويهتف بسخط وأشمئزاز وحدة.
- لا يا حلوه مش هواديدكى لأبوكى مش علشان سواد عيونك لا.
أقترب أدهم منها وأمسك فكها بقسوة وقد تخلي عن هدوئه وقد كانت أنفاسه قريبة تلفح بشرتها ورقبتها كانت أنفاس غاضبة حارقة، غمغم من بين أسنانه بنبره شيطانيه كفحيح الأفعى ممزوجة بالحقد والاحتقار.
- قبل ما ارميكى لأبوكى هأخد حق اللى أنتى عملتيه فيا.. أنا هوريكى النجوم في عز الظهر وبعدها هرميكى لأبوكى بس علشان الناس متأكلش وشنا لما يلقوكى راجعه بيت أبوكى من تانى يوم جواز ما أنتى فى الاخر مع الاسف تمسينى وتعريني.
دفعها أدهم بشده لتسقط على أرضيه الغرفه لتطالعه هي بعدم تصديق ورعب وقلق وغيظ وهي مازالت تكابر ولا تهتم له، فمن يكون هو ليُهينها بهذا الشكل هكذا لكنها ظلت صامتة حفاظاََ على حياتها فـهو الآن كالثور الهائج، ليهتف بجمود ودون اي تعبير على وجهه.
- يلا اتنبطى (قومى) أجهزى معاكى 5 دقايق عايزين نمشى من هنا قبل ما يصحوا ويشوفوا خلقتك دى ويسألوا على اللى حصل ساعتها مع الأسف مش هعرف الم الفضيحه.
حاولت سارة عدة مرات أن تستقيم من مكانها، ولكنها كانت بكل مرة تفشل بالنهوض من جلستها ولم تستطيع ذلك اطلاقاََ، بالطبع فهو لم يرحمها وعنفها وظل يكيل لها الضربات والصفات بقسوة وقوة، كان أدهم يتابعها بهدوء وحزن من بين اهدابه فـهو بالرغم من قهره منها وجرحه الذى مازال يئن وغضبه منها الذى يعميه ولكنه شعر بنغزة فى أيسره من هيتئها تلك وما فعله بها بيديه دون رحمة ولا شفقة ليغمض عينه لثوانٍ معدودة قبل ان يفتحها مرة أخرى بعد أن استطاع التحكم في مشاعره ورسم على وجهه الغضب ويكور قبضته محاولا التحكم بمشاعره نحوها وهو يصرخ بها بحده وشراسة.
- انجزى يلااا قومى مش هنقعد ساعة قدام سيادتك عشان نتحرك.
لتردف سارة بتلعثم وارتباك سريعاََ وهي تومأ برأسها له بخوف وفزع بنبرة منخفضة تكاد تسمع إلا أنها وصلت لأذني ذلك الأسد الجريح الذى يلتهمها بنظراته الغاضبة الحادة.
- ح... حاضر حاضر.
ذهبت سارة من أمامه بـلمح البصر وهي ترتعد خوفاََ وألماََ متجهة لغرفة الثياب بخطوات سريعة وهي تتحامل على الالامها وتجاهد بالتحكم بجسدها الذى يئن ويتمزق من بطش هذا الوحش بها، مدت سارة يدها وأخذت اول ما وقعت يديها عليه من ثياب بقلق وخوف ثم اتجهت بأتجاه المرحاض و دلفت لداخله وأغلقت الباب جيداََ بخوف من أن يلحق بها أدهم، لتفتح صنبور المياه وتزيل آثار الدموع من على وجهها بالمياه ثم أرتدت ثيابها سريعاََ خلال 5 دقائق فقط حتى لا تثير غضبه ثانيتاََ فـهي لن تتحمل المزيد من الضربات والصفعات، أما هو فظل جالساََ عينيه على باب المرحاض يترقب خروجها وهو يتأفأف ويهز قدميه بتوتر وغضب من أن يمر الوقت ويصحو الجميع من نومهم قبل ذهابهما... ثوانٍ معدودة حتى وجدها تدير مقبض الباب وتدلف خارجه من المرحاض وهي ترفع عينيها الخائفة له وتلعب بأصابعها بقلق وتوتر ثم همست بنبرة منخفضة مرتعشة خائفة.
- أنا خلصت.
انهت سارة كلماتها لتجد أدهم يرفع عينه لها وهو مازال على جلسته لم يتزحزح ونظر لها من أسفل لأعلى بــأعين كالصقر يتفحصها بـنظرات ثاقبة كانت سارة ترتدى فستان بسيط ضيق عند الصدر ويتدرج فى الاتساع لاسفل كان لونه نبيذي غامق وعليه حجابها باللون الأسود بينما أدهم كان يرتدى بنطال وقميص باللون الأسود... ظل أدهم يتفحصها وينظر لها بــ دقة مما زاد من توترت سارة وجف حلقها من نظراته الثاقبة الحادة، وقعت عينيه على وجهها المتورم من ضربه وصفعاته القاسية لها ليبتلع ريقه بحزن وشعر بـغصة في حلقه وألمه قلبه حزناََ على معشوقته وأمتعضت ملامحه ليشيح به بعيدا عنها وهو ينهض من جلسته وتحرك من أمامها وهو يسير بهدوء وخطوات استقراطية وهى تتبعه بصمت تام دون أن تنبث بحرف واحد، ليتوقف أدهم فجأة عن إكمال طريقه عندما وصل إلى باب الغرفة ثم ألتفت لها سريعاََ لتتراجع هي للخلف بقلق وتشهق بخوف قبل أن يرفع هو سبابته بوجهها بتحذير حاد و يتحدث بنبرة منخفضة اشبه للهمس محذراََ اياها بصرامة وحدة.
- تمشى براحه علشان محدش يصحى فاهمه.
رفعت سارة عينيه الخائفه له ولم تتفوه بحرف لكنها اجابته بأماءة سريعة عدة مرات برأسها بالايجاب وهي تبتلع ريقها بصعوبة بالغه من الخوف والقلق، مد أدهم يده اليمني وأخذ الحقيبه التى كانت معدة لهم مسبقا من قبل أهلهم كأي عروسين حتى يذهبوا إلى شهر عسلهم عندما كان يوهم نفسه ويعتقد أن هذه الليله هي ليلة العمر كما يقولون وأنها ستكون اسعد ليله فى عمره، فـهو كان يضع الخطط ويفكر كيف سوف يتفنن فى اسعادها خلال فترة شهر عسلهم الذى كان يخطط له لأيام وشهور وليالي ليجعلها مليكته وملكة قلبه لكن كل هذا أنقلب إلى اتعس لحظات حياته في دقائق، تحركوا الاثنين خارجين من الغرفة وهما يسيرون على أطراف اصابعهم بهدوء وحذر شديد خارجين من المنزل بهدوء حتى لا يشعر بهم أحد ويصحو جميع من المنزل و يكتشفون ما حدث معهما منذ قليل، اقترب أدهم من سيارته وقام بفتح الباب وصعد بـالمقعد الأمامي للسائق وهى بجواره على المقعد الاخر واغلقوا أبواب السيارة بهدوء وروية حتى لا تصدر صوت، تطلع أدهم حوله يميناََ ويساراََ كـمن ارتكب جُرم ما وليس كأنه ابن وحفيد هذا المنزل العريق الذى كان يزف منذ ساعات قليلة لمعشوقته الجميلة ادار أدهم محرك السيارة ولم يجرؤ على اضاءة مصابيحها بـهذا الظلام ليري أمامه حتى لا يجذب انتباه أحد واعتمد على تلك الاضاءه الخافته ثم تحرك مبتعدا عن المنزل وهو يخرج تنهيدة حارة من جوفه ويعكف حاجبيه بضيق وغضب وهو يلعن قلبه ونفسه بداخله الالاف المرات على ما أل به الحال معه بسبب عشقه لها....
شرد فيها فهى بنت جميله شعرها طويل يصل إلى منتصف ظهرها أقل من أدهم فى الطول بشئ بسيط يختفى هذا الفرق عند ارتدائها الكعب العالى الذى ترتديه فى اغلب اوقتها، تمتلك وجه مستدير أبيض لون عينها بنى وعنيده لابعد حد تبلغ من العمر 22 سنه متخرجه من كليه اثار جامعة جنوب الوادى لها اخ واحد فقط يسمى ادم مرح جدا وصاحب ادهم جدا.
أدهم ذلك الشاب في غاية الوسامة الصعيدية يشبه فى الملامح براد بت ببشره سمراء عنيه عسليه جذابه جسمه رياضى عنده 30 سنه متخرج من كلية هندسة مكانيكة سيارات جامعة القاهره يعمل فى مصنع ليس كبير جدا مع اعمامه وابوه ويعتبر هو المترأس لكل شيء بسبب ذكائه وتعليمه لان المصنع متخصص فى درسته وهى لتعديل السيارت يمتلك اخت واحده فقط تسمى ليلى.
فاق من شروده وهو يركز على الطريق أمامه فى صمت تام حتى وصلوا إلى وجهتهم إلى الغردقة، أوقف أدهم السيارة أمام أحد البنايات التى أقل ما يقال عنها أنها لا تصلح للعيش الأدمى هبط أدهم من السيارة وتبعته سارة حتى وقف أمام أحد الغرف لتنقل سارة انظارها فى المكان باشمئزاز، ليدخل أدهم الغرفة بينما ظلت سارة واقفه أمام باب الغرفة، لينظر لها أدهم هاتفاً بسخرية.
-ادخلى ولا عايزه حد يشيلك يا... يا عروسة.
تحدثت سارة بصعوبة بسبب تورم وجهها وعينها تتفحص المكان باحتقار.
- إحنا هنقعد هنا.
انفجر أدهم ضاحكاً وهو يهتف من بين ضحكاته الساخرة.
- ههههههههههههه تصدقى ضحكتنى... لا يا حلوه أنتى بس إللى هتقعدى هنا.. أما أنا بقا هقضى شهر عسلى لوحدى فى الفندق على العموم أنا مشى دلوقى وإنتى زى الشاطرة كده تنضفى الزريبه دى ولما ارجع القيها اوضه خمس نجوم.
نظرت له سارة بعدم تصديق فهو بالتأكيد يمزح فمن المستحيل أن يتركها أدهم فى مكان مثل هذا بمفردها لا رجولته ولا أخلاقته ستجعله يفعل ذلك بها.
- أنت إتجننت يا...
قطع حديثها بصفعه قويه هبطت على وجهها منه وهو يتحدث بعصبيه بسبب تكبرها وغرورها الذي اشعل فتيلة غضبه مرة أخرى.
- هو أنتى فاكره نفسك هتنامى فين يا روح أمك بعد إللى عملتيه.
جذبها أدهم من حجابها بقوة إليها وهو يكمل حديثه الغاضب.
- أنتى لسه مشفتيش حاجه أنا هعرفك إن الله حق على عملتيك السوادة دى ولا فاكره أن الموضوع عدى على الكام ضربه اللى اخدتيهم حسابك لسه مخلصش معايا.
دفعها بعيدا عنه كأنها وباء وتركها وغادر المكان تبكى هى حظها وتتكور على نفسها على الأرض وتسمح لدموعها بالهبوط.
- منه لله اللى كان السبب منه لله.
من كثرت البكاء والتعب سقطت سارة فى النوم على الأرض ولم تستيقظ الإ فى صباح اليوم التالى بسبب تلك الاصوات العالية القادمة من الشارع الذي شعرت لوهله أنها تنام به، نهضت بصعوبة واتجهت إلى الحمام الصغير الموجود فى الغرفة والذي كانت حالته اسوء من الغرفة فقامت بتنظيفه ثم أخذت استحمت وتوضت حتى تصلى فرضها وجلست تدعوا الله أن ينجيها مما ينوى فعله أدهم بها.
- يارب أنا عرفه إنى غلطت سامحني يارب.. عرفه أن أدهم زعلان منى بس هو طيب وهيسامحنى.
شعرت بالجوع فهى لم تأكل منذ يومين تقريبا فنهضت تبحث عن طعام فى المكان.
- أكيد أدهم سايب أكل هنا بس فين؟؟
أخذت تبحث عن الطعام ولكنها لم تعثر على شيء لتهتف لنفسها بعدم تصديق.
- معقول أدهم ما جابش أكل.. مش معقول يكون قاسى كده.. لالالالا أدهم اكيد راح يجيب أكل.. أكل إيه إللى هيجيبه لغاية دلوقتى يارررب.
استسلمت سارة بقهر وهى تنظر إلى المكان حولها.
- أنا هبتدى منين فى المزبله دى ربنا يسامحك يا أدهم.
بدأت سارة فى تنظيف المكان وجمع الأوراق والأكياس والقائها فى القمامة وقامت بحمل الملابس الملقاه والتى لا تعلم تخص من؟! وهى ترفع أحدي الثياب رأت شيء فى كيس أسود لتكشر بين حاجبيها باستغراب.
- إيه ده؟!
______________بعتذر على صغر الفصل فالوقت لم يسعفنى لكتابة المزيد من الأحداث.
هدير خليل
دمتم بخير❤️
يتبع
أنت تقرأ
رواية حب خارج القسمة "قلوب صعيدية سابقا"
Romansaمن يعشقها صعيدي تصبح ملكة ولكن احذي أن تحضري شياطينه فأنها تكفي لتجعلك تلعنين ذلك اليوم الذي نبض به قلبك فما بالك إذا علم أنك خائنه فماذا سيكون مصيرك؟ تاريخ النشر 22 / 1 / 2019 رواية حب خارج القسمة من سلسلة الحب خط مائل كانت تحمل سابقا اسم قلوب صعي...